رواية كاره النساء
لو اتجدم لبتك توافجي.
حدقت به في سعادة وهتفت بنبرة غير مصدقة
الله هو كلمك عليها ياحج يا ألف نهار أبيض مشاء الله.
أشاح بوجهه بعيدا عنها في ضيق وتأفف في غيظ
شوف المرة أجولها ايه تجول ايه..جاوبي على جد السؤال وبس يا ولية.
اوافق يااخويا ..اوافق موافقش ليه..هو ال زي مالك ده حد يرفضه.. بس يعنيي…..
توقف عند ترددها فسألها
بس إيه ممتحدتي دغوري عالطول.
بكلمات مترددة اردفت
اقصد المشكلة في نريمان ياترى حتوافق..دي مش طيقاه اصلا.
ظل يرتشف من فنجانه وبصره شاخص واخيرا قال بعد فترة صمت
تتعدل..وال فيه الخير يجدمه ربنا..يلا همليني دلوك عايز أنعس هبابة.
قال جملته الأخيرة وهو يعطيها الفنجان الفارغ ثم طرح نفسه لينام.
أخذت منه الفنجان الفارغ وانصرفت بعد أن اغلقت الباب خلفها.
لا ينكر أن نومه طوال الليل كان متقطعا كان قلقا عليها بشدة خشى أن يحدث لها مكروها ويكون هو السبب كان يقاوم رغبته في الذهاب لفك قيدها..ولكن كلما تذكر عندها وغرورها فيتخلى عن شفقته تجاهها ويشجع نفسه على الصبر علها تتأدب وأخيرا رحمته الشمس وأشرقت لتملأ الدنيا بأشعتها الذهبية نظر في ساعته وجدها الثامنة تنفس باطمئنان لأن في هذا الوقت الكل مشغول في الطابق السفلي لتحضير الأفطار هم لا يعلمون بأمر حپسها ولأنهم يعلمون طبعها الصعب عندما علموا من مالك أنها لا تريد اي ازعاج فقرروا أن يلتزمون بما تريد تجنبا لفظاظتها وڠضبها الفظيع.
فتح الباب كان شعرها يخفي وجهها بالكامل يبدو أنها بذلت مجهودا كبيرا في الصړاخ ومحاولاتها في فك قيودها..ثيابها أيضا كانت في غاية السوء كانت هامدة ..لا تبدي حراكا..جثى على ركبتيه أمامها وبأصابعه أزاح شعرها من على وجهها ضم شفتيه بشفقة فقد استاء لمنظرها ..فقد كان وجهها شاحبا..عيناها غائرتين متورمتان يبدو انها بكت كثيرا زفر بندم.. هل يعرف المغرورن كيف يبكون لام نفسه ..ما كان عليه أن يفعل بها كذلك..نزع المنديل من على فمها وهنا شعرت به فاستيقظت..وعندما أبصرته احتقن وجهها بشدة وضغطت على شفتيها ضغطة حملت فيها كل ڠضبها..ثم صړخت فيه وقد هيئ له أن عروق رقبتها على وشك الأنفجار
هو أنت..ربنا يخدك يا بعيييد..يا متخلف يا حيوان أنا يتعمل فيا كده.
سجن شفتيها بين قبضة يده ليخرسها وهو يقول لها
مفيش فايدة فيكي..العفش عفش بردك..تصدجي أنا غلطان عشان صعوبتي عليا وجيت عشان أفكك..خليكي إكده..مربوطة وأفضلي اصړخي بجى عشان يجاوا يفكوكي.
ثم نهض وخطى صوب الباب..فصړخت فيه
أستنى هنا ..انت حتسبني كده ..ضهري وجعني من القاعدة دي ..فكني بقولك.
فوقف مكانه يزفر مللا من تلك المچنونة..ثم عاد لها وسألها
عايزاني أفجك يعني
أنت بتسألني..فكني يابني أدم حمووت ..عايزة اروح الحمام..حرام عليك.
ابتسم ببرود واقترب ببطئ ثم أتى بمقعد ووضعه بالقرب منها جلس عليه واضعا قدم فوق قدم قائلا ببرود
ماشي حفكك بس لما تتأسفي لاول..وتجولي أنا أسفة يامالك باشا.
صړخت پغضب
مش حتأسف ولا زفت ويلا فكني بقولك.
يبجى خليكي إكده ..المعروف مينفعش لأمثالك..كسحة تاخد الحريم كليتها.
قال ذلك وهم أن ينهض وهم أن يتركها..ولكنها سرعان ما تخلت عن عجرفتها وقالت سريعا حتى يخلصها من قيودها.. فكانت تشعر أن بطنها على وشك الأنفجار من فرط الألم
لأ استنى ..خلاص ..خلاص حتأسف.
أغاظتها بشدة ابتسامة الأنتصار التي تراقصت فوق شفتيه..خاصة عندما نهض وقال وهو يمسك بطرف ذقنها مردفا
شطورة ..الأدب حلو برضك.
هزت رأسها يمينا ويسارا حتى حررت ذقنها من بين أصابعه بعدها قالت من بين أسنانها
أنا أسفة.. أخلص بقى فكني
قال وهو يربت على احدى وجنتيها بتحذير
لاه..عتجوليها من وسط سنانك إكده..معجبنيش..جوليها زين زي الناس.
همست لنفسها وهي تبحلق في السقف وقد فاض بها
ألهي يجيلك شلل يابعيد..ويرحني منك.
بتبرطمي مع حالك عتجولي ايه
دون أن تنظر له وبنبرة جاهدت أن تخرج طبيعية
أنا أسفة.
زين إكده.
وما إن أصبحت حرة حتى هجمت عليه وراحت تضربه بقبضتيها وهي تهتف ثائرة غاضبة
أنت مالك ومالي..بتعمل ليه كده فيا أنا بكرهك ..بكره…..
توقفت فجاة عن ضربه ..وقد جحظت عيناها ذلك لان الآلام رهيبة هجمت عليها جعلتها تركض نحو المرحاض.
فضحك مالك وهو يهز رأسه يمينا ويسارا متعجبا من أمر تلك الفتاة التي تغضب سريعا..وتثور سريعا ثم قال جملته قبل أن يغادر حجرتهاكسحة تاخدك يابعيدة مچنونة وحتجننيني معاكي .
عندما خرجت نريمان من المرحاض كانت في أوج نقمها من مالك ومن أفعاله بها هو الوحيد في هذا العالم الذي أذلها وكسر أنفها..ماذا تفعل له أنها تريد أن تغيظه كما يغيظها بأي ثمن تريد أن ټنتقم منه بل تريد أن تقتله لو استطاعت بداخلها بركان يغلي حمم الغيظ في قلبها تفور وتفور.. تشعر أنها عاجزة على فعل شئ حياله فظلت تركل الأرض وتزوم وتدعو عليه من عمق قلبها
امممممم…يارب ټموت يارب.. يالي اسمك مالك..يارب وانت ماشي يخبطك سواق أعمى ياشيخ ولا تتزحلق على السلم ورجليك تتجبس وتقعد شهرين تلاتة محبوس عشان استريح منك آااااه منك يااني حطق ياربي.
وكأن فكرة أن يبقى حبيسا في حجرته راقت لها فقد توهمت كيف ستكون حرة وتعود لحريتها كما كانت قبل أن يقتحم ذلك الجلف حياتها فابتسمت بخبث وهمست لنفسها وهي تداعب ذقنها
والله فكرة..آه يبت يانانا لو رجله اتكسرت ولا رقبته حتى.. يسلااام الواحد يرجع بقى يعيش حياته زي الأول..بس مفيش حل غير كده أنا حاروح أتوضى وأصلي ركعتين لله وادعي عليه يمكن ربنا يستجيبلي وياخده ويريحني منه بقى..يااارب.. ياارب رجله تتكسر ويتجبس شهرين تلاتة ميقدرش يتحرك..لدرجة أن يشيلوه يودوه الحمام.. أمييييين..يااااارب.
وبالفعل راحت تتوضأ وتصلي لكي تدعو عليه..وبعد أن فرغت شعرت بسعادة وكأن الله أعطاها ميثاقا بان دعوتها قد قبلت..نهضت بحماس تنفذ فكرة طرأت على عقلها لټنتقم من ذلك الجلف..تناولت علبة الكريم المرطب للبشرة الخاصة بها وخرجت تتلفت يمينا وشمالا لتتأكد أنها لم يراها أحد..وعندما اطمأنت ..وضعت الكريم على السلم حتى إن لامسه مالك بقدميه انزلج من فوقه وتنكسر رجله..هذا ما باتت نريمان تتخيله وتحلم به أن يتحقق.. عادت لحجرتها بسرعة وظلت تتصنت من خلفه وتنتظر بلهفة صرخاته وهو يسقط.
اما في الأسفل كان مالك جالسا على السفرة مع عمه وزوجته لتناول طعام الأفطار كان مالك يعتذر من عمه عندما وجده عابث الوجه لا يلتفت اليه ولا يحدثه فهمس مالك بنبرة مفعمة بالﻹعتذار وهو يقبل يده
ايييه يا عمي لساك زمقان مني..لاه أنا ما أجدرش على زعلك ..أنت عارف أني مباتعملش مع حريم.
لم يجبه عمه..ولكن مالك ظل يترجاه ويقبل يده مرات ومرات حتى زوجته كانت تساند مالك فتقول لخالد باستعطاف
خلاص بقى ياحج.. مالك زي ابنك بردو ..مينفعش تخاصمه كده.
فاستجاب خالد وابتسم له بعتاب قائلا
يعني يرضيك إكده تضيع منينا زبونة زي دي.
فرح خالد لمسامحة عمه له فأردف بثقة
ولا ضاعت ولا حاجة ..بكرة تاجي ڠصب عنيها.. حروح أنا بجى أجيب مفاتيحي عشان أروح الشغل بدري.
مالك وهو يربت على ظهره
روح يا ولدي ربنا يسترها عليك.
دقيقة واحدة فقط بعد أنصرافه سمع خالد
وزوجته صوت ارتطام جسد من أعلى السلم وصرخات استغاثة من الخادمات . جعلت خالد تتسع عيناه ويتساءل پخوف
في إييه ..مين ال وقع ديه
حتى وداد ضړبت صدرها بيدها وهي تردد بفزع
يا لهوي ..ايه ال خبط ده
ثم نهض الأثنان