روايه حكايتي
منه، وقد وجدت نفسي في أعمق اليأس. حاولت أن أقدم لها الإرشاد، وأن أشرح لها حكمة الخالق في كل شيء، حتى في أصعب الابتلاءات التي قد تقترب بها من الله أكثر من أي وقت مضى.
كانت النقاشات تلوح في الأفق، ودعوت أهلها، الأهل الذين لا يستحقون أن يسموا بذلك، فالأهل الحقيقيين هم الذين يقفون بجانب بناتهم في أوقات الشدة. بالنسبة لي، كانوا أقل من ذلك بكثير.
كما كان من المقرر، كنت على استعداد لتركها، لمنحها الحرية التي تستحقها. عندما عدت إلى الشقة وبدأت في تجهيز حقائبي، وجدتها بجانبي، محتارة وغير متأكدة من ما أنا أفعله. أوضحت لها أنني كنت أتوب عن خطئي وأطلب منها السماح. فرغم أنها
سامحتني، إلا أنها اعتذرت، بينت أنها لن تستطيع أن تكون الزوجة التي كنت أتوقعها.
قبلت رأيها ونصحتها بأن تبدأ حياتها من جديد، أن تنسى الماضي، وتتطلع إلى المستقبل، وأن تحافظ على كرامتها، وأن لا تذكر أبدًا أنها كانت ضحي@ة للاغت@صاب. لأن بغض
النظر عن مدى وعي الرجل وثقافته، فمن الصعب قبول هذا الوضع. للأسف، بعض الرجال يظلون عالقين في أفكارهم الرجعية والجهل بالش@رف، حتى وإن كانت الفتاة ضحية.
بقلم نسرين بلعجيلي
وقفت عند الباب، ألقيت عليها نظرة الوداع. فوجئت عندما جاءت إلي وتعانقت بي كطير صغير في قفص فرجت عنه الحرية.
أردت أن أنهي هذا القانون الظالم الذي يفرض على الضحية الزواج من المغتصب. فهو قانون يقتل النساء ويسلبهن حقوقهن.
ليس كل النساء مثل نورهان، الذين يقبلون بقضاء الله وقدره بقبول وإيمان.
وهكذا، تنتهي قصتي… لكن النضال لن ينتهي، والأمل في تغيير الحياة للأفضل لا يزال قائما.
مش كل الستات زي نورهان لانها كانت مؤمنة وراضية بقضاء ربنا.
انتهت حكايتي….