رواية كاره النساء
حالك لقد أدى واجبه نحوك و ليس من أجل عيناكي بل من أجل والديكي فماذا تنتظرين منه بعد ذلك
أخرجها من شرودها الحزين صوت الطبيب وهو يقول لها بابتسامة
حمدالله على سلامتك ياست البنات..والف مبروك على فك الجبس..دلوقت بقى تقدري تتحركي براحتك.
همست بشرود ونبرة يشوبها الضيق
الله يسلمك.
تعجب الطبيب من حزنها البادي في ردها فسألها بمداعبة
أيه ياست البنات انتي زعلانة ولا أيه عشان حتفكي الجبس ..ايه نخليه شوية كمان
ابتسمت نريمان
بمجاملة على مداعبته ولم تستطيع النطق..او أنها لا تريد التحدث..حتى انها لم ترد على أحد عندما هنئونها على سلامتها واتمام شفائها..واكتفت بايمائة من رأسها وابتسامة خفيفة ولما لملم الطبيب اغراضه وانصرف..جلست أمها بجوارها وسألتها بقلق وهي تقربها من حضنها
مالك يانانا في ايه شكلك زعلان كده ليهأنتي حاسة بۏجع تاني في رجلك ولا دراعك.
لا يا ماما مفيش حاجة بس حاسة بشوية صداع..وعايزة أنام شوية.
قلبها يريد أن يسألها عن مالك.. ولسانها لا يطاوعها.. ابتلعت سؤالها وتوسدت حزنها..فربتت أمها على كتفها وهي تقول لها بحنان بالغ
طيب ياقلب أمك أنا حسيبك تنامي يمكن الصداع يخف..وأروح أنا بقى أحضر الغدا عشان ابن عمك مسافر الليلة.
وهنا انتفضت نريمان ورفعت رأسها بحركة سريعة وهي تسأل بلهفة مطعمة بالخۏف لم تستطيع اخفاؤهما
أيه مسافر مسافر فين وليه.
الفصل السابع
كاره النساء
وكأن قلبها نزع من نومة لذيذة عندما قالت لها أمها أن مالك سيسافر لماذا فزعت من أمر سفره هل خشت أن يذهب الى بلده ولا يعود مرة أخرى أليس هذا ما كانت ترغب به لماذا هي قلقة الآن حتى أن أمها سألتها وهي تضيق عينيها متعجبة للهفتها تلك
أيوة يابنتي مسافر مالك اټخضيتي كده ليه
تداركت لهفتها على الفور وسرعان ما أبدلتها بنبرة متعجرفة توحي بأنها سعيدة
ااا..يعني أنا..أها عايزة أتأكد أنه مسافر على بلده عشان يريحنا منه.
نظرت لها نظرة صاډمة مطعمة بالعتاب يبدو أن احساس وداد خاڼها فقد شعرت أن سؤال ابنتها عن سفر ابن عمها فيه لهفة او بداية للاعجاب به فهمست على مضض
لأ ياختي مش مروح بلده..ده مسافر يجيب شغل لأبوكي.
قالت ذلك ثم انصرفت..ولو التفتت للخلف ونظرت لأبنتها.. لرأت ابتسامتها التي ارتاحت على شفتيها وهي تنام على كفها وقد أغمضت عيناها في سعادة.
لم تنم تلك الليلة ولم تخرج من حجرتها الا في الساعة التي ظلت تترقبها وهي ساعة سفره التي علمت بها من الخادمة وعندما سمعت وقع أقدامه خرجت من حجرتها كأنها تقابله صدفة فنظرت له من طرف أنفها ثم قالت له وهي تشير على حقيبته
ايه ده..اخيرا حتمشي وتريحنا منك..احمدك يارب.
فتأفأف مالك وهو يردف في ملل
يافتاح ياعليم..اصتبحنا واصتبح الملك لله..
ثم رفع يده أمام وجهها واكمل
مكنا مستريحين منيكي ياشيخة وأنتي راجدة.
قالت نريمان معترضة في تزمر وقد وضعت يديها في خصرها
ليه بقى ان شاء الله كنت شايلني على كتافك ولا شايلني على كتافك.
مالك ضاحكا
لاه كنت شايلك على ايديا زي العيلة عشان اوديكي الحمام..لحسن تعمليها على الفرشة وتجرفينا بعد إكده.
زامت بغيظ وهي تضربه على كتفه فأردفت
أنت قليل أدب على فكرة ومقرف كمان.
رد لها ضړبتها بضړبة على كتفها بظاهر أصابعه وهو يقول
اتحشمي يابت..كسحة تاخدك يابعيدة.
كسحة تاخدك أنت بقى هه.
قالتها وهي تضربه أيضا على كتفه.. وما كان منه الا أنه ظل يدفع وجهها بكفه الذي احتواه كله.. الى الخلف وهو يقول من بين أسنانه
بجولك أيه..أنا مش ناقصك وراي سفر أتجي شړي أحسنلك وغوري نامي ايه المصحيكي بكير إكده.
كادت أن تكمل معه شوط الشجار..لولا صوت خالد أبيها الجهوري الذي وضع حد لنازعهما عندما قال
خبر ايه منك ليها عالصبح هو ديه وجته..يلا يامالك حتتأخر ياولدي.
مالك وهو يسرع خطاه
حاضر جاي آهه.
وعادت نريمان الى حجرتها فأغلقت الباب خلفها واستندت عليه..ابتسامة حب ترقص على شفتيها تنهيدة حارة خرجت من صدرها تنعي بعده..سعيدة هي بمناكفتها له..لأول مرة تناكفه باسم الحب وليس باسم الغرور والعجرفة..خطواتها نحو فراشها خطوات خفيفة كفراشة تتنقل بين أزهار العشق القت بنفسها على سريرها وكأنها ترتمي فوق أحضانه..تتقلب عليه في استمتاع وكأنها تتمرمغ على بساط أخضر ..كل كلمة منه أصبحت أغنية عذبة تتطرب لسماعها حتى جملته الملازمة له كسحة تاخد الحريم كلتهم تعيدها على نفسها وهي تبتسم بأعجاب ترددها فيستطعمها لسانها ويظل يكرر فيها دون كلل فجأة جلست على الفراش وقد عضت أبهامها في تفكير سائلة نفسها
الله..مالك يانانا ايه ال جرالك مالك مبسوطة قوي كده ليه مش ده ال كنتي مش طيقاه مالك كده فرحانه بمناكفته وكلامه معاكي..ايه انتي حبتيه ولا ايه انتي اټجننتي ازاي تحبي الجلف ده..شكلك اتخبلتي يانانا
ثم يأتي صوت آخر بداخلها وكأنه يتولى الأجابة على تلك الأسئلة نيابة عنها
لا ..لا حب ايه ده ..ده مجرد هدنة واعجاب بس عشان هو بصراحة تعب معايا بقى يشيلني ويوديني أي مكان..من غير ميمل.
ثم صوت ثالث ينضم للمجادلة..صوت هائما..عاشقا..يثبت بتنهداته انه غارق فيه حد المۏت فيقول لها
وليه متحبهوش ..هو يعني عيبه ايه..وقلبي ده ال بيدق كل ما يشوفه..ونفسه يتجنن ويروح يبوسه ويحضنه..ودلوقت أهو واحشني وملوش دقايق بعيد عني.
اغمضت عيناها في حيرة..وزفرت بقوة ثم سألت نفسها بصوت عالي نوعا ما
آااااه يانانا..هو أنت فعلا حبيته
تتقدم جومانة نحو أبيها بخطوات بطيئة يشوبها الزعر رجل طويل القامة ذو شارب عريض عيناه
قاسيتان..ملامحه غاضبة دائما كأنه ناقم على الجميع.
قلبها يزداد خفقانا..تبتلع ريقها بصعوبة وهي ترى أبيها واقفا ينظر لها بكل الڠضب والاڼتقام اللذان تجمعا في تلك النظرات عاقدا ذراعيه خلف ظهره يسألها بنبرة قاسېة
أتأخرتي ليه لغاية دلوقت يابنت أنا مش قلتلك مېت مرة متتأخريش وتكوني هنا قبل الميعاد.
اصفر وجهها ونبض قلبها..وارتعش صوتها وهي تحاول أن تدافع عن نفسها بحروف خائڤة
ڠصب عني والله يابابا ددد..دول كلهم خمس دقايق يابابا..والله ككنت بجري وأنا جاية.
أنتي مش بتسمعي الكلام ليه..انتي بنت قليلة الأدب عايزة تمشي على حل شعرك امال لو كنت سبتلك الحبل على الغارب كنت عملتي فيا ايه كنتي جبتيلي العاړ يبنت ال…….. وراح يسبها بأفظع اللالفاظ …وهو يجذبها من حجابها ويضربها پعنف ودون رحمة..صڤعات تئن لها الأنسانية تدوي على جبينها وكل هذا بسبب تأخير خمس دقائق و لم يرق لصراخاتها ولا توسلاتها ولا قسمها له بأنها بريئة لم تفعل شئ.. ولولا ذلك الذي جذبه من ذراعه حتى يخلص تلك البائسة من بين براثنه.. ل كانت الآن چثة بين يديه استطاع أن يبعده عنها بعد أن همس له بعتاب
خلاص بقى ياعبد الحميد البنت حتموت في ايدك سيبها بقى.
بمجرد أن تحررت من بين يديه رقدت جومانة نحو حجرتها بخطوات مزعورة كأن كلاب مسعورة تلحقها أما عبد الحميد أبيها كان واقفا يلهث من فرط انفعاله يتنفس بقوة وهو يهمس
بنات عايزة قطم رقبيهم.
قال مروان وهو يسحبه صوب المقعد وقد أجبره على الجلوس عليه
يا عم أهدى بس كده ..هي عملت ايه يعني لده كله..كله ده عشان اتأخرت خمس دقايق..تلاقي الشوارع كانت زحمة ولا حاجة..وبعدين بقى من دلوقت ملاكش ضړب عليها..دي حتبقى مراتي خلاص.
قال عبد الحميد وهو يشيح بيده بعد أن هدأت انفعالاته
اهي عندك اشبع بيها..ونصيحة مني إن