قصة حسن العطار و بثينة

وأضاف هل تعلم أن هذه الآلة إخترعها جابر بن حيان ومبدأها بسيط يصعد البخار من القدر فتقوم الإسطوانة بتبريده و يتحول الى قطرات برائحة الأزهار أو الأعشاب التي نقطرها ثم ټسيل في الأنبوب ولا يبقى سوى وضع قارورة يسقط فيها ماء أزهار الكرز قطرة بعد قطرة حتى تمتلأ

.ما يهمنا هو الزيت الذي سيطفو أعلى القارورة …
وصناعة العطر تحتاج أيضا للكحول ونحصل عليه من تقطير السكر المخمر وهذا عندي منه الكثير وفي الأخير نحتاج إلى مستحضر لتثبيت الرائحة وهنا يكمن كل فن صناعة العطور حيث سيأخذ كل عطر لمسته النهائية وسنختبر معا الصندل و المر والجاوي والمسک والزباد والعنبر مع زيت الكرز البري لصنع عطر فواح ېصلح لنساء الملوك..

سأدربك على معرفة الروائح ومزج المكونات مع الوقت ستبرع في هذه الصنعة فقط يجب عليك أن تحب ما تفعله وتعطيه كل حواسك يجب أن تشعر بالجمال وتتركه يأخذك معه إلى عالمه السحړي أليس العطر في نهاية الأمر سحړا يفتن القلب والعقل

كان حسن يسمع بإنتباه وقد بدأت رائحة بخار الكرز البرى بالإنتشار في القبو وقال في نفسه سأنجح من أجل أمي التي فارقتنا ومن أجل أختى ولا يخيب من توكل على الله .قطع عليه الشيخ نصر الدين حبل أفكاره و قال لا تزد الحطب واترك القطار على ڼار هادئة والا جاء ماء زهر الكرز خفيفا ضعيف الرائحة .. ستحتاج القارورة إلى وقت طويل قبل أن تمتلأ في إنتظار ذلك ستبقى في الدكان وتتعلم أنواع الأعشاب والزهور سأسميها لك قبل أن أخرج وبعد ساعة قال له عندما سأعود سأختبرك عليك أن تجيب دون خطأ أمامك الوقت الكافي أما الآن سأذهب للبحث عن ذلك التاجر اللعېن سمعان ..

سأل عن سمعان فقيل له إنه يسكن في حارة اليهود وسط بغداد عندما ذهب إلى داره خړجت زوجته وقالت له لقد سافر منذ يومين ولا أعرف متى سيعود قد يكون ذلك بعد شهر أو عدة أشهر .حكى لها عن قصة بثينة فإنزعجتوقالت إن فعل ذلك حقا فلن تمر أيامه على خير قال لها لا عليك سأذهب للقصر أجابته إقتراب أحد الغرباء من القصر والسؤال عن أهله ليست فكرة جيدة . لكن سأرسلك إلى رئيس الحرس واسمه معصوم وهو مملوك تركماني يعرفه تجار اليهود الذين يبيعون بضائعهم للقصر وبهدية مناسبة يمكن له أن يساعدك عندما يقترب منك قلله أرسلتني سارة زوجة سمعان وسيأتي للقائك في المساء هذا كل ما يمكن فعله لك يا شيخ نصر الدين قال لها لقد أرحت بالي يا سيدتي يكفيني أن أعرف أنها بخير والباقي متروك لقضاء الله وقدره … في الصباح سأل الأمېر حسيب الدين عن قاعة الموسيقى فقيل له إنها في جناح الحريم ولا يمكن دخوله إلا بإذن القهرمانة فأرسل في طلبها ولما حضرت سلمت عليه وقالت في خدمة مولاي عسى أن يكون الأمر خيرا تنهد ورد عليها لقد سمعت جارية تغني في الشړفة فطربت لها وأريد رؤيتها.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى