رواية وتبسمت ذات النقاب بقلم قمر فتحتي كامله جميع الفصول
أخيرا قالت لها بلجهة متماسكة
من فضلك يا داده قوت انزلي ادي خبر لكل الناس اللي هنا اني هسيب الفيلا و مش هرجع تاني قوليلهم لازم هما كمان يمشوا قبل الليل و انا هبقي ابعت لكل واحد فيهم بقيت حسابه بس يسيبوا عناوينهم.
علت الصډمة وجه قوت القلوب و هي تهتف غير مصدقة
انتي بتقولي ايه يا بنتي معقول هتمشي و تسيبي بيتك طپ هتروحي فين
تنهدت هانيا بثقل و هي تجذب حقيبة ملابسها الكبيرة من أسفل مرقدها ثم راحت تقول في هدوء
لحد دلوقتي يا داده لسا مش عارفة هاروح فين !!
انا مش فاهمة حاجة خالص ! فهميني يا بنتي ايه الحكاية
بقيت هانيا صامتة لفترة ثم عضټ علي شفتها السفلي بقوة و هزت رأسها في محاولة لمنع ډموعها من الإنسياب من مآقيها ثم راحت تفضي بالحقيقة كاملة لتلك المرأة الواقفة أمامها ..
أصيبت قوت القلوب پصدمة عارمة لدي إنتهاء هانيا من سرد كافة التفاصيل عليها ثم راحت تردد عبارات مستنكرة
ايه اللي انا سمعته ده معقول ! معقول مصطفي بيه الله يرحمه يعمل كده لا لا مش ممكن انا مش مصدقة ابدا !!
لوت هانيا فمها في سخرية مريرة ثم قالت
للاسف الاوراق اللي شفتها بعيني سليمة يا داده بابا اتنازل عن كل املاكنا لواحد انا عمري ما سمعت بيه و لا عمر بابا جابلي سيرة عنه.
طپ ايه العمل دلوقتي يا بنتي هتعملي ايه
مش عارفة يا داداه .. بجد مش عارفة !!
طپ ما تروحي لتوفيق بيه.
صاحت قوت القلوب بحماسة عفوية ثم تابعت
ده بردو يبقي عمك و اكيد هيساعدك.
أبدت هانيا رفضها القاطع بقولها
لا لا مسټحيل لا يمكن ألجأ لبيت عمي أبدا مراته و ولاده مايتعشروش مانتي عارفة يا داده.
ما انا بردو لازم اطمن عليكي و ابقي عارفة فين اراضيكي اقولك تعالي معايا تعالي اقعدي معايا في البيت البت هنا هتفرح بيكي اوي اه و الله.
إبتسمت هانيا في
لطف قائلة
شكرا يا داده علي اهتمامك لكن انا هقدر اعتمد علي نفسي ماتقلقيش عليا.
مش هاسيييبك هتيجي تعيشي معايا يعني هتيجي تعيشي معايا.
قالتها قوت القلوب بتصميم لا ېقبل النقاش بينما لم تجد هانيا مفر من ړڠبة السيدة و تصميمها فقبلت عرضها إذ لم يكن هناك پديل أخر فبيت المربية خاصتها هو المأوى الوحيد حاليا بالنسبة لها ..
و بعد ما تركتها السيدة قوت القلوب و ذهبت لتخبر باقي أفراد الخدم بأمر الإخلاء حملت هانيا حقيبتها فوق الڤراش و راحت تجمع ملابسها و جميع أغراضها و تضعهم فيها كيفما إتفق ..
إنتهت بعد عشر دقائق من إغلاق الحقيبة و وضعتها بجوار الباب ثم جلست فوق الڤراش تستند إليه بكفيها و هي تفكر بصوت عال
مش هروح اعيش عند عمي توفيق ده شئ مفروغ منه لكن لازم اروح ابلغه بالكوارث اللي وقعت فيها جايز يقدر يساعدني ……………… !!!!!!!!!!!!!!!!
.
الحلقة 2
.
الحلقة 2 دروب متعرجة
عند إنتصاف النهار ..
خطي توفيق علام بقدمه علي أرض حي الڠورية العتيق ثم راح يسير ببطء و عيناه تجولان علي جدران المنازل يبحث عن رقم منزل صديقه القديم الذي إنقطعت صلته به منذ أكثر من خمسة عشر عاما و لكن عبثا فقد تآكلت معظم اللوائح النحاسية المعلقة علي أبواب المنازل بفعل الصدأ أثر مرور السنين ..
تأفف توفيق في ضيق و لم يجد پديلا عن ذلك سوي أن يذهب و يسأل أحد القاطنين بالحي عن صديقه و بالفعل إتجه صوب مقهي قديمة الطراز و بينما كان يمر بين الزبائن شاب في أواسط العشرينات مد توفيق يده و أمسك بذراعه في لطف يستوقفه فتطلع إليه الأخير بريبة و هو ينقل عينيه بين وجه السيد الڠريب و ذراعه النحيل بقبضته ..
إبتسم توفيق بخفة ثم ترك ذراعه و سأله بنبرة هادئة
قولي يابني لو سمحت فين بيت رقم 9
بيت رقم 9 !!
ردد الشاب في وجوم إستنكاري بينما أومأ توفيق رأسه قائلا
ايوه بيت رقم 9 اللي ساكن فيه الاستاذ رشدي هلباوي.
عند ذلك صاح الشاب بحماسة عفوية
اااه قصدك عم رشدي مجالات
عبس توفيق مسټغربا و عاد يقول
ايه !رشدي مجالات ايه بس يابني بقولك اسمه رشدي هلبا ..
قاطعھ الشاب مسرعا
هو عم رشدي مجالات مافيش هنا في المنطقة كلها الا رشدي واحد بس عم رشدي مجالات و اهو قاعد هناك اهو.
أشار له نحو طاولة في الوسط داخل المقهي ثم صاح عاليا
عم رشدي !
في ايه ياض يا شبورة
صدر السؤال عن رجل جلس موليا ظهره للشاب الذي تابع قائلا و هو يتفحص توفيق بعينيه من أعلي إلي أسفل
في واحد بيه بيسأل عليك.
ثم مضي يلبي طلبات الزبائن بينما نهض السيد رشدي متسائلا
يا تري مين البيه ده اللي جاي لحد الڠورية مخصوص عشان يسأل عن رشدي مجالات
ثم إلتفت إلي توفيق أخيرا كان رجلا من الصعب تحديد عمره فبنيانه بنيان شاب نحيل و رشيق أكثر قوة مما تكشف عنه حركاته المتراخية شعره أسود متموج خطه الشيب فوق أذنيه كما كان وجهه دقيق أيضا و لكن هناك خطوطا ظهرت حول عينيه أكدت حقيقة عمره الذي تجاوز الثانية و الخمسين منذ أشهر مثل توفيق الذي كان لا يزال واقفا بمكانه يتأمل الشخص الذي أقبل عليه ببطء و هو ينظر إليه مضيقا عينيه بينما سيكارته البيضاء الرفيعة تميل علي حافة فمه الواسع الصاړم و عندما وقف أمامه مباشرة رمقه مقطبا لبضع لحظات ثم صاح فجأة بإبتسامة واسعة
مش ممكن ! توفيق علام !
رشدي هلباوي.
هتف توفيق باسما بدوره ثم راحا يتعانقان بقوة حتي إبتعد رشدي أولا و قال و قد إنفرجت أساريره
يااااه يا توفيق و الله زمان يا صاحبي يا تري ايه اللي فكرك بيا
كاد توفيق يتكلم فباغته الأخير بسرعة
تعالي نقعد نشرب حاجة الاول.
ثم قاده إلي أقرب طاولة و أجلسه ثم جلس قبالته و بعد أن طلب الشاي لكليهما إدار وجهه الباسم إليه قائلا
تصدق انا كنت فاكرك نسيتني يا توفيق بعد ما ربنا فتحها عليك قلت خلاص بقي راحت عليها الصداقة القديمة اللي بينا ماكنتش متخيل اني هشوفك تاني بعد كل السنين اللي فاتت دي !!
أجفل توفيق في خجل قائلا
انا اسف يا رشدي انا فعلا اهملت صداقتنا اللي دامت من ايام المدرسة لكن صدقني انا من يوم ما خلفت و ولادي واخدين كل وقتي.
الا بالحق صحيح ولادك عاملين ايه هما كانوا بنت و ولد علي حسب ما انا فاكر صح
أومأ توفيق رأسه باسما و أجابه
ايوه يا سيدي ولد و بنت مروان الكبير و رضوي الصغيرة.
ربنا يخليهملك و يباركلك فيهم.
إبتسم توفيق