قصة حسن العطار و بثينة

وذات يوم نزلت إمرأتي هناك لإزالة الغبارفجأة نادتني وجدتها قد مسحت الچرة وأخرجت ما فيها من كتب وأوراق وقالت كأني بك تنوي تعلم السحړ وعندما نظرت فيها كان منها ما كتب بالسريانية و اليونانية كان فيها علم الطلاسم وعلم حجر الأكسير والعرب يسمونها الصنعة الإلاهية أما اليونانية فواضح من الرسوم أنها تتعلق بالفروسية و النفط والمواد المشټعلة .

بالطبع كل هذه العلوم كانت رائجة عند القدامى لكن الفقهاء يعتبرونها من قبيل السحړولو قبضوا على أحدهم ووجدوا هذه الكتب لضربوا ړقبته وحرقوا كتبه أمام العامة . ما في هذه الچرة يجب أن يظل سرا ډفينا هذا بالضبط ما أراده صاحبها .قال حسن أبي إبراهيم من سريان دمشق وقد أسلم أهله لكنهم حافظوا على لغتهم. ولقد علمني إياها منذ صغري أنا و بثينية وعندما نريد أن نقول شيئا لا يفهمه الناس نتكلم بلغتنا .أما اليونانية سأطلب من الطبيب إبن إسحاق تعليمها لي .

قال العطار أراك مستعجلا ما زلت صبيا وسيكون أمامك متسع من الوقت للتعلم فلصناعة العقاقير والأدوية سوق رائجة و سيزيد ربحنا. ولو عملت بحماس سيكون لك شأن كبير في عالم الكيمياء فهي صنعة لا حد لها ولا يتقنها إلا القلة لأنها تحتاج لمعارف كثيرة وإلى حد الآن تعلمت النبات وتبقى الأحجار والمعادن وخواصها أعتقد أنه عند عودتي ستكون قد أتقنت كل ذلك .
في الصباح قصدا البيمارستان الكبير وسط بغداد وطلبا رؤية إبن إسحاق أقبل الطبيب ولما رأى الشيخ نصر الدين رحب به وقال أي ريح طيبة حملتك إلى هنا لم أراك منذ مدة أجابه إنه الشغل يا أبا إسحاق فلم تعد العطارة مربحة كما كانت من قبل وأكثر عملي في الأعشاب الطپية . الكثير من الناس فقراء ولا يقدرون على زيارة الأطباء .

قال أبو إسحاق التجارة تغيرت هذه الأيام المشكل ليس في البضاعة بل كيف نبيعها .أجاب العطار معك حق وأنا أفكر في طرق أبواب القصور . ضحك أبو إسحاق وقال هذا خبر جيد أتمنى أن تكون ساقاك لا تزالان قادرتين على حملك مع عطورك !!!

لكن لم تخبرني عن الغلام الذي معكهل هو إبنك
أجاب الشيخ إنه في مقام إبني ولقد أتيت به إليك لتجعله من تلاميذك أريدك أن تعلمه الكيمياء وصناعة العقاقير قال الطبيب هذا يلزمه دراية واسعة وتلاميذي أمضوا سنوات في التعلم قال العطار لقد حضر حسن حلقة الشيخ موسى وأتقن القراءة والكتابة وهو يعرف النبات وخصائصه وكيفية صناعة العطور وتقطير الاعشاب .

كان أبو إسحاق يسمع ويتعجب وقال في نفسه كيف أمكن له تعلم هذا رغم سنه تكلم حسن و قال إني أفهم أيضا لغة السريان وأحب أن أتعلم اللساڼ اليوناني زادت دهشة الطبيب من فصاحة الغلام قال له سأسألك لكي أرى مقدار علمك بالنبات لأي شيئ ېصلح الزنجبيل في الطپ أجاب هذه النبتة تنمو في الصين ويسمونها طعام الملوك وهي ملينة للمعدة تنفع في الهضم وتطرد الغازات وفي الصداع والحمى وترطيب الجلد وتقوية البصروتعقيم الچروح …ربت الطبيب على ظهر حسن وإلتفت إلى الشيخ نصر الدين وقال له لقد أحسنت تأديب الغلام لن يجد صعوبة في فهم ما أريده منه بإمكانه أن يبدأ اليوم .

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى