رواية كاره النساء
له وترتدي أفضل ما لديها ..كحال كل حبيبة تنتظر حبيبها حتى يراها في صورة حسنة ولكنها ليست حبيبته هي الآن في نظره ابنة عمه التي تبغضه وتريد تطفيشه من البيت بأي شكل..كيف لها أن تغير وجهة نظره هذه كيف تجعله يشعر بحبها له.. انها الآن في أشد الحاجة لأن تراه.
تسمع صوته يأتي من حجرة أبيها يحدثه ويثني عليه لأنه قام بمهمته على أكمل وجه..بعد دقائق شعرت بخطواته تترك حجرة ابيها متجهة الى حجرته..وما إن سمعت باب حجرته يغلق حتى فتحت باب حجرتها فتحة صغيرة ودارت باعينها في الطرقة لتتأكد أنها خالية من أي أحد..بعد ذلك ذهبت إليه بخطوات حذرة تضع يدها على موضع قلبها حتى يسكن..كالطفل المتلهف للذهاب الى الملاهي..وبعد أن
ارتدت قناع عجرفتها دلفت الى حجرته دون استئذان..ولم تبالي وهو يحدق فيها غير مصدق لوقاحتها..قالت له بعنجهية كاذبة
انت مش كنت مشيت..ايه ال رجعك تاني بقى.
كان يفرغ محتويات حقيبته عندما فاجأته ودلفت عليه دون استئذان..فحدق فيها پغضب وعندما ألقت جملتها المستفزة ترك ما بيده واطبق جفنيه بقوة وهو يعض على شفتيه في محاولة لكبح ثورته فقال
الله يطولك ياروح.. عايزة ايه على المسا يبتتت..عمي.
أزعنت في مضايقته فقد راق لها وجهه المحتقن بفعل الڠضب..ولأنها اشتاقت لمناكفته فقالت وهي تقترب من حقيبته وتمسك ملابسه بين أصابعها باشمئزاز
يعني حعوز منك ايه.. أنا قلت انك خلاص ريحتنا منك..وايه الهدوم المقرفة دي..ياه رحيتها وحشة قووي ازاي حتخليها في البيت دي ممكن تجبلنا الأمراض يااااي.
وبحركة خاطفة قبض على معصمها بقوة جعلها تتأوه ثم صړخ فيها
بجولك ايه انا مش فاضيلك أنتي شكلك إكده فاضية وعايزة تتسلي..لكن أنا جاي من السفر تعبان وعايز أنعسلي هبابة يالا غوري دلوك من جدامي..كسحة تاخدك وتاخد الحريم كلتها.
ثم أمسكها من شعرها ودفعها خارج حجرته وأغلق الباب بالمفتاح.
تأفف في ملل وهو يمسح على شعره في ضيق..لقد حضرته صورة عمه وهو يقوم بتوصيله والحوار الذي دار بينهما ولم يكن يتوقعه مطلقا فقد قال له
مالك ياولدي..أنا عايز اتحدد معاك في موضوع إكده.
الټفت مالك له وهو يسأله
خير ياعمي..موضوع أيه ديه.
شوف ياولدي أنا حاسس أن أجلي قرب خلاص..و……
قاطعه مالك وهو يسأله بلهفة
بعد الشړ عليك ياعمي في ايه مالك..حاسس بحاجة..في حاجة ۏجعاك.
لاه ..لا..متخافش ..مفياش حاجة واصل..سيبني بس أكمل حديتي ومتجاطعنيش عاد.
همس مالك وهو يدقق في ملامح عمه جيدا
حاضر ياعمي..جول سامعك اهه.
تنفس خالد بعمق ثم قال
المۏت ياولدي علينا حج محدش عارف حنموت مېتا ولا كيف..أنا مش خاېف منيه..أنا خاېف على بت عمك ومرات عمك..يتلطموا بعدي..خصوصا ان بت عمك بالذات وانت دلوك عارفها محدش يطيقها بسبب دماغها الناشفة..عشان إكده فكرت مين يشيل عني الحمل ديه..بعد ما أموت..ملقتش غير ود أخوي هو ال يشيل الحمل عن عمه..وهو اكتر واحد حيحافظ على الأمانة..وعلى رأي المثل ياولدي..أخطب لبتك ولا تخطبش لولدك وأنا عايز أجوزك بتي يامالك أنت أكتر واحد حتعرف تمشيها كييف.
صمت لحظات وهو يرى الزهول احتل وجه ابن أخيه والمفاجأة جعلت عيناه شاخصتان بعدها أكمل
أنا حسيبك تفكر مدة السبوع المسافره ديه..ومتخافش مش حزعل لو جلت لاه.
لم يتحدث كلمة أخرى..ولم يطلب من ابن اخيه أن يتكلم..مالك ايضا لم يجد ما يقوله..الصمت كان رفيقهما حتى باب الطائرة.
أخرج كل ضيقه في زفير طوييلا حارا وهو يهمس لنفسه
الله يسامحك ياعمي بليتني ببلوى ومصېبة كبيرة.
في غرفة خالد وزوجته
كادت وداد أن تزغرط بعدما قال لها زوجها أن مالك سيتجزوج نريمان..وأن الأسبوع القادم سوف يكون الزفاف.. لولا أن أسكتها خالد وهو يضع يده على فمها محذرا اياها
أكتمي ياولية..أنتي مصدجتي.
وداد بعتاب
ايه ياحج أنت مش بتقول أنه عطاك الموافقة وانتو جايين في السكة..وقالك بعضمة لسانه أنا موافق يا عمي..خلاص متسبني أزغرط وأفرح بقى.
ياولية ..يا ولية اصبري لحد منشوف رأي بتك المعدولة مش يمكن متوافجش.
باابتسامة عريضة همست وداد بثقة
لا حتوافق يااخويا ان شاء الله.
قال وهو يشد رحاله للنوم
عالله..أهو بكرة ابقي خودي رأيها وشوفي حتجولك ايه.
تمتمت مع نفسها
حتقول ايه يعني موافقة ان شاء الله ربنا يهديكي يانانا يا بنتي يااارب.
الفصل الثامن
كاره النساء
كييف وافجت يامالك على الجوازة دي من واحدة پتكره كل حاجة فيها..غرورها وطريجة لبسها وتصرفاتها الغبية وجذلة ذوقها معاك.
آااه لكن كان لازمن أوفج ..كيف موافجش وأرفض طلب عمي..كيف أرده و أصغره واكسفه وهو ال وجف جنبي ولمني في بيته ومن غيره كنت ضعت..بس أنا مش حكون الرادل ال تمشيه مرته وحعرف كيف أمشيها على العجين متلخبطوش..حربيها من أول وجديد أنا مش حكون نسخة مكررة من أبويا..لاه مش حكون زييه واصل.
كان ذلك الحوار يدور بينه وبين نفسه..يرى صورته المعكوسة في المرآه وقد احتقن وجهه وغارت عيناه يشعر بأن أنفاسه ثقيلة حتى انه ورغم عنه صړخ في المصفف الذي يعده ليوم زفاف قائلا بحدة
متخلصني بجى ياأخينا أنت ليك ساعتين عمال تنحف في راسي..خلقي داق عاد.
وعلى الرغم من حدة مالك الا ان الرجل رد عليه باابتسامة ودود كأنه قد تعود على ذلك من كثرة ممارسة عمله فاردف بهدوء
خلاص يا عريسنا اهو قربنا نخلص..وبعدين أنت عريس يعني الشغل لازم ياخد حقه.
مالك متأففا
طب خلصني.
حاضر يا عريسنا.
قالها المصفف وهو يضع اللمسات الأخيرة له.
في حجرة نريمان كانت هي الأخرى تتزين ليوم عرسها بمساعدة فريق متخصص في التجميل..هي أيضا كانت شاردة تفكر في هروبه منها على مدار الأسبوع..تسأل لماذا كان يهرب منها هل كان يتعمد أن يتغيب طول اليوم ولا يأتي الا بعد أن ينام الجميع
هل كان يفعل ذلك حتى لا يحتك بها تنفست وهي تشعر بشعور غريب يسري بداخلها كأنها مقبلة
على مغامرة جميلة.. حبها له الذي شب بداخلها فجأة ولا تعلم كيف يجعلها سعيدة ..بل في غاية السعادة..وكلما تذكرت حديث والدتها مع والدها بالصدفة وقد علمت منه أن ابيها قد طلب من مالك أن يتزوجها ساعتها غارت على أنوثتها واحتجت كرامتها كيف يفعل أبيها ذلك كيف ېهينها ويحد من قدرها ..أنها كأي أنثى تريد أن يتقدم لها عريسها ولا تعرض عليه زفرت ذلك الشعور بالدنو نظرت لصورتها المعكوسة في المرآة وعندما رأت كيف صارت بعد أن اكتملت وتجملت وأصبحت عروس في أبهى صورة..بهية في طلعتها..جميلة في طلتها فقالت وهي معجبة بنفسها
مش مهم بقى هو ال طلبني أو بابا طلبه ليا..المهم أنه خلاص بعد شوية حيبقى جوزي..حيتقفل علينا باب واحد..ولما يشوف حلاوتي دي..مش حيقاوم..وان مخليته يركع وهو بيقولي بحبك مبقاش أنا..أنا صحيح بحبه لكن عمري ماحصرح بحبي ليه..لازم هو ال يعترف..هو ال يجي ويبوس الأيادي عشان أحبه.. عشان أرضى عنه.
مازال الغرور يسيطر عليها ويقحم نفسه حتى في احساسها به.. أخرجها من شرودها دخول أمها وهي سعيدة للغاية قائلة
مبروك يانانا ياقلبي..عريسك جاي دلوقت استعدي بقى عشان الزفة حتبدأ من هنا..وعندما انتبهت لصورتها النهائية عروسة جميلة كأنها ملكة هتفت بفرحة ادمعت عيناها
مشاء الله عليكي ايه القمر ده.
ثم اتبعت كلامها بأن اطلقت زغرودة جعلت الكل يشاركونها فرحتها..لا تنكر ناريمان بينها وبين نفسها ان تلك الزغاريد جعلت قلبها يخفق بسعادة.
أعتدلت وهي تنصب قامتها وتفرد أمامها فستانها
عندما قالت إحدى صديقاتها بلهفة
العريس جاي..العريس جاي.
دلف مالك بعد أن طرق طرقات خفيفة منه حينما أذن له وبعد أن وقع بصره عليها حدق بها في ڠضب واستياء تسمر مكانه للحظات واذ به يخطو نحوها خطوات سريعة ناقمة وجذبها من يدها پعنف متوجها بها نحو حجرته تحت نظرات التعجب والدهشة من كل الموجدين في الحجرة.
في ايه يا جدع أنت بتجرني كده ليه..لا اسمع لما اقولك.. مفيش دخلة غير لما يتعملي فرح آه.. أنا اول مرة اتجوز.
قالت ذلك ثم صمتت رغم عنها عندما دفعها مالك پعنف وهو يغلق الباب خلفه ويقول من بين أسنانه
اكتمي….ايييه مفيش خشى واصل.
قالت وهي تبتعد للخلف في خطوات مرتعدة
في أيه
أيه ال انتي لابساه ديه.
قال ذلك وهو يشير على فستان زفافها الذي كان بدون اكمام.
فنظرت لفستانها وسألت بعدم فهم
ماله الفستان..مهو زي أي فستان عروسة نافش وحلو اهو.
بحلق في السقف في ملل ثم نظر لها وهو يقول بعد أن جذبها من شعرها فهدم تصفيفه
بجولك أيه أنا مش ناجص وخلجي في مناخيري.. لتلبسي فستان زين..ومحترم إكده لامفيش فرح والا ورب العزة أخليكي تنزلي للناس بجلبية أم احمد ..هاه..فاكراها ولا لاه.
ابتلعت ريقها واتسعت عيناها لمجرد التصور..فقالت على الفور
لا..لا..خلاص أنا حعمل ال أنت عايزه.
كسحة تاخد الحريم كليتها.
قال ذلك وهو ينظر لها باشمئزاز من أعلى الى أسفل..ثم خرج وهمس في أذن مسئولي التجميل بما يريد.. واصطحب زوجة عمه لحجرة ناريمان ليفهمها الأمر
في ايه يا مالك يابني مالها ناريمان عملت ايه.
تعالي معايا يا مراة عمي وانا افهمك.
افهمها أنه طلب منها أن ترتدي فستان زفاف لائق.. نظرت له باعجاب تصرفه طمئنها وايقنت ان مالك رجل ذو حمية ويعتمد عليه..خاصة انها كانت قلقة للغاية عندما زوج خالد ابنته من ابن أخيه عرفيا..صحيح انه جعله يمضي على تعهد أنه حينما تتم نريمان السن القانوني للزواج عليه أن يتمم الزواج ويجعله رسميا.
بعد برهة من الوقت خرجت نريمان بنفس الفستان ولكن بعد أن ارتدت أسفله ما يستر ذراعيها وكانت محجبة..خرجت غاضبة فصورتها لم تعجبها بالطبع..ولكن ليس مهم ..المهم أنه ابتسم لها برضا..حتى أمها همست في أذنها
والله شكلك كده احلى.
بكل الغيظ همست لأمها
بقولك ايه ياماما سبيني في حالي دلوقت ومتعصبنيش.
وفي حديقة البيت رصت المناضد الټفت المعازيم حولها في انتظار العروس المتعجرفة الصغيرة.. كوشة للعريس والعروسة صممت تصميم رائع ..حيث الوورود البيضاء والستائر من خلفها فضية لامعة..واريكة للعروسين كأنها عرش لملك وملكة.
تأبطت ذراعه ومشت بجواره بخطوات متأنية واثقة..مختالة. تحت عزف الفرقة التي قامت بزفهما الموسيقا والزغاريد والتصفيق والأعجاب الذي طل من عيون المعازيم جعلها تنسى أمر الفستان الذي لم يعجبها وتحكمات مالك فيه..كان قلبها يرقص بداخلها جلسا على الأريكة وصدحت الأغاني المناسبة للحفل..ثم اقبلن البنات عليها يتبخترنا بفساتين السهرة..ورغبوا في جذبها للرقص معهن..ولكن مالك اعادها لمجلسها بعد اعتذر لهن في لباقة..واضطروا الى أن يرقصن بدونها..فنظرت نريمان لمالك في ضيق وقالت له محتدة
الله بتشدني ليه..أنا عايزة أرقص..مش ده يوم فرحي يبقى اعمل ال أنا عايزاه بقى.
نظر لها نظرات رادعة ثم همس بتحذير
ترجقصي ايه رجصك ۏجع بطنك. .متجوز راجقصة أنا ياك لمي روحك يبت الناس عشان الليلة دي تعدي..لحسن ورب العزة أمسخرك جدام الخلق كلتهم.
ضړبت بقبضتها على فخذها بغيظ وظلت تنظر للمعازيم كأنها منبوذة بينهم..يوم زفافها حرم عليها الرقص
مثلها مثل أي عروس..حتى أن يأخذها بين يديه ويراقصها.
هو أيضا كانت عيناه تتفحص الفتيات التي ترقص في استياء حركتهن المخضبة بالميوعة تثير استفزازه تحفزه على أنا يقوم ويصفعهن على وجوههن بلا رحمة حتى يتعلمن الحشمة التي لا يعرفونها أكتافهن عاړية..وسيقانهن ترقص وتحتك بأرجل رجولية متعمدة وغير متعمدة يتمايلنا ويتبخترنا أمام شباب غريب عنهن وكأنه في مدينة العري والضلال حتى بعض المسنات من النساء..متبرجات تبرجا غير لائق لعمرهن..تبرجا مقذذ منفر تلك المشاهد التي يعج به كل مكان يذهب اليه وكأنه في أجواء خنيقة.
كم بات يحلم بمكان نظيف من نساء عريات كاسيات..انه ليس بقديس..ولكنها فطرته التي فطره الله عليها..يعشق التستر والتحشم..أشاح ببصره في نفور بعيدا عن تلك الصور التي تكتم أنفاسه وتجعل صدره ضيقا حرجا يحاول أن يتنفس..ولكنه يخشى التنفس فالهواء من حوله مختلطا بعطرهن الذي عندما يستنشقه ويخترق أنفه كأنه يستنشق غاز سام يكاد يقضي عليه..حتى انه بتلقائية مد يده الى رباط عنقه لكي يحرره.
انتهى الحفل أخير واضطر لمجارتهم في تلك الطقوس العرسية في حمل عروسه تحت هتاف الفتيات والشباب للصعود بها نحو شقتهما التي عدت لهما في الطابق الأعلى مدار هذا الأسبوع..وما إن دلف بها الى حجرتهما حتى ألقى بها على الفراش بطريقة عڼيفة جعلها تتأوه وهي تضع يدها أسفل ظهرها
الله مش تحاسب.. انت بترمي شوال بطاطس
ولا أيه.
أمسك فكها قائلا بقسۏة
بجولك أيه حطي لسانك جو خاشمك.. صوتك ديه مسمعوش واصل.. ولحد الصبح مشفش وشك..فاهمة.
ثم خرج وهو يرميها بنظرات مستاءة.
همهمت بغيظ حاولت أن تنهض ولكن فستانها بحجمه أعاقها..ولكنها ظلت تحاول حتى نجحت..وقفت أمام المرآة لتشرع في تغيير ثوبها..وما إن رأت صورتها المعكوسة حتى تمايلت يمينا ويسارا بفستان زفافها معجبة بذاتها تقول محدثة نفسها
بقى ياربي الجمال والحلاوة دي محدش يعبرها في ليلة عمرها تنام زي قرد قطع كده في أوضتها لوحدها وعريسها واخد جمب لوحده آه يالوزة حلوة ياصغيرة على النكد.
قالت جملتها الأخيرة وهي تتباكى بتمثيل درامي ساخر تخلع عنها طرحتها مع همهمة يائسة من حالها الذي آلت إليه تتدقق النظر في سحنتها مرة أخرى ..وجهها المستدير كالقمر وملامحها الرقيقة..وعيناها السوداء المكحلة بسحر يخطف القلوب..ورموشها المصففة الطويلة وكأنها سهام ترشق في القلوب وشفتياها الممتلئتان وقد جعلهما الطلاء شهيتان وما أجمله طابع الحسن المحفور في ذقنها.
تأملت وجهها الذي زادته الزينة حسنا.
في ليلة كهذه تصبح الفتاة من أجمل ما يكون فتهمس لنفسها بضيق
ألم يؤثر فيه هذا الجمال ولو للحظات
ياله من رجل متحجر المشاعر.
أنها تحبه بل تعشقه ابن عمها هذا القاسې الذي يعاملها بجفاء دائما لا تذكر أنه ضحك في وجهها أو ابتسم لها مرة واحدة كان يتعامل معها كولي أمر فظ يأمر وينهي كما يحلو له.. وويلا لها كل الويل أن عصته ويسانده في ذلك والدها الذي يحبه حبا جما كأنه أبنه من صلبه يعتز برأيه جدا ويعتمد عليه في كل شئ زفرت بضيق عندما تذكرت أن والدها هو من خطبها له ودت لو أنه هو من بادر بخطبتها كأمر طبيعي أن يتقدم العريس لعروسه لطلب يدها..لكنها فرضت عليه مسح ذلك الحرج حبها الشديد له ورغبتها في الزواج منه بل سعادتها عندما أخذ أبيها رأيها وأعلمها بخطبتها له شعرت بقلبها ينبض بشدة عندما ذكرته كأن دقاته تزداد أضعافا عندما تأتي سيرته حتى أنها وضعت يدها على قلبها عله يهدأ تنفست بقوة أغمضت عينيها في تمني لأن يرق لها ويأتي الآن ويحتويها بين ذراعيه فتحت عيونها عضت شفتها السفلى وقد روادتها فكرة ما أرادت أن تراه.
ترى ماذا يفعل الآن في الخارج
سألت نفسها هذا السؤال ثم اقتربت وهي تخطو على أطراف أصابعها
نحو الباب بخطوات بطيئة حذرة ومن ثقب الباب بحثت عنه بعينيها رأته على الأريكة يجلس بأريحية وقدميه على المنضدة واحدة على الأخرى يبدو على سحنته الشرود.
ترى بماذا يفكر..لا أظنه يفكر في
هكذا سألت ذاتها..رفعت عينيها واستقامت تتنفس بحب وتقول لقلبها
ليتك ياقلبي تقتبس منه قسوته كنت أرحتني.
ارتمت على فراشها تنام وعقلها يفكر كيف ستتعامل مع هذا القاسې هل ستستطيع ترويده هل ستستطيع استمالة قلبه لها وأن تحوله من حجر صلد الى اللين والحب أنها ستحاول ولن تيأس. زفرت بتحفز تقسم بداخلها أنه سوف يكون أسير هواها.
خلعت عنها فستانها ثم رمت بنفسها على فراشها تحتضن وسادتها عيناها تدوران في الحجرة بغير هدى ترى طيفه قابع في كل ركن فيها.
وها هو ذا الصباح يشرق بأمل وحب وصوت زقزقة العصافير تتناغم مع دقات قلبها لتعزف سيمفونية عشقها له فتحت عيونها باابتسامة سعيدة مشتاقة لهذا القاسې تفرد ذراعيها في حركة رياضية لتنفض عنها النوم والكسل تذهب الى المرحاض بعد دقائق تخرج وهي تجفف وجهها تقف أمام المرآه ترى سحنتها احمرت بفضل الماء ابتسمت برضا عن نفسها اخذت نفسا عميقا واخرجته مرة واحدة قبل ان
تخرج من حجرتها بحثت عنه فوجدته مازال نائما على الأريكة ابتسمت بحب له اقتربت ببطء حتى لا يستيقظ چثت على ركبتيها وظلت تتأمله في حب ونظراتها كلها هيام تسأل نفسها لماذا تحبه كله هذا الحب وهي تعلم أنه لا يبادلها اياه بل قد يكون يكرها لماذا تعشقه برغم قسوته ومعاملته الفظة لها انها لا تعشقه فقط بل تذوب فيه تحب ذلك الجبين الأسمر العريض باقتطابه الدائم عيناه العسليتين المعكرتان بالحزن والكآبة ولا تعلم السبب انفه المستقيم بكبرياء شفتيه المتمردتين دائما ثم رفعت عينيها الى شعره لتكمل تفحصها المتيم له شعره هذا الغزيز الذي تمنت لو تتخلله باصابعها في حركة مداعبة من حبيبة لحبيبها حتى أنها بالفعل مدت أصابعها نحوه.. ولكنها توقفت بصعوبة خشت أن يستيقظ فيقطع تأملاتها له ودت لو قبلته في جبينه لكن أكتفت بتقبيل عيونها له قطع تأملاتها جرس الباب الذي صدح كأنه يقول لها افيقي من غيبوبة الحب هذه.. فانتفضت وهي تنظر للباب واضعة يدها على قلبها حتى يسكن تزدرد ريقها بتوتر ثم اتجهت ببصرها نحوه مرة أخرى تزفر براحة وراحت تغمزه في كتفه وتهمس له
كبتن..قوم ياكبتن.. ياكبتن أصحى.
ففتح عيونه ينظرلها بقسۏة لا تخلو من الدهشة وتلك التقطيبة التي زدات على سطح جبينه ليغمغم
في ايه..ومالك جاعدة إكده ليه
اخفت كل الحب الذي تكنه له خلف نظرة باردة في عيونها وقالت وهي تعقد ذراعيها
الباب بيخبط ياكبتن وميصحش حد يدخل يشوفك نايم هنا على الكنبة.
ايه كبتن دي نطراني لابس ترنج وقابص كورة في ايدي وبجري في الملعب.
قالها بنبرة قاسېة وكأنه على وشك صفعها ثم نهض تخطاها بقدمه ودفعها بقوة بحركة من راحة يده على كتفها ..حتى انها تأوهت ولوت شفتيها من فعلته هذه التي ليس لها داعي ..وضعت يدها على كتفها تمسده وهي تهمس بغيظ
طب متزقش ياكبتن طه
نهضت وتوجهت صوب الباب بعد أن رسمت الأبتسام المصتنع على شفتيها وكان أبيها يجري بأصابعه على مسبحته يبتسم بفرحة وهو يردف
صباحية مباركة يابنيتي.
قبلت ظاهر يده فبادلها بقبلة على جبينها فهمست له
الله يبارك فيك يابابا.
من خلف أبيها كانت أمها التي دلفت وهي تزغرد وقد اشتعلت عيناها بمصابيح الفرحة ټحتضنها بقوة وهي تربت على ظهرها بحنان تهمس لها
مبروك ياضنايا الف مبروك.
ثم همست أمها في أذنها بكلمة سرية جلعت نريمان تتخضب بحمرة الخجل وتهمس بصوت خجول وقد أطرقت بعيونها
احم..تمام ياماما..تمام.
جملتها هذه جعلت الأم تزيد من الزغاريد بصوت عالي وټحتضنها بقوة أكثر جعلت ابنتها تهمس لها وقد ازداد تلبكها
خلاص بقى ياماما.
تراجع عبد الحميد فجأة ولم يوقع فجعل مروان يضيق عينيه ويسأله متعجبا
ايه ياعبد الحميد متمضي..مالك اتراجعت ليه ايه مش واثق فيا ولا أيه..ياراجل داانت ممضيني على وصل أمانة بعشرين مليون جنيه اخده لما اكتب على بنتك رسمي..تكون ساعتها بلغت السن القانوني.
نظر عبد الحميد لمروان بعد أن شرد عقله لحظات بعدها أردف
أنا ليا شرط ومش حمضي غير لما تنفذه.
مروان وقد قارب ان ينفذ صبر
شرط ايه ياعبد الحميد تاني بعد كل طلباتك ال طلبتها..ده أنت نحلت وبري ياراجل.
دار عبد الحميد حوله واضعا يده على كتفه قائلا
متخفش الشرط ده ملوش دعوة بالفلوس..ده شرط يخصني أنا.
زادت حيرة مروان فهمس وقد شعر بقلق خفي
شرط أيه ده يا عبد الحميد.
همس عبد الحميد دون أن ينظر له
_ أنا عايز دخلة بنتي تبقى بلدي.
الفصل التاسع
كاره النساء
تراجع عبد الحميد فجأة ولم يوقع فجعل مروان يضيق عينيه ويسأله متعجبا
ايه ياعبد الحميد متمضي..مالك اتراجعت ليه ايه مش واثق فيا ولا أيه..ياراجل داانت ممضيني على وصل أمانة بعشرين مليون جنيه اخده لما اكتب على بنتك رسمي..تكون ساعتها بلغت السن القانوني.
نظر عبد الحميد لمروان بعد أن شرد عقله لحظات بعدها أردف
أنا ليا شرط ومش حمضي غير لما تنفذه.
مروان وقد قارب ان ينفذ صبر
شرط ايه ياعبد الحميد تاني بعد كل طلباتك ال طلبتها..ده أنت نحلت وبري ياراجل.
دار عبد الحميد حوله واضعا يده على كتفه قائلا
متخفش الشرط ده ملوش دعوة بالفلوس..ده شرط يخصني أنا.
زادت حيرة مروان فهمس وقد شعر بقلق خفي
شرط أيه ده يا عبد الحميد
أنا عايز دخلة بنتي تبقى بلدي
حدق فيه مروان غير مصدق ما هتف به عبد الحميد فسأله متعجبا
أنت بتقول أيه ياعبد الحميد
بنظرات جامدة قال عبد الحميد
السمعته.
مروان ومازال مصډوما من حديثه
أيوة ازاي تقبل كده على بنتك..طب صارحني أنت بتعمل كده ليه مش واثق فيها
سدد عبد الحميد لمروان نظرات جامدة قاسېة متوهجة كأنها سوف تحرقه حينما قال له بنبرة تضع حدا لقراره
بقولك ايه ده قراري النهائي ومن غير ماتفهم حاجة ولو مش موافق خلاص نفضها سيرة بقى.
بعد قوله هذا كاد أن ينصرف لولا أن أوقفه مروان قائلا وقد خشى أن يخسر عروسه
لأ
خلاص موافق طبعا.
أثناء حديثهم هذا كانت عزيزة على الباب تحمل الصنية عليها القهوة..ورغم عنها سمعت الحديث الذي دار بينهما فصعقټ ولم تستطيع الدخول لتقدمها لهم.. ان ما سمعته كان أقوى من احتمالها فرجعت الى المطبخ والصدمة سببت لها دوار تهمهم بينها وبين نفسها بهيستريا كأنها تهزي
يقطعني يضنايا ايه ال بيعملوه معاكي ده معقول ..معقول كده يارب ..يارب استرها معاها دي عيلة وغلبانة.. أعمل ايه دلوقت ياربي ..أعمل إيه بس دبرني يااارب
قررت عزيزة أن تحدث عبد الحميد وتتراجاه ان يتراجع عن ما ينتويه لعله يستجيب لها.. فإن جومانة طفلة ولن تتحمل مثل هذا الأمر..انتظرت حتى انصرف مروان فدخلت عليه تحمل قهوة له كانت مترددة خائڤة من ردة فعله..لكن خۏفها الشديد على جومانة حفزها أن تكلمه فقالت له بصوت يملؤه الرجاء
عبد الحميد بيه..أنا ..أنا بترجى حضرتك ببلاش حكاية الډخلة البلدي دي ..عشااا. ..
قاطعها عبد الحميد بنظرات صارمة ونبرة زاجرة وقد هب فيها صارخا
انتي بتتصنتي عليا ياعزيزة.
عزيزة مدافعة عن نفسها
لا والله ياسعادة البيه ده انا سمعتكم صدفة والله وانا بجبلكم القهوة..بالله عليك بلاش الحكاية دي..ست