تقدمت لخطبتها ومعي والدتي ، كانوا أفضلا منا حالا

تقدمت لخطبتها ومعي والدتي ، كانوا أفضلا منا حالا

وكنت خائف من فرق المستوى ولكنها كانت تحبني وأصرت

على أني أتقدم وعليها أقناع والديها ، لأنهم في النهاية

سيختاروا سعادة بنتهم ، أرتديت أفضل ثيابي وأضطررت إلى أخذ حذاء صديق لي حيث انه أشتراه قريبا

أعتقد انه مناسبا أكثر من حذائي

والدي كان متوفيا ، وأمي كادت أن تطير من السعاده

أخيرا أبنها الوحيد سيتزوج ويحقق لها امنية طال انتظارها

البيت كان جميلا وواسعا ، الاثاث والديكورات

تنم عن ذوق راقي في أختيارها وعلى أحوال أهل البيت

حقيقة كنت منبهرا بكل ما أراه وتمنيت أن أمتلك منزلا مثل هذا حتى يليق بزوجتي وتشعر بأنها ملكة في بيتها

قابلنا والديها في البداية ورحبوا بنا على استحياء

كنت أشعر ببرود في سلامهم وكلامهم كان منصب

حول وضعي المادي وشقة الزوجية والامكانيات

أخبرتهم بحقيقة الوضع وبأنني لن أستطيع العيش بعيدا

عن أمي ..أصر والدها على الرفض ولكن مع ضغط

ابنته وقولها بأنه ليس لديها ما يمنع ذلك

بدأ يلين والدها ، ولكن كان لأمها رأي آخر

قالت انها موافقة ولكن بشرط واحد

سألتها ماهو ؟

طلبت مني أن اتحدث معها على أنفراد

وقد حدث دخلت معاها غرفة مكتب زوجها

وقالت لي

أنا أعلم انك شاب طموح وعلى خلق وتحب أبنتي

ورغم فارق المستوى بيننا الا أن ذلك لم يكن عائقا

في قبولنا بذلك وهذا تحت ضغط منها لأنها تحبك

ولكن.. أريد منك فعلا شيئا واحدا

لو وافقت عليه سأزوجك أبنتي

لقد كان هذا الأمر غريبا جدا ولم يخطر ببالي يوما

لقد طلبت مني أن…

وقال.. ولكن ..انا عانيت الأمرين قديما مع حماتي

ولذا لا أود لابنتي أن تخوض نفس التجربة

وتشعر بما شعرت به ، ولذا سأقترح عليك أمرا

أن وافقت عليه تمت الزيجة

سمعت أقتراحها وعلى الفور خرجت مسرعا

وانا أشعر بغضب عارم كاد أن يحرق كل من حولي

هيا بنا يا أمي

ماذا حدث !

ليس لنا مكان هنا

نظرت لي حبيبتي وفي عيونها دموع الفراق

وقولت لوالدها

عذرا يا سيدي لا اريد الزواج من ابنتك

وخرجت مسرعا من منزلهم

حبيبتي أتصلت عليا كتير

لكني كنت بتهرب منها ومش عاوز اكلمها

ولا اسمع صوتها ولا حتى افتكر اني عرفتها في يوم من الايام

بعد عشرات الرسائل والمكالمات رديت عليها

ممكن افهم ايه اللي انت بتعمله دا ؟

اللي انا بعمله ولا الست مامتك

ايوه بقى عاوزه افهم هي ماما قالتلك ايه

يعني مش عارفه

لا معرفش

خلاص خليها تقولك

ماهي رافضة تقولي ع الشرط اللي طلبته منك

وجننك بالشكل دا وغيرك من ناحيتي وخلاك تخرج

وأنت غضب الدنيا كلها على وشك

خلاص يبقى اكيد بابا عارف

سألته ومقالش حاجه وزغلان اوي من اسلوبك

وطريقة خروجك من بيتنا بالشكل دا

ومش زعلان من اللي زوجته طلبته مني

وجايب اللوم عليا

وبعدين بقى انا تعبت من اللي بيحصل دا

ليه مفيش حد عايز يريحني

مامتك ووالدك اكيد مش فارق معاهم سعادتك

والا مكنوش طلبوا مني الطلب دا

لاني لو وافقتهم عليه واخترتك ..فانا هبيعك في يوم

من الايام ..

تبيعني ليه

عشان اللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد

ممكن توضحلي طيب

شوفي يا بنت الناس انا اه بحبك وكنت ناوي اكمل

باقي حياتي معاكي

كنت !!

اه كنت ..لكن بطريقتي وبحياتي انا ..ومش عشان أهلك

مستواهم أعلى مني يتحكموا في حياتي بالشكل دا

للأسف انا مش هقدر أكمل معاكي..وكل اللي بينا انتهى

فضلت تعيط وتترجاني لكني كنت واخد قراري

من ساعة خروجي من بيتهم أن خلاص كل اللي بينا انتهى

وبعد دقايق باب أوضتي خبط

اتفضلي يا ماما

تحب اجهزلك العشا

لا مليش نفس شكرا يا ماما

طيب مش ناوي تقولي بقى الي حصل

اللي حصل ببساطه مفيش نصيب

تمام بس ليه ؟

مستوانا مختلف عنهم ..انا فين وهما فين ؟

بس انت كنت عارف دا من الأول

كنت غلطان واديني بصلح غلطي

البعد دلوقتي افضل من بعدين

طب وقلبك ؟

يغور الحب قصاد الكرامه

هي طلبت منك ايه وجع كرامتك اوي كدا ؟

بقولك ايه يا قمر انتي سيبك من كل دا

ايه رايك انا هاخدك ونتعشى بره الليلادي

وليه بس مناكل هنا في بيتنا

معلش عاوز اغير جو

طيب على راحتك يا حبيبي

وفي منتصف الطريق سألتني

ما الذي جعلك تغضب هكذا وترفض طلبهم

لا يهم يا امي لا يوجد نصيب

هل لي أن أعرف ما هو شرطهم لاتمام الزواج

انهم ..انهم يريدون أن أعيش في شقة اخرى واتركك

أبتسمت قائلة

يا ولدي أنك لا تجيد الكذب على أي شخص في العالم

فما بالك بي وانا أشعر بك من نظرة عيونك

ونبرة صوتك ..هذه ليست الحقيقة

ثم أشارت بيدها لأحد المباني على الطريق وقالت

هذا هو السبب

نظرت لها بدهشة وانا أقول

ولكن من أخبرك بذلك

والدها كان قد عرض على الأمر خشية الا توافق

وطلب مني أقناعك بذلك

نظرت للمبنى المدون على يافطته “دار مسنين”

وانهمرت في البكاء قائلا

انا اسف يا أمي اننا وضعتك في موقف كهذا

لقد طلبوا مني ايداعك في أحدى دور المسنين

وسيكتفلون هم به كذلك مقابل أن أتزوج أبنتهم

أدبي وحسن تربيتك لي منعني من الرد عليهم

بشكل يتناسب مع مستوى تفكيرهم

ولذا آثرت الخروج بأقل الخسائر

ولكنك خسرت الفتاة التي تحبك وتحبها !؛

ولكن كسبت امي ..فالزوجة يمكن تعويضها

ولكنك تظلين يا أمي شخصا يساوي العالم بالنسبة لي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى