قصه ليله الډخله
بنت الحلال اللى تنفعك وتنفع أمك …
وقفت وابتعدت خطوتين وهى تقول
…ونصيحة أخيرة منى انشف شوية كدة واسترجل اعملك شخصية قدام اهلك يااما هتفضل فى مشاكل طول حياتك واللى هتتجوزها هتظلمها وهتبهدلها معاك …
تركته وخرجت واتجهت لغرفتها على مرأى من الجالسين وأغلقت الباب على نفسها بالمفتاح وبعدها بلحظة خرج هو الأخر واتجه لباب البيت دون حتى أن يلقى السلام
وبعد هذا اللقاء أيقن الجميع أن هدى قد أغلقت الحوار والنقاش فى هذا الموضوع نهائيا بل أنهت الموضوع نفسه وبقرارها المبكر بعودتها للعمل قد بدأت تجهز للتعايش مع الموقف
اتجهت للمستشفى الحكومى التى كانت تعمل بها
قدمت على طلب إجازة لمدة سنة ارادت أن تنهك نفسها فى العمل الخاص فهو مرهق أكثر من الحكومى بكثير
بعدما أنهت اجرائات الإجازة اتجهت لمستشفى دار الفؤاد الخاص لتستلم عملها الآخر
اتجهت لمكتب مدام سامية وهى مشرفة التمريض هناك لتستلم الروستر الخاص بها وقد كانت هذه السيدة تحترم وتقدر هدى جدا وتعلم جيدا إمكانياتها التمريضية جيدا
….مينفع ياهدى …
…ليه بقى ده مكانى ليه تغيرينى. ..
…أنتى قدمتى استقالة اصلا قبل جوازك صحيح لسة متمضتش ولسة ورقك مخلصش بس كان لازم احط حد مكانك شهد خدت مكانك وبعدين انا بصراحة محتاجاكى فى العناية اوى الحضانة مش مكانك ياهدى …
…منا سبق ودخلت العناية وکرهت الشغل فيها وطلعت منها تانى هتحملها دلوقتى يعنى بلاش والنبى يامدام سامية ….
…المرة اللى فاتت دخلتى مع حالات الغيبوبة الكبدية عشان كدة كرهتيها المرة دى الشغل احسن واخف هتدخلى مع حالات الكلى وفى الوقت الحالى بالذات عندى حالة زرع كلى فى عناية الدور السابع كدة تمام بقى أهو و عناية خاصة والراجل فايق اصلا و زارع من يومين بس هو وأهله مصممين على ممرضة خاصة وتكون شاطرة وهو من الشركا فى المستشفى ومحدش يقدر يقوله لأ وأنا رشحتك انتى ها ايه رأيك …
…مش عارفة …
…متقلقيش ده راجل محترم جدا هو سعودى اصلا ومفيش حد بيزوره غير مراته يعنى مفيش مشاكل هتتابعيه لحد ما يخرج من المستشفى وبعدها يمكن يكون مكانك فى الحضانة فضى …
…أنا موافقة لو وعدتينى أن مع أول فرصة هترجعينى الحضانة تانى ….
..اوعدك ياستى …
…شكرا يامدام سامية هروح انا بقى أجهز فاضل ساعتين على بداية الشفت …
…ماشى وأما تيجى تستلمى رنى عشان انا اللى هطلع معاكى اسلمك وادخلك للحالة أعرفهم عليكى. .
…حاضر بعد اذنك ..
بعدما بدلت ملابسها باليونيفورم الخاص بها والمكون من بدلة من بنطلون وجاكت قصير وحجاب ابيض صغير اتصلت هدى بالدور السابع لتسأل عن مرض الحالة التى ستمرضها فهى من هواة دراسة مرض الحالة جيدا قبل استلامها
بالفعل اخبروها انه فشل كلوى مزمن وقد تم زرع كلى له منذ ثلاثة أيام
قامت ببحث على النت من خلال تيليفونها عن المړض وكل ما هو متعلق به قضت ساعة كاملة فى قراءة جزء منه والجزء الآخر سجلت لينك صفحته لتكمله فيما بعد
خرجت من السكن واتجهت للدور الخاص بها بعدما اتصلت بالمشرفة لتخبرها بأنها جاهزة لإستلام حالتها.
وصلت هدى للدور الموجود به العناية سلمت على زملائها الموجودين واستلمت منهم ملف الحالة مع شرح وافى عن كل تفاصيل العملية وسير العلاج على مدى الثلاثة أيام الماضية من بينها انه تم حقنه بمهدئ منذ أمس سبب له النوم طوال هذه المدة لأن مثبتات المناعة التى تم حقنه بها لم تجدى نفعا وبدأ جسمه يواجه الكلية الجديد مما جعله على وشك الدخول فى غيبوبة مرة ثانية
وصلت مدام سامية للدور اصطحبت هدى فى الاتجاه الآخر عن العناية
…العناية من هنا يامدام سامية …
…قلتلك مرة أنها عناية خاصة جناح الحجز اللى هنا اتجهز من شهرين واتعمل عناية….
…وهو الموضوع سهل كدة …
..لأ طبعا هو نفسه اللى صرف على تجهيزها مش المستشفى الأجهزة اللى فيها بس متكلفة اكتر من 4 مليون وجاية
كلها من ألمانيا هو اصلا اختيارك انتى بالذات كان عشان كدة …
توقفا الاثنان قبل الوصول للنجاح بخطوات
…مش فاهمة فهمينى اكتر …
…عدد بسيط من البنات هنا اللى ادربوا صح على الأجهزة دى وانتى واحدة منهم ومعظم الباقى ساب المستشفى رجوعك حل أزمة معايا ….
…. فى هنا كتير فى الدور متدربين على نفس الأجهزة …
…كل واحدة فيهم ماسكة مكان مينفعش تسيبه ولو مكنتيش رجعتى كنت هضطر أنى أمسك حد بس انتى مختلفة شوية مهارتك فى الكلام مع الحالات بتعجبنى
خدى بالك والنبى ياهدى الامير فياض ده رخم …
…هو أمير …
…بيندهولوا بكدة بس لنا بحثت على النت عن سلالة البدرى اللى هو منها لقيتهم من سلالة الشرفاء مش الأمراء ويلا بقى نبقى نتكلم بعدين ….
دخلا الجناح وجدا سيدة وحيدة كانت تجلس وتستطلع مجلة فى يدها كانت يبدوا عليها الثراء الواضح رغم أنها ترتدى عباءة سوداء .
…مساء الخير سموك …
…
..مسا الخير …
…دى مس هدى الممرضة الخاصة اللى طلبتوها لسمو الأمير …
… إيش هادى صغيرة …
… لا يافندم مش صغيرة بشتغل معانا من 4 سنين و من أفضل الممرضات هنا …
رغم ضيق هدى من كلام السيدة إلا أنها حاولت الاحتفاظ بإبتسامتها طوال الحديث .
… OK we will see. ..
الان اغتاظت بالفعل من الرد لكنها استأذنهم ودخلت غرفة الأمير ومعها الملف الخاص به لإستكمال قرائته وتدوين حالة المړيض فيه .
كان الجناح عبارة عن صالة الدخول اولا وملحق بها حمام منفصلة بباب وحائط زجاجى لرؤية المړيض عن غرفة المړيض وهى مجهزة كعناية مركزة وملحق بها حمام هى الأخرى.
كانت السيدة جالسة باستمرار فى الصالة أما هدى طوال الوقت مع مريضها الغائب عن الوعى ولا تتركه إلا للضرورة.
مر يومان لم تعد فيهم هدى لبيتها قضت اليومان مع حالتها لم تبتعد عنه إلا لتنام بضع ساعات فقط وتتسلم الحالة زميلة أخرى ثم تعود اليها مرة أخرى .
فى اليوم الثالث صعدت منى اليها لتراها فقد كان تواصلهما عبر الهاتف المحمول فقط .
… إيه الأخبار …
…زى الأهرام بالظبط مفيش تغيير …
… عجبتك القاعدة هنا بقى …
…بس مريحة دماغى من وش البيت هبقى اروح ابات فى البيت بكرة واجى تانى يوم الصبح …
…نبقى نروح سوا انا بكرة لونج عاملة ايه مع الولية الرخمة دى …
…مين …
…مرات الأمير …
…مليش علاقة بيها الكام ساعة اللى بتقعدهم بتقضيهم فون أو نت أو مجلات وآخر اليوم تمشى غريبة أن راجل زى ده ميكونش ليه أهل خالص كدة …
…اقولك حاجة بس متقوليش لحد …
… قولى. …
…بيقولو انه عامل العملية فى السر حتى ولاده ميعرفوش. …
…تصدقى توقعت كدة انا هقوم بقى عشان سايباه لوحده …
…ماشى بس بابا بيقولك أن الجلسة الأولى يوم 22 الشهر ده …
…والله وأنا هحضر …
…لأ طبعا هو عملك تقرير طبى أن حصلك اضطرابات نفسية جامدة وقدم طلب للمحكمة انك تحضرى فى جلسة شهادتك بس …
…والله ابوكى ده راجل محترم بس عمل كدة ليه …
…هو قاللى انه مفيش داعى انك تتعرضى للمواقف دى مرة تانية وكمان هما ممكن يخبطوا فى الكلام ويقولوا
كلام كدب عشان ينفوا التهمة عنهم فمفيش داعى انتى تعيشى المواقف دى كلها …
…عمل طيب خلينى فى شغلى واروح فى الحاجات المهمة بس بالمناسبة عامر اتصل بيا وقال إن ورق الإجازة بتاعى اتمضى …
…والله طب كويس كدة انتى فري تقدرى تتحركى براحتك بقى …
…تمام بطلى رغى بقى انتى رغاية كدة ليه …
…طيب ياستى أما تخلصى رنى يمكن نقعد مع بعض شوية فى السكن …
…عيب يابت نقعد فى السكن نعمل ايه انا أخلاقى متسمحليش. ..
…إيه يعنى متقلقيش مش هتحرش بيكى
ههههه …
…هههههههههههههههه يلا باى …
دخلت هدى للأمير اطمأنت عليه وبدأت فى قياس العلامات الحيوية فجأة وجدته يفتح عينيه وهو يقول …مين انتى
يتبع
دخلت هدى للأمير اطمأنت عليه وبدأت فى قياس العلامات الحيوية فجأة وجدته يفتح عينيه وهو يقول
…مين انتى
ابتسمت هدى ابتسامة بسيطة وهى تقول
…أنا هدى الممرضة حمدالله على السلامة حاسس بايه . ..
.. ألم صدرى بيؤلمنى …
…ثانية واحدة اطلبلك الدكتور. ..
اتجهت هدى لتيليفون الغرفة واتصلت بالطبيب واخبرته بإفاقة المړيض واخبرها انه سيأتى فورا .
اقتربت هدى
للأمير مرة أخرى وهى تقول
…الدكتور جاى حالا بعد اذنك ممكن اقيس ضغطك لحد ما ييجى ….
اماء بالموافقة وأثناء تنفيذها لذلك قال بصوت واهن
…وينها دانية. ..
… تقصد مدام حضرتك …
اماء بالموافقة وبدون تردد أو تفكير قالت
…لسة خارجة حالا قالت إنها هتحيب حاجة وترجع على طول أصلها هنا من الصبح بدرى …
اغمض عينيه بعد إجابتها فسألته
…حضرتك حاسس بحاجة …
…أنا طيب …
…هو انا مش ضليعة فى اللهجة السعودية اوى بس واضح انك بتقول انك كويس …
ابتسم من دعابتها وقال …قولتى إيش اسمك …
..هدى …
دخل الطبيب فى هذه اللحظة حيا الامير وبدأ فى معاينته وقفت هدى لثوانى وهى تفكر فى أمر زوجته لماذا كذبت بشأنها كان من الممكن أن تخبره الحقيقة وأن هذه المتعجرفة السخيفة لا تقضى هنا أكثر من ساعتين يوميا لا أكثر
لكن هدى أشفقت عليه بعد سؤاله عنها ويبدوا انه يعلم جيدا أنها الوحيدة التى معه لهذا سأل عنها تحديدا ولكى تنقذ الموقف بحثت فى ملفه عن رقمها فعادة ما يكتبون أرقام أقرب الاقربين فى الملف خاصة لو المړيض فاقد لوعيه
وجدت الرقم واتصلت بها من تيليفونها الخاص واخبرتها انه أستيقظ وسأل عنها واخبرتها أيضا بما قالته له اغلقت المرأة الخط وهى تقول
… Im coming …
ردت هدى فى همس بعدما اغلقت الهاتف
… تيجى مكسحة يارب نسوان ژبالة …
ثم عادت للغرفة وجدت الطبيب يقول
…حضرتك تمام اوى شوية تحاليل بسيطة ونطمن اكتر أشار لهدى لترى ما يكتب ثم أمائت بالموافقة بعدها خرج الطبيب بعدما حيا الأمير مرة أخرى
بدأت هدى تجهز أدواتها لسحب العينة وظهرها له تفاجئت عندما وجدته يقول
…حكيتيهاا ..
استدارت له قائلة …أفندم !
… حكيتى دانية وقولتيلها ..
ارتبكت جدا وتوقفت عن تجهيز أدواتها وهى تنظر له
ابتسم وهو يقول … شلون دانيا تكون بتقضى اليوم جمبى …
ثم ادار وجهه للجهة الأخرى وهو يقول
… ومتأكد أنها راحت وانتى اللى اتصلتى فيها صح ….
أمائت بالموافقة وهى صامتة ادار وجهه لها وقال
…بدى ماى…
…حاضر …
أحضرت كوب ماء ثم رفعت الجزء الأعلى من السرير ليرفع رأسه قليلا ثم سندت رأسه ليشرب
فى نفس اللحظة دخلت زميلتها التى ستستلم منها الحالة
…دى سجدة زميلتى هتفضل مع حضرتك الليلادى لحد ما اجى بكرة …
…وين رايحة مو انتى ممرضتى الخاصة وايش راح تسوى تسيبينى وتروحى …
…فعلا ده حقيقى وأنا مع حضرتك فعلا من 3 أيام وده وقت راحتى المفروض انام بس انا فضلت اروح أزور أهلى واتمنى ان حضرتك تسمحلى بكدة مسافة الليل بس ….
غريب جدا بالنسبة له ارتياحه لهذه الفتاة رغم أنه لم يقابلها إلا من دقائق معدودة .
… الصبح بكير بتكونى هون …
…بالتأكيد شكرا يافندم …
اتصلت بمنى لتجهز نفسها فقد اتفقا أن يعودا سويا
ثم تقابلا عند الاسانسير
..أه باين عليكى …
…هو ايه ده …
…لما كلمتك معجبنيش صوتك ودلوقتى شايفاه على وشك انتى عاملة كدة ليه
…أما نخرج هقولك ..
… بعدما خرجا من المستشفى وهما فى طريقهما للمترو .
…ها ياستى فى ايه …
…الموضوع قلب مع أبويا بجد ….
…موضوع ايه
… الجواز أبويا عايز يتجوز المحامى المحترم عايز يتجوز …
…هههههههههههههههه وايه المشكلة …
…متنرفزنيش ياهدى انا على أخرى لوحدى …
…اهدى بس انا بتكلم بجد والله ايه المشكلة انه يتجوز. ..
..يعنى إيه أمى مكملتش سنتين مېتة …
…الله يرحمها بس احنا ملناش دعوة بوالدتك دلوقتى راحت عند ربها وارتاحت لكن ابوكى عايش وموجود …
…ده عنده 48 سنة …
…الراجل راجل لحد السبعين …
… بس ياهدى انتى هتنرفزينى اكتر …
نزلا من المترو واتجها لموقف السيارات وركبا الميكروباص التى ستوصلهم لمحافظتهم وبدأت الحديث مرة أخرى
…براحة كدة يامنى مثلا أبويا ماټ من اكتر من 15 سنة وأمى عاشت علينا ومفكرتش فى حاجة زى كدة لكن ابوكى راجل مهما كان وفى رجالة مهما كبروا مبيقدروش يعيشوا لوحدهم ولو شهرين حتى مش سنتين زى ما بتقولى …
… يابنتى ده الناس هتضحك عليه هيقولوا بيتجوز وبنته عروسة يجوز بنته الأول …
…الناس الناس الناس الكلمة دى بقت بتتعبنى بجد الناس عملولنا ايه فى حياتنا غير الضياع والاذية وهو لا هيعمل حاجة عيب ولا حرام واكيد هينقى واحدة تناسبه وبعدين يجوز بنته
فى ايه انتى كدة كدة مخطوبة وهتتجوزى بعد كام شهر واخوكى اتجوز وقعد فى بيت تانى بمراته عايزين منه ايه بقى بقولك ايه فكيها كدة والله وبحلف بالله لو أبويا انا لأروح اخطبله بنفسى …
وصلت هدى لبيتها وأثناء دخولها من باب البيت وقبل أن تصعد السلم وجدت صبرى زوج هايدى اختها أمامها وهو انسان عديم الأخلاق وغير سوى يحاول دائما التحرش بهدى .
…أهلا أهلا حمدالله على السلامة يادودو. ..
…الله ما يسلمك انت بتعمل ايه هنا دلوقتى الساعة عدت 10 ….
…أبدا ياسكر اختك ياستى نسيت تيليفونها فجيت اخدهلها. ..
…وخدته …
…أهو ….
…يلا مع السلامة …
…بسرعة كدة ليه بس دا انتى وحشتينى والله …
…الله يخدك ياشيخ جتك الارف غور احسن أعلى صوتى واسمع اللى فوق والكلام يوصل لمراتك. ..
وقبل أن تكمل أو يتكلم هو ظهر صوت الأم أعلى السلم
…مين اللى تحت …
…أنا ياماما …
قالت وهى تنزل السلم
…هدى حمدالله على السلامة يابنتى الله انت لسة هنا ياصبرى …
…أنا كنت ماشى ياخالتى انا كنت واقف بسلم على هدى …
…طيب ياابنى مع السلامة …
خرج من الباب واغلقته هدى پعنف وڠضب
…إيه ياهدى عملك حاجة تانية …
..أهو بنى ادم ساڤل ابن كلب …
…أنا قلتلك نقول لهايدى . ..
…وأنا قلتلك الف مرة مينفعش مش هتنسالى ابدا ان جوزها بصلى مسيرها هتعرف هو ايه بس يبقى بعيد عنى عشان علاقتى بيها متتأثرش. ..
قضت هدى ليلتها تتسامر مع أمها وأخواتها هيام وهدير وهوايدا زوج هوايدا مسافر لاحدى الدول العربية كإعارة تابعة لعمله الحكومى كمدرس لهذا هى قابعة عند والدتها معظم الوقت أما هدير فوعدت هدى أن تأتى لها مبكرا قبل ذهابها
خرجت هدى مرتدية ملابسها وجاهزة للخروج وباقى الفتايات قد ناموا بعد سهرهم طوال الليل
…إيه ياماما ده كله …
…سندوتشات.
..دى حفلة سندوتشات دى هو انا ريحة رحلة للمدرسة وانا معرفش. ..
…إيه ده يادوب تفطرى انتى ومنى وعينى الباقي. ..
…ماشاء الله والبت هايدى مجتش. ..
…لا لسة زمانها جاية …
…دا انا همشى ده الطريق لوحده بياخد اكتر من ساعتين هو انتوا معندكوش هنا أى حاجة للصداع …
..ياحبيبتى ابدا والله ..
… مبنمش كويس ياماما حتى فى السكن هناك تلاقى كل شوية واحدة داخلة وواحدة خارجة ساعتين الراحة اللى باخدهم مبعرفش انام فيهم …
اتصلت بهايدى
…إيه يابنتى أمشى ولا ايه يلا بسرعة حودى على الصيدلية وهاتى حاجة قوية للصداع كويس معاكى قوية طيب بسرعة بقى …
دخلت هايدى بعد حوالى عشر دقائق
..تصدقى انا كنت خلاص همشى يادوب هسلم عليكى وخلاص فين الأقراص. ..
…قولى كدة همك مصلحتك. ..
…بطلى رغى وقبى باللى معاكى …
اعطتها هايدى شريط حبوب ليس له هوية
…هو ايه ده عامل كدة ليه اسمه ايه اصلا …
… مش لازم تعرفى هو أكل وبحلقة خديلك قرص وهاتى الباقى …
..كمان دا انتوا بقيتوا بخلا اوى دا حتى شريط معليهوش اسم متأكدة انه كويس وهيشيل اللى فى دماغى ده …
…جبار والله جبار يابنتى ….
…طيب ياجبارة انا هاخد قرصين مش واحد عشان دماغى هتتفرتك يلا سلام بقى …
…إيه ده بجد هو انا اتأخرت اوى كدة. ..
…أه ياستى يادوب …
سلمت عليهم وحملت حقيبتها واتجهت للخارج للرحلة المعهودة حتى الوصول للمستشفى
فى الطريق لاحظت منى أن هدى ليست طبيعية فهى تضحك بإستمرار بسبب وبدون سبب
…اهدى ياهدى شوية الناس بدأوا يبصولنا انتى ضاربة حاجة على الصبح …
… ضاربة فول وبيض وبسترمة ههههههههه والحاجة هدية بعتالك منهم ….
…لا ياستى شكرا هدى اللعبة بقى عشان قربنا نوصل واربطى صواميل دماغك اللى انتى فكاها على الصبح دى
…هاتى مفك ههههههههه. ..
…يووووه. ..
خرجت الاثنتان من المترو وصعدا السلم وفى ملف السلم اصطدمت بأحدهم فى لحظة التفاتة لمنى ثم اعتدلت لتواجه من اصطدمت به
كان شاب وسيم جدا لديه عيون ساحرة شعر ناعم طويل ومصفف للخلف
تسمرت مكانها فور التقاء العيون وهى تقول
…يخربيت عنيك ايه القمر ده …
أصابه الزهول من كلامها ولم ينطق
استمرت متعلقة بعينيه مع ابتسامة غريبة منها
فقال هو … عجباكى …
قالت بتنهيده ….عجبانى وبس هو فى كدة اصلا انت متأكد انك راجل …
… ايه والله هو المفروض كدة …
…اكيد لأ
مفيش رجالة كدة …
تدخلت منى لتحركها … هدى انتى اتجننتى ايه اللى بتقوليه ده …
…شوفى يامنى انتى شوفتى كدة قبل كدة …
اعتدلت منى له بوجهها وهى تقول … بصراحة لأ …
ثم التفتت لهدى مرة أخرى …بس يلا احنا كدة اتأخرنا اوى …
هذا كله والشاب مازال مكانه معجب بكلامها وردود أفعالها
صعد أحدهم من خلفه وهو يقول …يلا ياخالد جبت التذاكر خلاص …
قالت هدى … اسمك خالد ..
…أيوة …
…اسم حلو اوى وأنا هدى …
شدتها منى من يدها وهى تقول … مش بقولك انتى ضاربة حاجة على الصبح يلا …
أكملت هدى السلم بسبب شد منى لها لكن عينيها مازالت معلقة به وهى مبتسمة وتلوح بيدها بباى باى وهو اتبعها بعينيه حتى اختفت من أمامه
الټفت الشاب لمرافقه وهو يقول …. شوفت البت بتقول ايه ….
…وايه يعنى هى دى اول مرة انت تتعاكس فيها …..
…ماشى بس مش كدة …
…طب يلا عشان نلحق وكمان العربية مركونة صف تانى. …….
لا تصدق منى ما تفعله هدى هى بالتأكيد غير طبيعية وبالطبع غير مؤتمنة على استلام حالة وهى فى هذه الحالة.
وجدت أنه مازال أمامهم نصف ساعة على ميعاد الإمضاء فقررت عرض هدى على طبيب لتجد مبررا لما يحدث لها وبالفعل شك الطبيب فى شئ معين بخصوص الأقراص التى تناولتها هدى هذا الصباح وتأكد من ظنه عندما أعطاها حقنة معينة استطاعت عكس مفعول الأقراص وأعادت هدى لأرض الواقع .
ثم قال الطبيب بابتسامة
أول مرة اعرف انك من أصحاب الترامادول ياهدى
عندما بدأت هدى تنتبه من حالة الغياب العقلى الغريب التى كانت عليها كادت تجن من فكرة تعاطى أختها للترامادول لكنها بالتأكيد لا تعلم فإن كانت تعلم لأخفته عن هدى تماما لا أن تعطيها منه بصفو نية
يجب أن تنهى العاجل من عملها أولا حتى تستطيع التفكير فى كيفية التعامل مع الموضوع .
صعدت للدور السابع الى حيث غرفة حالتها فوجدت سجدة موجودة على كونتر الدور
…صباح الخير ياساسو …
…صباح الخير ياهدى …
….إيه التكشيرة دى مالك على الصبح …
…ولا حاجة سهرانة مع حالة مقرفة الله يسامحك ويسامح مدام سامية …
…بس بس ايه اللى حصل ..
…لا حصل ولا وصل استلمى حالتك ياستى ومش هتتكرر تانى لو هسيب المستشفى حتى …
استلمت الحالة من سجدة واخبرتها أن الأمير فى غرفة الأشعة بعدها دخلت الغرفة وبدأت فى تغيير فرش السرير وتجهيز أدوية اليوم ثم جلست لتكتب ارانيك لطلب الأدوية الناقصة
وفى خضم كل هذا عاد عقلها للساعات التى تلت تناولها لأقراص الترامادول هى تتذكر كل ما حدث بل كانت واعية تماما له لكنها فاقدة تماما للسيطرة على ما تقوم به كأنها آلة تتحرك وفق أمر مسجل عليها .
أثناء ذلك دخل الأمير على كرسيه المتحرك يدفعه عامل الدور ومعه ممرضة الأشعة
أما الحرس الخاص لم يدخل بل وقف أمام الباب كالعادة
عندما رأاها الأمير رفع لها حاجبا واحدا وهو يقول
…ياهلا ياهلا بملاك الرحمة خاصتى وين كنتى للحين …
…أفندم ..
…إيش طرشتى
لم ترد هدى ووقفت مزهولة من الرجل الذى تراه فهو ليس من خرج من غيبوبته على يدها أمس
أشار للعامل بالتقدم للسرير الخاص به مدت هدى يدها له لتساعده على الوقوف لكن بمنتهى الإهانة أبعد يدها من أمامه ورفع يده لحرف سريره ووقف وحده واستدار ليجلس عليه ثم أشار لكل من العامل والممرضة بالخروج ودون أن ينطق أحدهما سحب العامل الكرسى وخرج وتبعته الممرضة الأخرى بعد أن مدت يدها لهدى بنتيجة الأشعة .
وقفت هدى أمامه لم تتحرك ولم تحاول مساعدته مره اخرى بينما هو يحاول التحرك على السرير لينام
لكنه تعثر بشكل بسيط رفع عينه لهدى وهو يقول
…ليش واقفة هيك مش مفروض تساعدينى ..
…جيت أساعدك مرة رفضت استنيتك تطلب لوحدك …
…من غير طلب تعملى اللى ابغيه. ..
…وهعرفه منين إلا إذا قلت …
نام بوضع غير مريح واغمضت عينه من الإرهاق فاشفقت عليه هدى واقترب تعدل وضع المخدة من تحت رأسه فتح عينه ونظر لها
…اتركيه أبى انام شوى …
أبتعدت هدى وعينيها معلقة به تفكرا فى حاله تدرجا من الأمس لليوم وقالت فى نفسها وهى تبتسم. ..صحيح البنى آدم
بق فى الفاضى …
فى نفس اللحظة فتح عينيه فجأة على ابتسامتها وهى تقف أمامه
… بتضحكى على إيش أبيكى معجبة يمة. …
…ههههه ياريت بس انا مرتبطة …
قالت كلماتها الأخيرة وهى تأتيه بطاولة الحقن باتجاهه
…إيش هاد …
…ميعاد الحقن وبعديه الفطار وبعديه مساج الضهر وبعديه …
…بيكفى إيش كل هاد قلتلك ابغى انام …
…خلاص الحقن وبعدين تفطر وبعديها نام والباقى نكمله لما تصحى …
يبدوا أنه أعجب بطريقة تعاملها معه فهى ثلثة التعامل مع المړيض حتى وإن كان غاضبا
خرجت من
غرفته بعد أن تأكدت انه قد نام وجلست فى الصالون تراقبه من خلف الشباك الزجاجى
أمسكت بتيليفونها واتصلت بهايدى وبمنتهى الهدوء أجرت معها هذا الحوار حتى تصل منها للحقيقة
…ايوة يادودى روحتى ولا لسة عند ماما …
…كويس بصى والنبى ياهايدى عايزاكى تصوريلى الشريط اللى اديتينى منه الصبح وتبعتيلى الصور على الواتس. ..
…اشمعنى يعنى …
…بصراحة عجبني الصداع راح على طول وكنت عايزة اوريه للصيدلى هنا يجيبلى زييه …
…مش هتلاقيهه مبيبقاش موجود فى الصيدليات. ..
…وانتى عرفتى منين سألتى عليه قبل كدة
…لا ابدا بس لما اداهولى قاللى كدة …
…مين ده المعدول جوزك
…أه تانى يوم فرحك كان عندى صداع جامد ادانى قرص عجبني بقى زى ما عجبك كدة فسألته عليه قام ادانى الشريط ده …
…يعنى انتى لسة بتاخدى منه من قريب اوى كدة …
….أه من اليوم المنيل بنيلة يوم فرحك ده …
…يعنى حوالى كام قرص كدة …
…باين تلاتة بس ليه كل الاسئلة دى قلقتينى …
…قوليلى الأول أمك جمبك …
..لا دا انا فى الشقة إللى فوق بلم الغسيل …
…كويس اوى عندى سؤال ليكى وعايزاكى تجاوبى بصراحة …
…متقولى ياهدى قلقتينى ….
…جوزك مدمن ياهايدى
…مدمن ! يعنى إيه
…مش عارفة يعنى ايه مدمن بيتعاطى حاجة …
…معرفش بس ليه …
…عشان الشريط اللى ادهولك ده ترامادول يافالحة. ..
…ترامادول يانهار اسود يعنى انا دلوقتى مدمنة …
…لا ياستى مش مدمنة انتى بتقولى مخدتيش منه غير مرتين أو تلاتة …
…أه والله مش اكتر من كدة …
…خلاص يبقى مش مدمنة انا عايزاكى بس تهدى وتسمعينى كويس …
…اهدا اهدا ايه ابن الكلب كان هيخلينى مدمنة بس أما اروحله وربنا لأفضحه والله لأجيب طين واحط على دماغه ودماغ اللى خلفوه …
…الو الو هايدى ردى يابنت المچنونة قال اسمك هايدى قال حقهم يسموكى عطيات. ..
اتصلت هدى بهوايدا أختها الكبرى وشرحت لها باختصار ما حدث .
… سيبك من اللى هتعمله هايدى انتى عاملة ايه …
…ياستى انا كويسة حمدت ربنا أن منى كانت معايا والا كانت هتبقى مصېبة المهم الحقى البت بس وخليها متعرفوش أنها عرفت وكلمينى وانتى معاها …
لم يمر أكثر من 10 دقائق حتى اتصلت هوايدا بهدى وهى أمام هايدى ووالدتها أيضا حضرت الموقف وعلمت ما حدث
…ها ياهوايدا لحقتيها. ..
…لحقتها على السلم كانت فعلا خارجة خلاص …
…اديهالى اكلمها …
أعطت هوايدا لها التيليفون
…إيه ياهدى …
… إيه ياهايدى انا كنت فاكراكى أعقل من كدة ..
..فين بس العقل فى حاجة زى كدة ….
…العقل مايكونش إلا فى كدة ..
…يعنى إيه. ..
..يعنى تهدى و تعملى اللى هقولك عليه بالظبط ..
…قولى ياهدى …
…الشريط اللى معاكى مترموهوش يفضل معاكى وتفضى منه كل يوم قرص وترميه من غير ما هو يعرف كأنك بتاخدى منه زى ما قالك …
..وبعدين …
…تحاولى تفهمى منه بذكاء كدة ومن غير متحسسيه انك عارفة إذا كان هو مدمن فعلا وفكرة انه اداكى حاجة زى كدة عادى يعنى ولا هو متعمد يعمل فيكى كدة …
…كمان يانهار اسود يعنى ممكن يكون عايز يخلينى مدمنة …
…أه وليه لأ ما انتى عارفة أخلاق جوزك اسمعينى انا مش هقدر أطول اكتر من كدة اقعدى مع أمك وهوايدا وحاولى تشوفى هتنفذى الموضوع ده ازاى ولو قدرتى تباتى عند ماما انهارضة يبقى احسن تكونى هديتى خالص احسن انا حاسة انك لو شوفتيه انهارضة هتولعى فيه بجاز. ..
…هحاول ياهدى …
…حاولى بجد ياهايدى لازم تمسكى اعصابك وهبقى اكلمك تانى ادينى ماما اكلمها بقى
ايوة ياماما حاولى متخليش هدير تروح بيتها الليلادى انشالله حتى تقولى انك تعبانة و عايزاها جمبك ماشى هكلمكم تانى سلام …
أنهت هدى مكالمتها ووضعت رأسها بين يديها مما
يعتلى عقلها من أفكار دائما ما تسبب لها صداع مستمر رفعت وجهها فانتفضت فجأة فهناك من يجلس ليتابعها ولم تنتبه له اتجهت له وهى تقول
… حضرتك صحيت امتى
…من حين ما كنتى بتسألى هايدى عن الشريط. ..
…هو انا كان صوتى عالى اوى كدة …
….ماانك حاسة …
…مش اوى كنت مركزة فى الموضوع شوية …
…بس ماشالله عليكى ذكية وترباية. ..
… ذكية وفهمتها إنما ترباية دى يعنى ايه …
ضحك بصوت عالى نسبيا على طريقتها فى الكلام لكن قبل أن يجيب ظهر صوت آخر من عند الباب
…هالله هالله الضحكة من الدان الدان
رقيتك ياأبا خالد …
ثم اقترب منه وانحنى على يده وقبلها فقال الأمير
…اي والله على أساس خالد ما ترك أبوه …
…لا والله ياأبى أبى اخلص كل اللى عندى للحين حتى افوق لأبا خالد ..
كل هذا وظهره لها لم ترى وجهه بعد وهو أيضا
عندما وقف واستدار لها والتقت الأعين تجمدت مكانها ولم تتحرك وهو أيضا على نفس الحالة
إنه هو شاب المترو ذات العيون الساحرة
ليس من الممكن أن يكون الحظ أسوأ من ذلك ابدا ….
يتبع
.انتى
هذا كان سؤاله عندما رفع عينه ورااها لكن هى تجمدت على وضعها فقط متعلقة عينيها به لا تحيد عنه
…. خالد تعرفها ايشى. …
رد على والده ومازال ينظر لها
…يسلموا ياأبى تقابلنا فى المترو صدت في ومو رضيت تعتزر. …
تنفست الصعداء وكأن روحها ردت لها بعد شدة اختناق استأذنت وخرجت ومازالت عينيه تتبعها حتى غابت عن ناظريه فابتسم ابتسامة غريبة وكأنه صائد وجد غزالته الضالة
وابتسم الأب تباعا بعد ابتسامة ولده فهو أعلم الناس به وبتعبيراته وردود أفعاله فخالد ابنه المدلل الذى امتلك مكان فى قلبه لا يشاركه فيه أحد
أما هدى فقد خرجت تهرول فى طرقة الدور لا تصدق ما حدث فقد ظنت انه موقف عابر وانتهى وحمدالله لم يرها أحدا يعرفها وهى فى هذه الحالة .
فجأة يظهر لها من رأاها ولم يكن يعرفها والآن هو شخص ملازم لشخص آخر هى ملازمة له
همست لنفسها بعدما توقفت أمام الشباك
… ده ايه الحظ المنيل ده هو أنا ناقصة ياربى طب هتصرف مع البنى آدم ده ازاى دلوقتى ….
استمرت هدى تتصل باختها طوال النهار لتطمئن عليها ولتعطها بعض النصائح لكى تأخذ بها وهي تتعامل مع زوجها فى الفترة القادمة حتى يصلن لما يردن الوصول إليه
مرة يومان آخران و ما يحدث بيها وبين الأمير فهو على خير حال قد تعودها الرجل فى كل ما تفعل كلامها ابتساماتها طريقة تنفيذها العمليات التمريضية التى تقوم بها حتى أنه تقبل فكرة رحيلها لقضاء بعض الوقت مع أهلها وقد كان موعدها الليلة لتذهب لقضاء الليل مع أهلها وتعود صباحا .
أما عن خالد فلم يكف عن متابعتها بعينيه كلما كانت قريبة منه لكن بصمت لا يتحدث إلا عن شئ يخص حالة والده بالسؤال فقط وهى تجيب باختصار
لا يوجد ما يضايقها فى الموضوع غير وجود خالد باستمرار مع والده بعدما اختفت المتكبرة الشمطاء زوجته يبدو أنها رحلت وتركت الوالد لابنه ليرعاه .
خرجت هدى فى اتجاه المطبخ لتقضى وقت الغداء اليومى وجدت هناك منى وسجدة وراندا يجلسان على نفس الطاولة ألقت التحية وجلست بجانبهم
…عملة ايه مع الراجل الرخم ده …
…متقوليش عليه رخم بس ثم متنسيش انه مريض.
… ده مريض ده ده كان شوية وهيقوم يرمينى من البلكونة. …
… بالتأكيد
استفزتيه ما هو كويس معايا …
قطعت رندا الحوار بينهم. ..ياجماعة سيبكم من الراجل وخلينا فى ابنه بت ياهدى اخبار ابنه ايه …
وعند ذكره اڼفجرت منى فى الضحك بهيستيريا
….أخبار مين يااختى مش بقولك انتى بقيتى خطړ وعايزين نجوزك بدرى بدرى. ..
… بتكلم بجد والله أصله حليوة اوى وتقيل اوى مشوفتوش بص لواحدة فينا ابدا …
… وليه متقوليش انه مش مستنضفنا اصلا …
…إيه ياهدى الكلام الفارغ ده …
…ده الحقيقة يافالحة انتى وهى الناس دى من طبقة تانية غيرنا إحنا اخرنا هو اللى احنا فيه ده نشتغل عندهم وبس انا قايمة …
…كملى اكلك ياهدى …قالتها منى
…شبعت انا طالعة …
صعدت للدور فوجئت بخالد يقف أمام الباب وكأنه ينتظر أحدا وعندما رأاها اعتدل لها وهو يقول
…كنتى فين …
…أفندم. ..
..سمعتينى …
…كنت بتغدى وقلت للأمير قبل ما أنزل. ..
…مش تقوليلى انا كمان …
…ليه هو انت المړيض ولا هو …
…موافق أكون مريض لو وافقتى تكونى الممرضة بتاعتى. .
ارتبكت هدى من تلميحه الواضح فهى لا تنكر ابدا تأثرها به والتى تحاول جاهدة اخفائه فحاولت أن تغير مجرى الحديث قالت
…أنت اتعلمت مصرى كويس فين
…أخيرا ..
…هو ايه اللى أخيرا …
… اصلى سألت نفسى كتير امتى هتسألينى سؤال أو تفتحى معايا كلام عموما هو المصرى ده مش عربى يعنى نفس اللغة بإختلاف لهجات يعنى اتعلمه بسهولة وكمان عشان انا عايش في مصر بقالى 5 سنين …
نظرته كانت غريبة ثم استدارت واتجهت لغرفة الأمير وهى تفكر هل حقا كان ينتظرها أن تتحدث معه .
لكن قبل أن تصل لباب الحجرة سمعته يقول
…عايش فى مصر من 5سنين ومبروحش السعودية غير زيارات بسيطة والاجازات …
التفتت له بنظرة واحدة ثم استدارت ودخلت الغرفة
لم يتبعها خالد للداخل فهو يعلم الموضوع الذى سيتحدث فيه والده معها فقد اتفق مع والده عليه قبل أن تحضر
وقف أمام الشباك لېدخن سېجارة وأستغرق فى التفكير فى نفسه الابن الضال الذى ترك عائلته فى حالة ڠضب منهم ومن نفسه رباطه بعائلته كرباط الرحالة ببلده رغم عشقه لأبيه فهو رافض تماما الحياة بينهم وفضل الحياة فى مصر بعيدا عنهم حتى بعد قرارهم بتزويجه من إحدى أميرات العشيرة لم يقبلها ابدا إلا بعدما طلبها منه أبوه بنفسه وحتى بعدما تزوجها أصبحت حياته معها كالمسافر الذى لا يعود لبيته إلا شهر واحد فى سنة مجرد إثبات لوجوده فى حياتها ووجودها فى حياته
لم يشفع لهم عنده الأموال التى يغدقونها عليه ومشاريعهم التى يتولى إدارتها بحرفية فى مصر
والأميرة الفاتنة التى تعشقه وتتبعه فى
كل مكان يذهب إليه تأتيه فى مصر كلما غاب طويلا عنها يكون هو محور وقتها عندما يعود لها
لكن كل هذا لم يجعله ابدا يعود لم ولن يسامحهم ابدا على ما فعلوه به
لكن الآن يجب ألا يترك والده فى مرضه يجب أن يكون هناك حتى يستعيد صحته ويقف مرة آخرى وبعدها يعود لحاله كما كان .
خرجت هدى من عند والده ويبدوا عليها الحيرة الفعلية فتوقع أن يكون والده تحدث معها
اتجهت للخارج وقبل أن تخرج استوقفها بصوته
…وافقتى ولا لا …
لم ترد عليه ووقفت مكانها
…أنا شايف أنها فرصة رائعة لواحدة فى ظروفك …
…ظروف ايه اللى انت بتتكلم عنها …
عاد لينظر من الشباك مرة أخرى وهو يقول
…ظروفك كلها انا عرفتها من أول ما اتولدتى واللى طول حياتك عشتيه واللى حصلك بعد ۏفاة ابوكى وكمان حكاية طلاقك وظروفه …
أصابها الذهول وتثمرت مكانها ولم ترد
…صدقينى ياهدى سفرك هو الحل هتبعدى عن كل المشاكل اللى هنا وهترتاحى شوية من الضغط اللى حواليكى …
رغم ذهولها من معرفته بذلك إلا أنها استرسلت معه فى الحديث
…أنا ليا أخوات بنات مينفعش يتسابوا …
…دى مش فترة طويلة بالكتير سنة لحد ما الوالد ترجعله صحته وهترجعى لاهلك ومعاكى مبلغ كويس تبدأى بيه حياتك صح
وأنا اوعدك انك تنزلى مصر اكتر من مرة …
…وليه انا بالذات. ..
…الوالد ارتاحلك انتى بالذات وهو مش سهل يرتاح لأى حد ….
…هفكر وارد على حضرتك. ..
…بس مطوليش لأن المفروض انه هيخرج من المستشفى خلاص وبالمرة عشان الحق أخلص لك ورقك لو وافقتى …
أنهت هدى دوامها وهى تكاد لا تعى ما تفعل منذ أن عرض عليها الأمير عرضه وبعد كلام ابنه لها وهى فى حيرة من أمرها
خرجت منى لتقابلها أن تغادر منى لديها دوام ليلى أما هدى فسوف تغادر وتعود على الدوام الصباحى
…إيه مالك يامنى شكلك تعبان اوى …
…ما انتى كمان شكلك نيلة انتى عاملة كدة ليه …
…شوية صداع هنا بقالى يومين أهو حلو اوى كدة …
…إيه الجديد فى كدة ما ده العادى بتاعك. .
…فى حاجة تانية مدايقانى …
…انا قولت كدة من الأول إيه هى بقى
..سيبك منى انا قوليلى انتى الأول مالك الاهبل خطيبك نكد عليكى ولا ايه مش المفروض كان عندك انهارضة …
…أه ياستى .. قالت كلمتها وهى ترفع لها يدها وهى خالية من دبلة الخطوبة .
…إيه ده فين الدبلة ايه اللى حصل ..
…نفس السبب كالعادة …
…الشغل والسهر فيه …
….أه ياستى بس المرة دى زود فى الكلام وفى أخر كلامه قاللى ياتسيبى الشغل وتفضلى فى البيت لحد ما نتجوز ياإما انتى حرة قومت قالعة الدبلة من ايدى وحطاها قدامه …
…وبعدين …
…ولا قبلين بص للدبلة شوية وبعدين بصلى ومد أيده وخدها وقام مشى. ..
…وانتى ايه رأيك
…فى ايه ..
…فى موضوع أنك تسيبى الشغل. ..
…لأ طبعا مستحيل …
..خلاص اتكلمى مع باباكى واحسمى الموضوع ده وربنا يكرمك بواحد يقدرك ويقدر شغلك. ..
…وانتى بقى ايه اللى مدايقك اوى كدة …
حكت لها هدى ما كان من عرض الأمير وما حدث بعده حتى الآن
…يعنى هتسافرى. ..
..أنتى شايفانى واقفة قدامك والشنطة جمبى بس انتى لو مكانى هتعملى ايه
…عايزة الصراحة ….
…اكيد …
…هوافق طبعا …
…أهو انا خاېفة من تبعات الموافقة دى …
…طول عمرك قوية ياهدى وبتعرفى تواجهى مشاكلك كويس …
…بس كدة كتير اوى يامنى …
…معلش ياهدى فكرى كويس وصلى أستخارة وخدى رأيى أمك واخواتك وبعدين ربنا يحلها …
…ربنا يقدم اللى فيه الخير …
…أيوة ياستى هنيالك هتسافرى مع القمر بتاع المترو. ..
… اتنيلى و اسكتى ده هو ده اكتر حاجة مخوفانى فى الحوار ده …
…ليه
…مش عارفة قلبى مقبوض اوى من ناحيته. ..
..هو قالك حاجة ولا عملك حاجة …
… لأ ودى أغرب ما فى الموضوع سيبك بقى ربنا يستر انا هقوم أمشى بقى عشان متأخرش هشوفك بكرة اول ما أوصل أول ما تسلمى حالاتك عدى عليا …
…ماشى بس اول ما توصلى رنى …
…اوك سلام …
طوال الطريق وهى تفكر فيما ستقوله لوالدتها عن هذا السفر وكيف ستحملها على الموافقة عليه
قطع أفكارها مكالمة من أختها هوايدا
…أيوة ياهوايدا …
…إيه يادودو وصلتى لحد فين …
…10 دقايق كدة واوصل الموقف ….
..كويس حودى على بيت عمك وانتى جاية …
…ليه
…والله ما أعرف ياهدى ماما هناك واتصلت على الأرضى وقالتلى اكلمك واقلك كدة …
… مبقاش ييجى من ورا عمك غير المصاېب ربنا يستر …
عندما دخلت هدى المنزل ألقت السلام على زوجة عمها فاشارت لها على