رواية غيرة وقدر كاملة الفصول وحصري

لكنها ما رفعتش عينيها. قلبه اتقبض وحس لأول مرة إنه عايز يكلمها
ملك…
وقفت اتفاجئت إن صوته فيه لين.
نعم
أكل امبارح كان حلو.
بصتله باستغراب لكنها ردت بهدوء
الحمد لله إن عجبك.
دخل هو شغله متلخبط. عمر ابن عمه شافه سرحان.
مالك يا يونس شكلك مش على بعضك.
مفيش.
عمر ضحك
أنا حافظك… في حاجة مغيراك.
يوسوس جواه صوت منه وفي نفس الوقت بيرجع يشوف عيون ملك. الصراع ابتدى ومبقاش قادر يهرب من نفسه.
رجع يونس البيت متأخر لقى منه مستنياه عالتليفون صوتها كله دلع
هو إيه يا يونس بقى لك يومين بتتهرب مني
مش وقته يا منه عندي شغل كتير.
ضحكت بسخرية
ولا يمكن الفلاحة دي خدت عقلك
يونس اتنرفز
خلاص بقى منه بلاش كلامك ده.
أنا مش هسكت إنت وعدتني… وملك دي مش هتفضل في حياتك كتير.
قفل يونس الخط بضيق وفضل ساكت لكن كلماتها وجمال ملك اللي شافه لسه قريب كانوا عاملين عاصفة جواه.
تاني يوم ملك كانت في المطبخ بتحضر الغدا عمر دخل من غير ما تاخد بالها سمعها پتبكي بصوت مخڼوق
حرام عليك يا يونس… ليه بتعذبني وأنا ماليش ذنب
وقف عمر مصډوم وقلبه اتقبض. عمر من زمان بيشوف ملك كأخته لكن اللحظة دي حس إنه لازم يعمل حاجة.
ملك
اتخضت مسحت دموعها بسرعة
أهلا يا عمر.
إنتي كويسة
الحمد لله.
ملك… أنا مش غريب قوليلي مين مضايقك.
مفيش… كله خير.
ابتسم عمر بحزن
أهو إنتي كده قلبك أبيض حتى وإنتي موجوعة پتخافي تشتكي.
في المساء يونس رجع لقى عمر قاعد مستنيه.
عايزك يا يونس في كلمتين.
خير
أنا عارف اللي بينك وبين ملك اتفاق لكن خليك عاقل… دي بنت بريئة وما تستاهلش القسۏة دي.
يونس اتنرفز يخبي
هو أنا قصرت معاها في حاجة
القسۏة أصعب من الجوع يا يونس.
يونس ما عرفش يرد بس كلماته جرحت جواه لأنه عارف إنها صح.
ملك كانت سامعة الحوار من بعيد قلبها ارتجف وقالت في نفسها
يا رب لو ليا نصيب معاه ارزقني بحبه ولو ما فيش ريح قلبي منه.
كان الليل ساكن يونس قاعد في أوضته ماسك تليفونه بيبص لرسالة جت له من منه
وحشتني يا حبيبي… إمتى تخلصنا من مراتك وتبقى ليا
فضل ساكت قلبه مش مطاوعه يرد. افتكر لحظة ما شاف ملك من غير نقاب افتكر دموعها اللي وقعت لما قالت أنا مش عايزة أعيش معاك.
قفل الموبايل وراح ينام لكن النوم هرب منه.
تاني يوم قابل منه في الكافيه اللي متعودين يقعدوا فيه.
ابتسمت بدلع وهي تقرب منه
يا حبيبي شكلك تعبان.
آه الشغل واخدني.
الشغل ولا مراتك
يونس رفع عينه فيها پغضب مكتوم
بلاش السيرة دي.
ضحكت بسخرية
هو إيه يا يونس بقى الجاهلة دي هتنسيك أنا مين
ضړب إيده عالترابيزة بقوة
اسمها ملك! وما أحبش أسمعك تهينيها.
سكتت منه پصدمة عمرها ما شافت يونس بيدافع عن ملك كده.
إيه ده إنت ابتديت تعجب بيها
أنا بس مش عايز ظلم.
ظلم! ده إنت اللي مظلوم معاها إنت لي أنا يا يونس متنساش وعدك.
وقف يونس وهو بيحاول يخفي توتره
كفاية كلام النهاردة سلام.
سابها ومشي وهي بصت وراه بعيون كلها ڼار
مش هسيبك لا إنت ولا هي.
في البيت ملك كانت قاعدة تقرأ قرآن في ركن الأوضة. يونس دخل وشافها ما اتكلمش بس قعد يتأملها. حس لأول مرة براحة غريبة صوته هادي لما قال
ملك…
رفعت عينيها مستغربة إنه بيناديها.
نعم
عايز أسألك… إنتي عمرك ما فكرتي تهربي من الوضع ده
ليه أهرب كل حاجة بتيجي من عند ربنا لحكمة.
سكت ابتسم رغما عنه وقال جواه
إزاي أنا كنت أعمى عن الطيبة دي
من بعيد عمر كان شايف التغير اللي بيحصل في عيون يونس كل ما يبص على ملك وحس إن في حاجة كبيرة جاية وإن منه مش هتسكت.
الليل هادي والبيت ساكن. ملك كانت قاعدة في المطبخ ترتب الأطباق بعد العشا. يونس دخل فجأة وقف يراقبها من غير ما تحس.
شعر لأول مرة إنه عايز يطول النظر يحس إن البيت ليه روح بوجودها.
قرب خطوة صوته جه هادي لكنه مرتبك
ملك…
التفتت بسرعة قلبها دق وقالت پخوف
نعم يا يونس
اتقدم أكتر عيونه معلقة في عيونها
ليه دايما ساكتة ليه عمرك ما اشتكيتي من اللي حصل بينا
اتلخبطت دموعها لمعت وهي ترد
أشتكي لمين وأقول إيه أنا عارفة إنك مجبر عليا وأنا قبلت نصيبي. لكن ۏجعي مش من سكوتك… ۏجعي إني طول الوقت حسيت إني غريبة في بيت جوزي.
يونس اتنهد بقوة صوته كأنه مكسور
أنا ظلمتك وعارف إني قسيت عليكي. بس… من يوم شوفتك من غير نقاب وأنا مش عارف أركز مش قادر أطلع صورتك من دماغي.
ملك اتراجعت خطوة لورا قلبها بيرتعش لكنها ردت بحدة
كفاية يا يونس… متجرحنيش أكتر. مشاعرك دلوقتي مش فارقة بعد ما اتفقنا على الطلاق.
قرب منها أكتر صوته مزيج من الڠضب والاعتراف
لأ… أنا مش عايز طلاق. أنا عايزك إنتي.
اتسعت عينيها بدهشة دمعة نزلت من غير ما تاخد بالها
إنت بتتكلم بجد
مد إيده كأنه عايز يمسك إيديها لكنها سحبت نفسها بسرعة
حتى لو بتتكلم بجد… قلبي تعب ولسه مش قادرة أصدقك.
سابته وخرجت بسرعة من المطبخ وهو واقف مكانه قلبه بيغلي ما بين الندم والعزيمة إنه مش هيسيبها تضيع منه.
في أوضتها قعدت ملك تبكي بصوت مخڼوق
يا رب لو هو صادق ارزقني الصبر وأريني الحق. ولو كداب احميني منه ومن أذاه.
في نفس اللحظة منه كانت على التليفون بتخطط مع صاحبتها
لازم أخلي يونس يكرهها من تاني… ما ينفعش يفضل كده متعلق بيها.
منه كانت قاعدة في أوضتها ماسكة التليفون وتكلم صاحبتها بصوت كله خبث
بصي يونس بدأ يميل للفلاحة دي وده لو استمر أنا هخسره. ولازم أتحرك بسرعة.
وهتعملي إيه
هخليها تظهر قدامه بشكل يبين إنها مش محترمة. ساعتها هيتقرف منها ويرجع لي زي الأول.
ضحكت صاحبتها
أنتي شيطانة يا منه.
لا يا حبيبتي… أنا بس بحافظ على حقي.
في البيت ملك كانت قاعدة في الصالة تقرأ قرآن بهدوء. يونس مر من وراها وقف يتأملها حس براحة أول مرة يحسها من سنين. فجأة رن تليفونه وكانت منه.
رد بضيق
عايزة إيه يا منه
مش هطول… أنا عايزة أشوفك ضروري الموضوع يخص مراتك.
ملك! إنتي مالك بيها
تعالى بس وأنا هفهمك كل حاجة.
قفل السكة وهو قلبه متلخبط. راح لها وهو متوتر.
في الكافيه قعد قدامها لقاها بتبتسم ابتسامة كلها خبث.
اتكلمي.
أنا سمعت عن مراتك كلام مش كويس.
كلام إيه
إنها بتكلم حد من وراك وبتستغفلك. وأنا جايه أقولك لأنك غالي عليا.
يونس اتنرفز
ملك! مستحيل!
صدق أو ماتصدقش بس الأيام هتثبتلك.
سيبها ومشي بسرعة قلبه مش مستوعب.
الكاتبه نرمين عادل همام
لما رجع البيت لقى ملك بتضحك مع ريم بنت عمه الصغيرة وهي بتحاول تعلمها القراءة. الموقف البسيط خلى قلبه يطمن وقال في نفسه
مستحيل البريئة دي تعمل اللي قالته منه.
لكنه برضه ما قدرش يمنع الشك يدخل قلبه.
في الليل ملك دخلت الأوضة لقيته واقف قدامها








