الوصية كتابة مروة عزام

النهاردة اتعس يوم في حياتي، صَحيت على خبر وفاة جدي…
طبعاً مش زعلانة عشان موت جدي لأنه كان راجل كبير في السن وعنده امراض الدنيا كلها، لكن الخبر اللي زعلني وصدمني فعلا انه كتب كل ثروته باسم حفيده مصطفى!!
الصدمة كانت قوية اوي بالنسبة لي لأن مصطفى دة بالذات اتقدملي من سنتين وانا رفضته وياريتني رفضته بذوق او احترام لا دة انا شتمته وهزئته انه ازاي يتجرئ و يتقدملي وهو فقير وكحيان واتهمته انه طمعان فية و في البيت اللي كتبهولي ابويا بأسمي انا واختي قبل مايموت، وعرفت بعدها انه انهار وقعد فترة يتعالج عند دكتور نفسي ومن ساعتها مفيش اي كلام بينا ولا اعرف عنه اي اخبار.
المشكلة دلوقت ان بعد ماعرفت انه ورث لو حاولت اكلمه تاني او اصالحه هيفهم طبعا اني بكلمه عشان خاطر انه اتغنى و بقى معاه فلوس كتير ومش بعيد يهزئني ويشتمني زي
ماعملت معاه زمان.
كنت هتجنن من كتر التفكير مش عارفة اعمل ايه، من ساعة ما سمعت الخبر و انا بفكر اقرب تاني منه ازاي واخليه ينسى اللي فات، كنت فاكرة ان مفيش امل لغاية ما محامي جدي الله يرحمه اتصل بية على التلفون وقالي:
– مساء الخير
= مساء النور
– ببلغك ان بكرة الساعة 7 هيكون في اجتماع في مكتبي عشان اقرا وصية جدك ولازم تكونوا كلكم حاضرين
= ليه، مش كفاية ان مصطفى هو اللي يحضر مش هو اللي ورث كل حاجة، معلش انا مش هقدر اجي
– مصطفى ورث فلوس جدك اللي في البنك حسب الوصية لكن في املاك تانية هتتقسم عليكم حسب الشريعة عشان كدة لازم كلكم تكونوا موجودين،.
= بس دة ظلم، الاملاك دي ماتجيش حاجة جنب الفلوس اللي سابها جدي في البنك، طب مفيش حل عشان اورث في الفلوس دي زي مصطفى؟
– طبعا في حل بس الحل دة هيكلفك كتير
= مشفاهمة تقصد ايه؟
– جدك كاتب في الوصية ان كل فلوسه اللي في البنوك تئول لمصطفى فأنا ممكن ازود سطر صغير انها تئول لمصطفى في حالة زواجه منك
= ايه دة بجد ينفع تعمل كدة، متأكد مش هنتكشف
– مانا بقولك كل حاجة وليها تمن
= انا موافقة ولما الموضوع يتم هبقى اديلك فلوس ساعتها
– بصراحة ماضمنكيش و اللي اوله شرط اخره نور، قبل ماعمل اي حاجة تكتبيلي نص البيت باسمي
= انت اتجننت لا طبعا دة كتير اوي
– كتير ايه، هو انتي مش عارفة الفلوس اللي في البنك كام، على العموم فكري وردي علية بكرة الصبح، سلام.
ماقدرتش استنى لغاية بكرة الصبح عشان ابلغه اني وافقت، كلمته في ساعتها وقولتله اني موافقة اصل بصراحة مبلغ من 6 ارقام يضيع اي حيرة.
كنت قلقانة وفرحانة في نفس الوقت، صحيت الصبح بدري ونزلت اشتريت لبس جديد على حبة اكسسوارات على حبة مكياجات قولت يمكن لما يشوفني حلوة و مثيرةيحن ليّ تاني، جهزت ووضبت نفسي على الاخر والساعة سابعة بالظبط كنت بخبط على مكتب المحامي.
وصلت مكتب المحامي الساعة سابعة بالظبط، كان كلهم موجودين ماعدا مصطفى، فضلنا مستنين فترة طويلة لغاية ماوصل، وطبعا داخل مبتسم ومش في باله اي حاجة ماهو اللي هيورث الفلوس كلها و تقريبا كان قاصد يتأخر عشان يذل فينا شوية.
دخل قعد على كرسي في مقدمة القعدة وحط رجل على رجل وقال للمحامي بكل تناكة ياريت تبدء على طول عشان متأخر وعندي مواعيد مهمة ..
… بدء المحامي يقرا الوصية لغاية الشرط بتاع انه يتجوزني ساعتها مصطفى ملامح وشه اتغيرت و اتعصب جامد
و قام يشد الورقة من المحامي عشان يقرا الوصية بنفسه
و يتأكد من صحة الكلام دة..
انا طبعا اعصابي انهارت على الاخر كنت خايفة يكتشف التزوير اللي عملناه انا والمحامي فحاولت ابين ان انا كمان مضايقةومتعصبة عشان اداري على توتري.








