كانت والدتي لا تحمل مثل بقية النساء حتى بعد مضي عشرة أعوام
قالت مرحبا
قلت بتلعثم انت ايضا حضرتي لتسديد الدين؟
نظرت الفتاه للعربه الخاليه ولاحظت لأول مره اننا وحدنا داخل العربه ولا يوجد غيرنا
صوبت نظرها نحوي وشعرت ان عينيها تخترقني، لا تتحدث عن الدين هنا، لن تعجبهم تلك الكلمه
قالت بفخر انها الرحله الأخيره لي، بعدها أصبح حره
قلت ماذا تعني بأنها رحلتك الأخيره!؟ حضرتي هنا من قبل؟
أطلقت ابتسامه مقيته كأنها تنتوي آكلي، انت مستجد؟
لم ارد، كنت افكر بشيء اخر، تيشا الفتاه التي كانت جالسه معي، ربما الأصلح ان ابحث عنها بأنها مثلي
قالت الفتاه جرب أن تذهب، لن تفلح بالوصول إليها، مصيرك محدد
لن تغادر تلك العربه الا لوجهتك المحدده
انت تقرأين أفكاري؟
اكتسبت تلك المهاره لان والدي من الجان قارئي الأفكار، سريعي البديهه
قلت بتلعثم التقيتي والدك؟
تجهم وجهها، قالت بنبره ساحقه، لا أحد يقابل والده ابدا
ماذا يعني ذلك؟ واشرت لها بيدي بلا فهم
قالت الفتاه، هناك محكمه تقام لكل جان تزوج بشريه، أحكام القضاه فيها قاسيه جدا
الحرق، النفي، السجن، في الغالب لا يرى الجان الذي تزوج ببشريه أبنائه
لا تحزن، قبل أن يتخذو تلك الخطوه يعرفون ما ينتظرهم، الزواج الطبيعي يتطلب اذن مسبق من ملك القبيله.
أطلق القطار صافرته وتوقف للحظه، نظرت من النافذه، من العربه الحمراء نزل شخصين، تركهم القطار وانطلق
انتظرت محطتي بفروغ الصبر اتخيل الو@حوش التي ستقابلني، الأش@باح وألجان باشكالهم المر@عبه، نزلتي تيشا قبلي بمحطه
لوحت لي وهي تبتسم وتمنت لي رحله سعيده
لاحظت الفتاه اهتمامي بتيشا وقلقي عليها، قالت بغل، معظم الفتيات والشبان الذين يحضرون هنا لا يعودون مره اخري
قلت سيموتون؟
قالت لا، الفتيات يتخذهم بعض الجان زوجات لهم، والشبان أيضا
لأن الجان ليسو مثلنا لا يقبلون الديه
كشرت فمي، لم أفهم ولا شيء
قالت الفتاه باستمتاع، احيان تتخذ الجنيات الذين تعرضو للخي@انه من أزواجهم أبناء زوجاتهم ازواج لهم ان كانو ذكور
او لبناتهم
بينما الفتيات بالغالب يتزوجهم إباء الخائن@ين او ملوك الجان
هذا ليس حقيقه، قلت لها، انتي مختله
ابتسمت الفتاه بحقد، قالت اعتقد في حالتك ستتزوجك الجنيه التي خانها زوجها مع والدتك، او تزوجك لابنتها حينها لن تعود مره اخري
حاولت أن لا اصدقها بينما قلبي يتلوي من الوجع علي تيشا، اطلق القطار صافرته بلا رحمه ولا شفقه بالأمي
كنت قد وصلت محطتيالمحطه الخاليه، كانت محاطه بالأشجار، الفتاه التي نزلت معي كانت تعرف طريقها، انطلقت بسرعة الريح غير مباليه بي ولا ضياعي
ان اشد حماقات النساء هي إختيار مصلحتهن الخاصه وسرعة الهرب
وقفت دقائق اتلفت حولي، في اي لحظه اتوقع ظهور جان ضخم يقبض علي ويطير بي في الهواء، لكن ولا شخص ظهر، لا استقبال، لا حفلة شاي، لا دليل يقودني في هذه البلاد الغريبه
كان علي ان أسير وهذا ما فعلته، بالخارج امتدت امامي صحراء يقطع-ها طريق ممهد، بقعه قاحله لا حياه بها
تبعت التميمه التي كانت تشير بوصلتها للأمام، الشمس تسلق عنقي ووجهي، حقيبتي الباكيه فوق ظهري، لا انكر انني فكرت في العوده مره اخري، لكن المحطه اختفت فور ان خرجت منها
واصلت سيري مرغم، كان العطش قد بلغ مني مبلغه، الضيق والرعب،
بعد ساعه من السير لاحت منازل كثيره، منتظمه في صف كلها من طابق واحد، أسرعت خطوتي حتي بلغت تلك القريه الصغيره
رغم حاجتي للراحه الا ان التميمه كانت تشير للأمام، في منتصف منازل القريه أشارت التميمه لبنانيه قديمه من طابقين ثم توقفت عن الاشتعال.