قايمة جواز بقلم أماني سيد

تقلقى منه مالوش أمان 
عشان كده أنا كنت ناويه اجبله شبكته واسيبه لكن لقيت ميار زميلتنا اللى كانت شغاله معانا هنا واتنقلت قسم تانى جت وحكتلى كل حاجه 
قالتلك ايه 
قالتلى إن البيه بيقولهم ان هو جايب كل حاجه وانا جايبه حاجات بسيطه ومرتبى كله بدخل بيه جمعيات وإن بابا خلاه هو اللى يجيب كل حاجه وفوق ده كله عايز يكتبه قايمه وإنه جايبلى دهب بشئ وشويات ده غير الهدايا واللذى منه 
صبرى جاب كله ده ضحكتينى 
متفكرنيش دى هى مره واحده بس اللى دخل عينا بحاجة فى ايده وكانت علبه حلويات من محل تحت بيتهم وفاكر نفسه ياما جاب شئ وشويات وانا مكنتش بحرجه كنت مدياله عذره انه بيجهز وانا الحمد لله مش ناقصنى حاجه 
ده انا لو احكيلك موافقه معايا تقولى كنتى مستحملاه إزاى 
تعرفى يا قمر امه كانت عندنا مره وفى وسط كلامها بتقولى . مرات ابنى الكبير بتجيلى كل يوم معادا الجمعه والسبت تنضفلى وتشوف طلباتى لما تتجوزى من صبرى تبقى انتى يوم وهى يوم 
ايه ده بجد 
اه والله 
وانتى رديتى عليها قولتلها ايه 
مردتش عملت نفسى ماسمعتش ولما كلمته تانى يوم قالى دى بتهزر 
تعرفى عمرهم ماعذمونا عندهم بحجه إن امه ست كبيره ومش مخلفه بنات وصعب تطبخ لنفسها وشايفه انها عيبه تعزمنا على اكل جاهز .. لكن كل شهر كنا لازم نعمل عزمه كبيره ليهم 
ده مره عرض عليا امى نعمل عزومه لاهلى عندهم بس شرط عليا انضف الشقه قبل ما امشى عشان امه ماتتعبش ومرات اخوهمش هتكون موجوده يومها . انا فى البداية كنت فكراه بيهظر لكن طلع بيتكلم جد …
وقتها رفضنا طبعا وقولنا هنعملها عندنا وعزمنا أهلى وأهله 
إزاى استحملتى كل ده 
والله يا قمر اوقات كتير كنت بفكر افركش بس بقول عمرى بيجرى منى والوقت اللى قضيته معاه ده اعوضه إزاى 
بس الحمد لله إن ده حصل ودى علامه من ربنا عشان مكملش 
طيب ناويه تعملى ايه 
ناويه أعلمه إن بنات الناس خط أحمر إن إحنا مش لعبه ومش خدامين لأهله 
يتبع
في اليوم التاني وصلت سميحة الشغل بدري عن كل يوم.
كانت شايلة في إيدها كعكة كبيرة مزينة باسم العروسين صبرى وسعاد مكتوبة باللون الدهبي اللامع وشكلها يخطف العين.
دخلت الشركة بخطوات هادية وواثقة كأنها جاية في يوم عادي جدا.
لكن جواها كان بركان نايم مستني اللحظة المناسبة ينفجر.
حطت الكيكة على الترابيزة الكبيرة اللي في استراحة الموظفين المكان اللي دايما بيقعد فيه صبري هو وشلته.
رتبت الكوبايات والطباق الورق بعناية وبصت حوالينها وهي بتبتسم بهدوء غامض.
بدأ الموظفين يدخلوا واحد ورا التاني وكلهم باصين باستغراب.
واحدة سألتها وهي مترددة
خير يا سميحة إيه المناسبة
ابتسمت وقالت بصوت واثق
مناسبة سعيدة جدا… فرح صبرى وسعاد. ما ينفعش ما نحتفلش ده زميلنا العزيز.
الوشوش اتبدلت والهمهمات بدأت تنتشر.
بعضهم بص لبعض بصدمة والبعض ضحك بخجل.
وفي اللحظة دي شافت صبرى وهو داخل الاستراحة… وعينه متعلقه على التورته وعلى سميحه 
وبعدها الضحك خمد

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى