أبنائي باعوني قبل أن يبيعوا بيتي

ماما سامحيني. من يوم ما مشيت من البيت وأنا ما بنام. قلبي موجوع. كنت ضعيف قدام أخي وأختي ما قدرت أدافع عنك. حياتي اتشقلبت من يوم ما فارقتينا. سامحيني لو بتقدري.
سالت دموعي. قلبي كان يريد أن ېصرخ ابني رجع! لكن الچرح لم يلتئم بعد. وضعت الرسالة في صندوق خشبي صغير بجوار سريري وابتسمت لأول مرة منذ زمن.
لم يمر وقت طويل حتى جاءنيخبر أن أدهم خسر كل المال الذي أخذه من بيع البيت. دخل في مشاريع خاسرة ثم بدأ الدائنون يلاحقونه. ومنى اختلفت مع زوجها بعد أن علم كيف عاملتني فتركها.
أما يوسف فترك عمله وتاه في ضيق الدنيا.
كنت أسمع كل ذلك من الجيران والزبائن. لم أذهب إليهم لكنني دعوت لهم كل ليلة.
بعد سنة كاملة جاء الثلاثة إلى مطعمي. دخلوا واحدا تلو الآخر أدهم منكسر منى تبكي ويوسف ينظر للأرض.
تجمد السوق كله كأن الناس ينتظرون المشهد.
قال أدهم بصوت مبحوح
ماما إحنا غلطنا. سامحينا. رجعينا لحضنك. والله إحنا ما لقينا أحن منك.
منى وقعت على ركبتيها تمسك بيدي وهي تبكي
يا أمي البيت ما يسوى شيء من غيرك. ضيعنا كل شيء.
يوسف لم يتكلمفقط بكى.
نظرت لهم طويلا. قلبي كان يتأرجح بين الألم والحب. ثم قلت بهدوء
أنا ما بعتكم أنتم اللي بعتوني. بس الأم قلبها بحر ما بيتقفل بوش أولادها.
مددت يدي و بكينا جميعا. السوق كله صفق والدموع في عيون الناس.
لم أخبرهم عن الصندوق ولا عن المال. لم يعرفوا أن زوجي أنقذني بحكمته. تركتهم يظنون أنني بدأت من الصفر حتى يتعلموا أن الحياة لا تقاس بالبيوت ولا بالمال بل بالقلب.
اليوم صار مطعمي أكبر. صار اسمه مطعم الحاجة ليلى وأولادها.
أبنائي يعملون معي أدهم يشتري البضاعة منى تطبخ ويوسف يخدم الزبائن.
صرنا عائلة من جديد لكن بشروط جديدة الاحترام الحب والوفاء.
وأنا
أنا صرت أعرف أن أصعب الچروح قد تتحول إلىأبواب نور لو فتحنا لها باب السماح.

الصفحة السابقة 1 2 3
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى