لم أذهب لسوق الاغراض المستعملة إلا لأبحث عن ملابس لطفلتي

على الحياة التي فقدناها لكن المال لم يشتر الأشياء فقط بل اشترى الوقت. المساحة. الأمل.
بعد شهر عدت إلى سوق الأغراض المستعملة هاربر في العربة فقط لأشكر المرأة.
لكنها اختفت.
لم يتذكرها أحد من الباعة.
كأنها لم تكن موجودة أصلا.
الحقيقة الخفية
مر عام.
تخرجت من برنامجي ووجدت وظيفة عن بعد.
بلغت هاربر عامها الأول واحتفلنا بكعكة صنعتها بيدي غير متقنة لكنها مليئة بالحب.
كنا مستقرين لأول مرة منذ زمن طويل.
وبينما كنت أرتب ملابس هاربر القديمة للتبرع لاحظت سحابا آخر في العربة لم أنتبه له من قبل.
تسارعت دقات قلبي وأنا أفتحه
ووجدت بداخله صورة مطوية.
كانت الصورة لزوجين شابين يحملان طفلا واقفين أمام نفس المأوى المذكور في الملاحظة.
وعلى ظهر الصورة بكلمات باهتة كتب
نلنا المساعدة عندما احتجناها أكثر
والآن جاء دورك.
امتلأت عيناي بالدموع.
من كانوا لا أعرف.
لكنهم مرروا الأمل لغيرهم والقدر وضعه في طريقي أنا.
الدائرة تكتمل
اليوم وأنا أكتب هذه الكلمات هاربر تتعثر بخطواتها الصغيرة في غرفة المعيشة وإيثان يطلق نكاته السخيفة
والعربة التي حملت أكثر من مجرد طفلة تقف مطوية في زاوية الغرفة.
في الأسبوع الماضي وضعت ظرفا بداخلها.
ليس مليئا كما ذاك الذي وجدته لكن بما يكفي ليحدث فرقا.
بما يكفي ليذكر شخصا آخر أن المعجزات تختبئ في أماكن غير متوقعة.
دفعتها إلى سوق الأغراض المستعملة تركتها لدى بائع وغادرت دون أن ألتفت.
لأن البقاء ليس دائما مسألة مال.
إنه مسألة إيمان 
إيمان بأن الطيبة يمكن أن تجدنا حتى في أحلك المواسم
مختبئة داخل عربة قديمة تنتظر من يملك الشجاعةليفتحها.
أما أنا فقد وجدتني الطيبة فعلا.

الصفحة السابقة 1 2 3
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى