لم أكن جاوزت الثلاثين من عمرى حين أنجبت زوجتي أوّل اطفالى
طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.. صاحت بصوت عاليُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.. قالوا.. أولًا.. راجع الطبيبة.. دخلت على الطبيبة..
كلمتني عن المصائب.. والرضى بالأقدار.. ثم قالت: ولدك به تغير واستبدل شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !! خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى..
الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.. سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجمًا قليلًا.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي.. فشكرت الطبيبة على لطفها.. ومضيت لأرى زوجتي.. لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية..
طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائمًا.. لا تغتب الناس.. خرجنا من المستشفى.. وخرج سالم معنا.. في الحقيقة.. لم أكن أهتم به كثيرًا..
اعتبرته غير موجود في المنزل.. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأيغلق عينيه فيها..