قصه ليله الډخله

أوقات قصيرة أما خالد فنهاره يقضيه فى متابعة أعماله مع والده وأخوه بالإضافة ليومين كاملين قضاهما فى مصر لإنهاء بعض المسائل الهامة 
أما الليل فهو المشترك بينهما يقضيانه فى ممارسة العشق الصامت دون أن يتحدثا باللسان رغم اشتياق كل منهما للأخر واستمتاعهما بعلاقتهما المشتركة إلا أنهما يكتفيان بالتعامل بالنظرات لا أكثر 
كانت تقف فى المطبخ تجهز طعام الإفطار كعادتها خرج هو بعدما ارتدى ملابسه للخروج رأته ولم تعلق وأكملت ماكانت تفعل 
….أنا هشرب النسكافيه بس …
ناولتنه كوبه دون أن تتكلم واستدارت مرة أخرى
…أنا هخرج دلوقتى وممكن معرفش ارجع الليلادى هنا فكرى فى كلامى ارجوكى حاولى تكونى طبيعية معايا اكتر من كدة شوية …
وسألت نفسها ..هل سيذهب اليها الليلة ..
مر اليوم كله على هدى وهى تجزم بأن الغيرة تأكل قلبها فهى لا تفكر فى غير أنه معها الآن ولم يشفع له اتصاله المستمر بها يكاد يكون كل ساعتين تقريبا أو كلما خلى به الوقت والبشر من حوله 
وبالطبع هى لا ترد بغير بضع كلمات بسيطة مثل 
….الحمد لله انا كويسة تنام لا مش عايزة حاجة …
لا تسأل أين هو أو ماذا يفعل أو متى سيعود أو أى شئ يشبه ذلك بالرغم من ذلك لم يغضب أو حتى يكف عن الاتصال بها .
وما أطاح بباقى صبرها انه بالفعل لم يأتي الليلة أو حتى اليوم التالى وصلت لمرحلة الغليان ولم تعد تستطيع السيطرة أرادت الخروج لعل الحركة وتغيير الوجوه تخفف من وطأة الڠضب الذى ېهدد بالانفجار 
لكن هو أخبرها

أن لا تخرج أو حتى تحاول فهى مراقبة ومراقبيها سيمنعوها أن خرجت ماذا ستفعل الآن 
أتت بجوالها واتصلت به وانتظرت الرد 
… أول مرة انتى اللى تكلمينى انتى كويسة …
…الحمد لله مفيش حاجة انا بس كنت عايزة حاجة …
…كنت عايزة أخرج اتمشى شوية واشترى شوية حاجات …
…تتمشى فى الجو ده انتى مش عارفة درجة الحرارة كام انهارضة ..
…اكيد فى المكان اللى هروحه هيكون مكيف يعنى وبعدين انا مخڼوقة اوى بجد عايزة أخرج بأى شكل …
..طيب بصى فى اتنين واقفين على باب الشقة لحد ما تلبسى هكون كلمتهم هم معاهم عربية هيوصلوكى مكان ما انتى عايزة وهيفضلوا معاكى لحد ما ترجعى ماشى …
…ماشى ..
…خدى بالك من نفسك ..
…إن شاء الله ..
…ولما هجيلك هعوضك عن اليومين دول عندى هدية حلوة ليكى ومتأكد أنها هتعجبك اوى ..
… أن شاء الله …
خرجت فى حدود الساعة الثالثة ولم تعود إلا باتصال منه وقد تعدت الساعة العاشرة اتصل به الامن اكثر من مرة على رفضها العودة فقد كانت تدور من المول للسوبر ماركت لمحلات الملابس الكبرى تشترى فى أشياء حتى أنها لا تحتاج لها لا تريد العودة تريد إطالة الوقت خارجا فهى تعلم أنها ستعود لتقضى ليلتها فى التفكير السلبى الذى بدأ يسبب لها الأرق المستمر 
وهى فى طريق العودة داخل السيارة ومعها الأمن الخاص بها رن تيليفونها وكان ذينب المتصلة فقد تعودت الاتصال بها مل يوم منذ أن تركت البيت إلا يوم أمس لم تتصل بها لانشغالها بعض الوقت 
…أيوة يازينب ازييك …
…الحمد لله عاملة ايه انتى ياهدى معلش معرفتش اكلمك امبارح كنت مشغولة اوى …
…ولا يهمك مع أنى كنت مدايقة اوى وكنت محتاجاكى تكلمينى بس برضه مرنتش انا زى ما وعدك …
…متزعليش انهارضة بس ومن هنا وجاى هفضالك واكلمك على طول …
…اشمعنى يعنى هتترقى ههههههههه ….
..بتتريأى حضرتك لا ياستى هى شغلتى دى فيها ترقية بس اكتر مزعجات فى القصر مسافرين …
..مين دول …
…الأميرة دانيا والأميرة ليان …
عند نطق الاسم انقبض قلبها وانقبضت يدها على التيليفون إذن هذا هو السبب خلف هذا الغياب هو هناك ليقضي معها الوقت قبل سفرها .
…هدى روحتى فين 
… معاكى بتقولى الاتنين هيسافروا مرة واحدة …
…أيوة ياستى الأميرة ليان والدها فى المستشفى والأميرة دانيا تبقى صاحبة والدة الأميرة ليان اوى فهتسافر معاها عشان تكون معاهم هناك …
…هو تعبان اوى …
…معرفش بس هو عنده القلب اصلا ودخل المستشفى اكتر من مرة قبل كدة …
…يرجعوا بالسلامة. .
…مظنش الأميرة ليان اول مرة تلم حاجتها كلها بالطريقة دى دى لمت تلتين الدولاب فى الشنط حتى جزمها خدتها كلها والأمير خالد بيقولوا انه بقالوا أسبوع هنا ومجاش القصر خالص طول الفترة دى …
ظلت هدى تستمع للحظات بعدها ما عادت تستطيع أكثر فاوقفتها بقولها
…أنتى رغاية كدة ليه انهارضة خليهم فى حالهم واحنا فى حالنا …
…على رأيك انتى عارفة أنى مبقولش حاجة لحد بس بصراحة أنا فرحانة اوى البيت بيبقى من غيرهم جنة والأمير طلال والأمير خالد بييجوا كتير …
..انتى رغاية انهارضة ياذينب انا هقفل دلوقتى عشان عندى شغل ونتكلم بعدين سلام …
فقد أخبرت زينب أنها انتقلت للعمل فى أحد مستشفيات الرياض بعدما أنهوا عقدها معهم بعد اتهامها بالسړقة 
الغريب أن حديث زينب لم يضايقها كما اعتقدت فى البداية وزكر الأمر بهذه الطريقة قد خفف من ڠضبها لأسباب لا تفهمها بل جعلها تبتسم ابتسمت بسخرية لتعقيد حياة هؤلاء الناس وحرمانهم من اجمل معطيات الحياة المشاعر الحقيقية الاخلاص والخلف الصالح لديهم المال فقط وللأسف يحاولون به شراء باقى الأشياء .
وصلت للمبنى الذى تسكن إحدى شققه ترجلت من السيارة وصعدت مباشرة أما أحد الشباب اللذان صاحبوها حمل الأشياء التى اشترتها والآخر ذهب بالسيارة للجراج.
دخلت الشقة فوجئت به يجلس على فى الصالة الداخلية للشقة وقبل أن ينطق أحدهما بكلمة رن جرز الباب عادت لتفتح كان فرد الأمن أدخل الحقائب وأغلقت الباب من خلفه
…. مش قلت أنك مش جاى الليلادى كمان …
…إيه مش عايزانى …
…ده بيتك انت مش بيتى وتيجى وقت ما تحب بعد اذنك هروح اغير هدومى …
وهى تغير ملابسها كانت تفكر فى وجوده هنا الآن لماذا فمن المفروض أنها ستسافر غدا فلماذا تركها وعاد إلى هنا .
خرجت تبحث عنه لمحت طيفه يفف فى شرفة الصالة عادت للمطبخ وصنعت كوبين كن النسكافيه واتجهت له وعند اقترابها من الشرفة سمعت صوته يتحدث پغضب يبدوا انه كان يتحدث فى التيليفون وفهمت من سياق الحديث انه يتحدث معها ولكن بسخرية عارمة يبدوا انه غاضب منها إلى حد واضح
…لا ما راح ارجع ليش إيش تريدى منى بيكفى ليان ما عدت قادر لا ابي ارتاح ليان وراحتى ما وجدتها معكى go please ليش بدك ليلة حب رائع قبل ما ترحلى هاد أصبح دورى معكى من

وقت ما اتحدتى مع أبى خليكى معه حبيبتى أبيه ينفعك اكتر منى لكن انا ماعاد فينى ليان بيكفى اللى سار انا ما راح اسوى أى شئ by lyan …. 
أنهى مكالمته وألقى بالهاتف على الكرسى المجاور له وانحنى على الشرفة بيده وكأنه يحاول التنفس 
رأى قدميها من انحنائه على سور الشرفة فرفع رأسه واستدار ليجدها تقف خلف الستائر ومازال الكوبين بيدها ومن تعابير وجهها أحس أنها سمعت مكالمته 
مدت يدها له بالكوب الخاص به وهى تقول
…شكلك محتاجه اشربه وهتهدى …
أخذ الكوب من يدها واستدارت وجلست على أحد

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى