الجيل القديم VS الجيل الجديد

الجيل الجديد: “حجمهم أكبر من مشــ,,ــاكلنا!”
في الزمن الجميل، كان أجدادنا يأكلون رغيفًا صغيرًا ويعملون طوال اليوم تحت الشمس الحــ,,ــاړقة،
وكانوا رغم ذلك يتمتعون بصحة جيدة وأجســ,,ــام متناسقة. أما نحن، الجيل الجديد؟ يبدو أن الطبيعة قررت أن تُجري تحديثًا شاملًا على أجســ,,ــامنا، وكأنها تريد أن تقول: “لما تكبروا، خلوهم يعرفوا إنكم كبرتوا بجدية!”
نعم، يا سادة، الجيل الجديد ليس فقط “أذكى” (على الأقل هذا ما نحب أن نظنه)، لكنه أيضًا “أكبر”…

في كل شيء! ابتداءً من حجم الأيدي اللي بتتكــ,,ــسر عليها الهواتف الذكية، وصولًا إلى الأقدام اللي بقت زي المراكب، والشعور الدائم بأن الكراسي الصغيرة أصبحت مجرد ديكور في حياتنا.
الوجبات السريعة: “عشان نكبر أسرع!”
إذا عدنا بالزمن إلى الوراء، سنجد أن أجدادنا كانوا يأكلون طعامًا بسيطًا مثل الخبز والجبن والفول، بينما نحن نعتمد على قائمة طعام تتضمن برجرًا بحجم وجهك، بطاطس مقلية يمكن أن تُطعم عائلة بأكملها، ومشروبات غازية لو فتحتها قد تسبب لك تسونامي على الطاولة. النتيجة؟ أجسام أصبحت أكبر، ومقاعد السيارات أصبحت أصغر، والجميع يتساءل: هل المشكلة فينا أم في التصميم؟
الأحذية: “صناعة عالمية أم محلية؟”
هل لاحظتم أن مقاسات الأحذية الآن تبدأ من الرقم 40 وتنتهي عند… لا أحد يعرف؟ الجيل القديم كان يرتدي أحذية رقم 37 ويبدو راضيًا تمامًا، بينما نحن نبحث عن متاجر متخصصة لأن مقاساتنا أصبحت أشبه بأرقام لوحة سيارة شاحنة. حتى الأطفال الصغار الآن لديهم أحذية أكبر من تلك التي كان يرتديها الشباب في الماضي. ربما السر هو أننا بدأنا نأكل منذ اللحظة الأولى للولادة ولم نتوقف بعد!
الأثاث المنزلي: “أعد تصميمه من فضلك!”

كثيراً ما يتبادر إلى ذهني بأننا نحن الكبار نتعلّم من الجيل الراهن تفاصيل كثيرة من تقنيات الأجهزة الحاسوبية والبرامج التطبيقية في الأجهزة الذكية. فهم لديهم قدرات تفوقنا في هذه النواحي. ومن خلال عملي كمهندسة، فإني أستعين ببعض الطالبات ليرشدنني إلى كيفية استخدام بعض البرامج. ومن ناحية أخرى، أعتقد أن الجيل القديم يعجب أحياناً بجرأة الجيل الجديد، ويحاول أن يقلّده في ما يخص بعض الممارسات الحياتية، مثل الإقدام على المغامرة والتخلّي عن الحساسية المفرطة في حساب النتائج.
أما الجيل الجديد فإنه يأخذ أشياء لا حصر لها من الجيل القديم، في مقدّمتها العلم والخبرة الحياتية، إضافة إلى محاولة التحلّي بالخصال الخلقية التي يتمتع بها الكبار، خصوصاً ممن يَعُدُّونه قدوة لهم. وبالطبع فإن هناك كثيراً من المفاهيم والقيم عند الجيل القديم يرفضها الجيل الجديد، ويَعدُّونها كما يقولون (دقة قديمة)، وهي على كل حال ليست مفاهيم وقيماً عميقة إنما تتعلّق بالشكليات المتغيّرة.

1 2الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى