أنا راجل عندي 27 سنة متجوز

أتجنب النظر في عينيها:
“أنتِ عارفة أني بحبك جدًا، صح؟”
أجابت بابتسامة خفيفة:
“أيوة، أنا عارفة، وأنا كمان بحبك أكثر.”
وكنت أحتاج أن أكمل، لكن الكلمات كانت ثقيلة على لساني. كيف أقول لها أني كنت في علاقة مع شخص آخر؟ كيف أخبرها أنني فكرت في الزواج من امرأة ثانية؟ كان الأمر يبدو مستحيلاً، لكن في أعماقي كنت أعلم أنني يجب أن أكون صريحًا، وأن أنقذ ما يمكن إنقاذه.
قلت بصوت منخفض، وأعيننا لا تلتقي:
“في حاجة حصلت في الشغل… يعني، فيه شخص… يمكن أكون تعلقت بيه بطريقة غلط.”
فوجئت زوجتي، لكن لم تدم لحظة الصمت طويلاً. كانت تعرف أن هناك شيئًا غريبًا في تصرفاتي. سكتت للحظات، ثم قالت بهدوء يكاد يخلو من العواطف:
“مين هي؟”
كان السؤال الذي كنت أخشاه. حاولت أن أبتسم، لكن الكلمات كانت تتلعثم في فمي. لا أعرف كيف أشرح لها مشاعري، ولا كيف أخبرها عن ريم، وعن الحب الذي بدأ يتسلل إلى قلبي بطريقة لم أكن أتوقعها.
“اسمها ريم… هي زميلة في الشغل. وحصلت بينا شوية تجاوزات في الكلام، وفي المشاعر… وأنا غلطت.”
كانت تتأملني بهدوء، وأنا أرى في عينيها خليطًا من الصدمة والألم. لا يمكنني أن أنكر أنني كنت خائفًا، لكنني كنت أيضًا متأكدًا أنني أخبرت الحقيقة.
قالت بصوت منخفض:
“وأنت حاسس إيه دلوقتي؟”
أجابتها بعد لحظة من التفكير:
“مش قادر أقول. قلبي معاك، ومعها في نفس الوقت. لكن مش عايز أخسرك إنتِ ولا حياتنا مع بعض.”
سكتت قليلاً، ثم قالت بنبرة أكثر جدية:
“أنا مش هقدر أعيش معك وأنت مش مطمئن ليا. إذا كان قلبك مش معايا، فده يعني إننا محتاجين نعيد حساباتنا.”
لم أستطع الإجابة على الفور. كان كل شيء ينهار من حولي. كنت أعيش في جحيم من القرارات الصعبة. لكن في تلك اللحظة، شعرت بشيء جديد. لم يكن مجرد خوف على زوجتي، بل كان خوفًا حقيقيًا على نفسي. على حياتي. وعلى ما قد أفقده بسبب قرارات سريعة، مبنية على مشاعر غير واضحة.
في الأيام التالية، قررت أن أبتعد قليلاً عن ريم، حتى أستطيع ترتيب أفكاري. كانت البداية صعبة، لأنني كنت مترددًا بين قلبين، ولكن تدريجيًا بدأت أعود إلى نفسي، وأدرك أنني لا أستطيع أن أعيش في هذا التناقض إلى الأبد.
والآن، بعد فترة من التفكير، أنا مستعد لأخذ القرار النهائي. يمكن أن تكون علاقتي مع ريم مجرد مرحلة من حياتي، أما زوجتي فهي كل شيء بالنسبة لي. أريد أن أستعيد علاقتي بها، وأعيد بناء الثقة بيننا، حتى وإن كانت الأمور ستحتاج وقتًا طويلًا. قد يكون الأمر صعبًا، لكنني أريد أن أكون الرجل الذي تعتقد أنه يستحق حبها.
ولكن السؤال الآن: هل ستتمكن زوجتي من مسامحتي؟ وهل يمكننا المضي قدمًا معًا؟ الوقت وحده سيجيب على هذا.








