قصه ليله الډخله
تكونى فيهم ملكى انا مقابل عقد الصفقة الجديدة يكون لمكتبه …
…ياولاد الكلب انا هوديكوا فى داهية ده خطڤ واغتصاب …
…أى شى بدك اياه حبيبتى اعمليه لكن دالحين أبى استمتع بكل لحظة معك كنت اتمناكى من أول لحظة ريتك فيها لكن خالد اوه خالد أبى اشوف وجهه لما أرسله صورك وانتى باحضانى ياحلوة أبى أرد له كل شي سواه معى وراح تكونى ياهدى اول صڤعة منى اله. ..
…إياك تقرب منى هصوت واڤضحك والم عليك الناس …
…ناس مين ياحلوة انتى بأملاك فيصل الخاصة وما فى مخلوق يقدر يدخل ومن الأساس صوتك ما راح يوصل لحدا بس صوتى أبى اسمع صوتك وانتى
بتصرخى. ..
حاولت الفرار منه لكنه أمسك بها وهى تحرك رأسها يمنى ويسرى لتهرب منه وهى تصرخ
…قطة برية ياهدى وأنا اعشق ها النوع من النساء …
أيقنت هدى فى هذه اللحظة أن هذه هى النهاية لقد وضعت فى خانة لن تستطيع الفرار منها بدأت تبكى وتتلفت يمنى ويسرى فقال لها
…ما تحاولى عيونى ماراح تقدرى تسوى شئ انتى ملكى هالليلة هدى وافضلك توافقى وإلا راح يتم كل شى رغم عنك ..
…ابوس ايدك بلاش أى حاجة انت عايزها هعملهالك بس بلاش دى ..
…لا حبيبتى أبى أخد تمن العقد اللى ما يستاهله هالحيوان زوجك وراح اعرف بعدين ايش اسوى معه …
واتجه اليها بخطوات بطيئة وكأنه يستمتع بتعذيبها البطئ وقبل أن يصل إليها دق باب الغرفة
صړخ بقوة للواقف خلف الباب
…إيش فى
…آسف سموك لكن عزت مدير أعمال حضرتك تحت وبيقول أن حضرتك مستنيه …
…اوووه نسيت موعد ها الحيوان …
التفتت لهدى وهو يقول …آسف حبيبتى شئ بسيط مهم راح انهيه وارجعلك أعطينى دقيقتين …
مد يده وسحب قميصه ثم فتح الباب وخرج واغلقه من الخارج
جرت هدى للباب وحاولت فتحه ولم تستطع اتجهت للشرفة وهى تبكى رأته وهو يتحرك بعيدا باتجاه بعد الواقفين تلفتت فى أنحاء المزرعة وجدتها مملوءة بأفراد الأمن ازداد نحيبها وهى تقول
…يارب يارب انجدنى يارب اعمل ايه بس دلوقتى انا حتى انا مش عارفة انا فين ومن غبائى نمت فى السكة ال واثقة فيه الواطى وبعدين مفيش مخرج مفيش تيليفون طيب اعمل ايه انجدنى يارب …
واڼهارت من البكاء بجانب الحائط فجأة سمعت رنين هاتف مسحت دموعها وأخذت تتلفت على مصدر الصوت إنه تيليفونه الموجود فى جيب الجاكت الذى تركه أمسكت بالهاتف كان الرنين قد انتهى حاولت فتح الهاتف مغلق برقم سرى
دخلت فى نوبة جديدة من البكاء لكن فجأة رن الهاتف مرة أخرى رفعت الهاتف توقفت عن البكاء وتجمدت ملامحها واذداد انهمار الدموع من عينها مع نحيب بسيط
أنه خالد يتصل وكأنه يعلم ما يفعله ابن عمه بها لكن الرقم خارجى سعودى ليس هنا لن يستطيع فعل شئ لكن يكفيه الۏجع عندما يعلم فتحت الخط فى اخر لحظه ليأتيها صوته الذى ما زالت تتذكره جيدا
… بالله على أساس مافى شي مهم عيل انا بلعب معك ليش ما بترد
ازداد نحيبها بعد سماع صوته وصله صوتها
…مين معى ..
…أنا …
…هدى …
..فاكر صوتى أهو ..
…هدى إيش بيكى وليش تبكى بهالشكل وينه طلال وليش تيليفونه معك …
كان قلقه بل فجعه عليها واضح من صوته لكن بعد كل هذه الأسئلة لم تتمالك نفسها وتحول النحيب لبكاء عالى الصوت رق صوته وبدأ يتحدث باللهجة المصرية التى يتقنها جيدا
…هدى ارجوكى فهمينى فى ايه …
حاولت تمالك نفسها وقالت .
…مش هتقدر تعملى حاجة انت فى اخر الدنيا من يوم ما عرفتك وانت مبتقدرش تعملى حاجة بتتفرج عليا وانا فى الڼار ومبتحاولش تساعدنى …
كانت كلماتها كخناجر تشرح فى جسده ذكرته بكلامها فى اخر لقاء بينهم …أنت ضعيف ياخالد ضعيف ومش هتقدر تعمل حاجة …
أكملت ما تقول وهى تبكى
…والمرة دى كمان مش هتقدر تساعدنى ابن عمك هيدبحنى ومش هتقدر تعملى حاجة …
…هدى براحة وفهمينى ارجوكى …
… اتفق مع جوزى يجيبنى هنا واشترانى منه بصفقة هيعملها معاه …
…عملك حاجة …
…ملحقش بس ناوى قفل عليا الاوضة وهيرجعلى تانى …
…أنتى فين …
…مش هتفرق …
وبصوت عالى صړخ فيها …ردى عليا انتى فين ..
…معرفش كل اللى أعرفه أنى فى مزرعة فى الفيوم …
…عرفت انتى فين خليكى معايا على الخط ثوانى..
…خالد خالد استنى …
رفعت الهاتف من على اذنها ونظرت فى شاشته وجدت الخط مفتوح قامت من مكانها ووقفت بجانب الشرفة تراقبه عاد خالد على الخط
…اسمعينى كويس كل اللى عايزه منك انك تحافظى على نفسك تلت ساعة مش اكتر وهيجيلك اللى هيخرجك …
…مش هيعرف يدخل الأمن هنا كتير …
…دى مش مشكلتك نفذى اللى بقوله وبس …
رق صوته وقال بهدوء …هدى حبيبتى انا عارف انك مبتثقيش فيا وعارف أنى خذلتك كتير بس ارجوكى امسكى نفسك المرة دى بس ربع ساعة من دلوقتى ….
هدأت قليلا وهى تقول بهمهمة
… طيب ربع ساعة بس طيب ..
رفعت عينيها للشباك مرة أخرى فلم تجده ووجدت الرجل الواقف معه فى اتجاهه للخارج
… ده راجع جاى دلوقتى ….
… اهدى ارجوكى مش عايز منك غير انك تكسبى وقت مش اكتر العقل هيجيب مع فيصل اكتر ولا اقولك خليكى على
الخط وأما يدخل اديله التيليفون وأنا هشغله عنك …
…ماشى انا
ولم تكمل كلامها لأنها فوجأت به أمامها مد يده دون أن يتحدث وأخذ الهاتف من يدها ونظر إليه ليتأكد انه هاتفه وأيضا ليرى اسم المتصل ثم رفع عينه لها وهو يقول
… فتحتيه أذاى
ثم وضعه على أذنه ليأتيه صوت خالد وهو يقول
…هدى هدى ردى عليا ..
…. حبيبى ياخالد …
…فيصل إيش راح تسوى فيها إياك وهدى فيصل إياك وهدى …
… إيش هاد يهمك أمرها والله ما كان عندى علم ياابن عمى ولو كان كنت سويت هاد من وقتها واحړق قلبك عليها …
…إيش تبى فيصل وتبعد عنها …
… إيش أبى بالله عليك خالد انت سويت فيا كل شئ قصيتنى من العيلة والشغل وكل شي بعقلك إيش أبى …
وبصوت عالى يكاد يكون صړخة ممزوجة پغضب عارم قال
… أبى تعيدلى كل شي خالد مكانك وفلوسك والعيلة والمجموعة كل شي حصلت عليه فى السنين الماضية كل هاد كان إلى انا خالد إلى انا …
…راح نتفاهم فيصل لكن هدى مالها ذنب فى كل هاد اتركها لحالها …
… بتحبها اوه خالد والله بتحبها هذى اول مرة أسمعك تتكلم بهذى الطريقة طيب ليش ابن عمى
ليش ما بقيت فى مصر ليش ما عدت الها انت مطلق من 5 سنين ليش ما عدت وخلصتنى منك …
جملة مطلق من 5 سنين جعلت هدى تتسع عينيها من الدهشة ولاحظها فيصل
…اوه هدى ما عندها علم بطلاقك ….
ثم تحولت عينيه لهدى وهو يقول
…أه حبيبتى خالد مطلق من 5 سنين طريقك إيله كان مفتوح مطلق وابنه ماټ وعاش وحيد من خمس سنين ..
نزلت كلماته كصاعقة على هدى اتسعت عيناها أكثر وفتحت فاها وبدأت أنفاسها تتصارع
للحظة تخيل فيصل أن هذا رد فعل طبيعى منها حتى أتاه صوت خالد وهو ېصرخ فيه
…بيكفى فيصل بيكفى والله
العظيم راح اقتل بأيدي وما راح يشفع ليك شى …
بدأ فيصل يتمعن فى وجهها أمامه وفى صوت الصارخ فى أذنه ليدرك نتائج جديدة فى علاقة الاثنان بالتأكيد الحكاية ليست حب فقط بينهم
أما عن هدى فبدأت تفقد توازنها بعد جملة فيصل
وهى تتمتم لنفسها ..ماټ ماټ …
لن فيصل لم يهتم بكل هذا فقرر تأجيله الآن يجب فعل شئ آخر لينتقم من ابن عمه ولن يترك هذه الفرصة تذهب سدى
أحكم التيليفون على فمه وهو يقول لخالد
…أبى اوجعك خالد ما تتخيل كيف أبيها راح ارسلك صورها معى
وأغلق الهاتف وألقاه خلف ظهره ونظراته تتحول لنظرات صقر باتجاه هدى وبدأ يقترب منها
لكن هى كانت فى عالم آخر لم تهتم لم تعترض ولم تقاوم فقط تقف مستندة بظهرها على الحائط وعينيها موجهة للاشئ لقد فقدت للتو طفلها التى لم تراه .
اقترب منها فيصل لاحظ وجومها لكنه لم يهتم
وقال بهدوء …إيش راح تستسلمى …
صدعت أصوات طلقات ڼارية من كل اتجاه فى الحديقة افزعته وجعلته يتركها مكانها ليتجه للنافذه ليتبين ما يحدث وهو ينادى على حرسه ثم اتجه لباب الغرفة وقبل أن يخرج وجد ثلاثة رجال يعترضون طريقه ومشهرين اسلحتهم فى وجهه .
يتبع
صدعت أصوات طلقات ڼارية من كل اتجاه فى الحديقة افزعته وجعلته يتركها مكانها ليتجه للنافذه ليتبين ما يحدث وهو ينادى على حرسه ثم اتجه لباب الغرفة وقبل أن يخرج وجد ثلاثة رجال يعترضون طريقه ومشهرين اسلحتهم فى وجهه .
…إيش هذا مين انتوا …
رد أحدهم … من غير كلام كتير الأمر اللى عندنا أن كل اللى فى المزرعة يتكتفوا لحد ما الباشا يبجى فوت قدامى …
…أنت ما بتعرف مين انا وايش اقدر اعمل فيكم ومين هذا اللى بتحكى عنه …
…لأ عارفين واللى باعتنا أكبر منك ولم الدور بقى بدل ما نبهدلك الأمر اللى عندنا انك تتكتف وتتحط فى المكتب اللى تحت فوت بقى بلاش غلبة …
استدار بوجهه لهدى ثم تحرك معهم . تحرك معه اثنان والثانى تقدم من هدى ومد يده لها وهو يقول
…مټخافيش يا هانم خالد باشا اللى باعتنا …
لكن هدى لم تكن ترى أو تسمع شئ ولم تعد تشعر بقدميها فجأة كادت تسقط لولا يد الرجل التى أمسكت بها بقوة رفع الفست على كتفيها ليغطيهما وحملها بين يده ووضعها على السرير
أخرج هاتفه واتصل بأحدهم
…تمام ياابنى كويس أمن المزرعة كويس وابعت حد دلوقتى حالا يشوف دكتور بسرعة ياد …
وأغلق الهاتف ثم اتصل برقم آخر وهو خالد
…أيوة ياباشا كله تمام ايوة الهانم بخير لا محصلهاش حاجة مظنش أصل روحها رايحة يعنى مغمى عليها ايوة طبعا بعتنا نجبلها دكتور حاضر أول ما ييجى هكلم حضرتك …
بعد أكثر من 15 ساعة كان يجلس بجانبها يتأمل وجهها الذى افتقده من سنين ولا يفكر إلا فى شئ واحد فقط هل ستسامحه على ما فات
حاولت هدى أن تفتح عينيها جسدها كله يؤلمها صداع شديد يعصف بها مثبت بيدها كانيولا ومركب بها محلول
حاولت أن تتبين أكثر لم تستطع و لا تذكر الكثير حاولت أن تتحرك مدت يدها لتفك المحلول لكن فجأة وجدت يد أخرى تمنع ذلك وصوت يقول
…سيبيه ياهدى انتى ضغطك واطى اوى …
رفعت عينيها لمصدر الصوت أنه هو هو أمامها وكأنه الحلم الذى تحلم به كل ليلة أغمضت عينيها ثم فتحتها بضعف لتتأكد انه حقيقة نعم هو موجود بجانبها فى نفس المكان ويده تلمس يدها الآن كما هو فى ملامحه وجسده الاختلاف الوحيد فى بضع شعرات بيضاء تزين شعره الناعم
لكن فى نفس اللحظة تذكرت كلمات سمعتها قبل أن تغيب عن وعيها. ..ابنه ماټ ماټ …
بدأت دموعها تظهر على وجهها متزامنة مع سؤاله
… اخبارك ايه حاسة بإيه دلوقتى …
لم ترد سحبت يدها من تحت يده استدارت للناحبة الأخرى تكورت فى وضع الجنين وبدأت تنتحب وهو لا يستطيع حتى مواساتها
لف حول السرير ليقابل وجهها من الجهة الاخرى من السرير نزل على ركبتيه ومد يده واصابعه تتخلل شعرها ومع احساسها بلمساته اذداد نحيبها وتحول إلى بماء بصوت عالى
تركها تفرغ شحنة حزنها حتى هدأت وحدها مجبرة بسبب الإرهاق الشديد الذى أصابها عادت للنوم مرة أخرى دثرها جيدا وكان قد أحضر زوجة الجناينى مسبقا فى حالة ما أن احتاج اليها .
وكان قد أرسلها أولا مع اثنان من أفراد الأمن بالإضافة للخادم الخاص بفيصل لجمع متعلقاته وملابسه كاملة فى حقائب .
تركها معها وأكد عليها أن لا تتركها ابدا إلا عندما يسمح لها أو يعود هو بنفسه
مال عليها خرج من غرفتها واتجه للأسفل لينهي بقية الأمور المعلقة مع فيصل عندما وصل لأسفل السلم قابله نفس الرجل الذى أحضر الطبيب لهدى وهو رئيس المجموعة التى أرسلها خالد .
…تمام ياخالد باشا …
… وصلتهم …
… لباب شركة الأمن وماهر بيه بعت الأمن اللى حضرتك طلبته …
…كويس خليك معاهم وهم بيتوزعوا انت عارف المزرعة كويس …
…حاضر ياباشا …
دخل خالد من باب المكتب وجده يجلس على أحد الكراسى وحوله ثلاثة من الأمن أحدهم حمل كرسى ووضعه مقابل لمكان جلوس فيصل جلس عليه ووضع قدم فوق الأخرى ثم أشار لهم خالد بالخروج وبكامل الهدوء أجرى معه هذا الحوار
…. ليش فيصل
…أبيك تتألم مقابل اللى سويته معى. ..
… كيف عرفت ان هدى راح تؤلمنى. ..
…كنا بعرف أنها
كانت مقيمة معك فى سكنك فى الرياض وكان هاذ السبب اللى جعلك تمنعنى عنها …
…بس …
…اعتقدت انه هيك لكن الآن الأمور مختلفة وأبى أفهم …
… مالك حق عندى فى اى شي فيصل وبهاالشي ياللى عملته تكون انتهت علاقتنا تماما فى العيلة وفى العمل …
… بتحبها لهاالدرجة خالد أه لو كنت أعرف لكن انت ما تقدر تنهى كل شي انا ابن عمك ومصاريا فى المجموعة . ..
…انتهينا فيصل ومصاريك تابى تاخدها مافى مانع تأبى تتركها وتاخد أرباحها مافى مانع لكن انت ما راح تعمل معى مرة تانية أما بالنسبة للعيلة ما فى عيلة ما بقى غيرى انا واخى طلال وهذى عيلتنا احنا وما ابيك فيها من دالحين ….
…والله وقدرت تنهينى خالد …
…بسبب أعمالك فيصل …
…ماراح اسمحلك …
… ماعاد بأيدي شي د ضيعت كل شي بغبائك …
وقف خالد وهو يقول
…على اى حال اشيائك فى السيارة والطائرة جاهزة ومنتظرة تشريفك راح توصلك للمملكة وانت اعمل مثل ما بدك …
ثم مال على كرسيه ووضع يديه على جانبى الكرسى
وهو يقول
.. لكن هدى بالذات لأ لأ فيصل لأ
والله اللى رفع سبع سموات لو فكرت تقربلها مرة تانية راح استحل دمك وراح اقټلك بإبدى ومالك شفيع عندى …
فتح الباب وأشار للأمن بالدخول وهو يقول
…خليكم معه ووصلوه ..
هم بالخروج فإستوقفه صوت فيصل
..خالد إيش علاقة هدى بإياد
استدار له وعاد باتجاهه ببطئ ووقف أمامه بكل تحدى
…أمه هدى أم إياد بمعنى أن بقمة القسۏة أخبرت أم بمۏت ابنها …
اتسعت عيناه من قمة المفاجأة وهو يقول
…وليان …
..ليان تبقى أمه على الورق بس …
وتخطاه بمسافة خطوتين باتجاه الداخل وظهرها له
…يلا
وصلوه …
تحرك معهم فيصل باستسلام فقد أقصاه خالد من كل شئ من الشركات والعائلة وكل شئ وكانت هذه خطته كن البداية فيما يخص فيصل لكن فيصل قد عجل كلمة النهاية بيده أن لم تكن هذه النهاية وسيحاول فيصل الاڼتقام .
وقف خالد فى شرفة المكتب خلف الستائر ېدخن سېجارة وهو يتابع ركوب فيصل السيارة
أستدار ليدخل فوجئ بها تقف عند الباب كانت قد غيرت ملابسها وعدلت هندامها كثيرا
ياإلهى مازالت متحفظة بكامل جمالها أن لم تكن أجمل وأكثر انوثة من ذى قبل
لكن ما يعمر صفو هذا الجمال الشحوب والعين المتورمة من البكاء
ونفس الشئ لاحظته هدى عن خالد فعينيه مملوءة بالحزن لطالما كان ولكنه أكثر بكثير أما فى الشكل فالفرق واضح رغم أنه مازال محتفظا بوسامته كاملة ولياقة بدنه كامل إلا أن شكله العام يعطيه أكثر من سنه بكثير فهو الآن تقريبا لم يتعدى الخامسة والثلاثين من عمره منذ سبع سنوات كان شاب يافع أما الآن فهو رجل وقور جدا ونا يزيده ذلك الشعيرات البيضاء التى تزين رأسه
…قومتى ليه …
لم ترد هدى اقتربت منه ومازالت عينيه معلقة به لكن هى بالفعل مازالت غير قادرة على الوقوف كثيرا لكنها حاولت التماسك وجلست على أحد الكراسى القريبة منه تقدم هو وجلس أيضا بالقرب منها
بدون اى مقدمات سألته …كان اسمه ايه
فهم فورا ما ترمى إليه فرد بعدما ظهر حزنه واسفه واضحين على وجهه قال ….إياد …
كررت الاسم بصوتها وكأنها تجرب شكل النطق به ثم رفعت عينيها له مرة أخرى
…ماټ امتى وإذاى
سكت لثوانى فقد كان لا يريد تذكر ما حدث ولكن على الأقل لها الحق أن تعلم ما حدث لطفلها
…من خمس سنين كان عنده سنتين …
وسكت بعدها
…سكت ليه كمل أذاى
…كانت مناعته ضعيفة بسبب ولادته قبل ما يكمل 7 شهور وكمان فضل شهر ونص فى الحضانة سافرت بيه أوروبا متحملش الجو هناك جاله التهاب رؤوى وبعد أسبوع سلم روحه …
كانت كلماته كصياط من ڼار على اذنها ودموعها شلال على وجهها دون بكاء
…مش قولتلك مش هتقدر تحميه ….
لجمته جملتها فللأسف هو يعتبر نفسه هكذا بالفعل قصر فى حماية ابنه ووصله للمۏت بنفسه خذله وخذل نفسه وخذل من وعدها بحمايته وعاقب نفسه لسنين على ذلك
…عايزة اشوفه معاك صورة ليه
رفع تيليفونه وفتحه فقط فقد كانت صورة ابنه هى خلفية الهاتف كان حقا يشبه كثيرا فى ملامحه
…أنا عايزة الصورة بس ممعيش تيليفون
اخدوه منى …
اتجه لدرج المكتب وأخرج هاتفها منه واعطاها اياه فتحته وأرسل له مجموعة من الصور والفيديوهات له
.. . شكرا آخر طلب حد يوصلنى بس للطريق عشان معرفش حاجة هنا .
…خليكى شوية انتى لسة تعبانة وبعدين احنا داخلين على الفجر هتروحى أذاى دلوقتى …
…لا معلش انا عايزة أمشى مش عايزة أفضل هنا اكتر من كدة …
لم يجادلها هو يعلم أنها ليست فى حالة تسمح بالجدال ويكفيها ما حدث لها اليوم وما اكتشفته عن ابنها
…حالا تكون فى عربية جاهزة هتوصلك لحد والدتك مش عايزة تروحى هناك برده …
عند ذكر والدتها جائتها فكرة مچنونة من الممكن أن تحدث جعلتها تشهق منادية
…خالد …
طبعا تخيل أنها تناديه فرد …أيوة …
…لا خالد ابنى ممكن أبوه يروح ياخده من هناك …
…وهى والدتك ممكن تدين لأى حد بمكالمة من والده …
…لأ طبعا مستحيل انا منبهة عليها …
..خلاص متقلقيش جوزك مراحل يمة هناك خرج من المزرعة لمقر الشركة لمكتبه لبيته وبعدين راح الديسكو ومن وقتها وهو هناك مروحش …
اندهشت من متابعته له بهذه الطريقة الدقيقة لكنها لم تعلق وحينما همت بالخروج سألها
…أنتى سميتى ابنك خالد …
هنا أدركت فداحة ما فعلت للتو لكنها لن تعلق أو تنطق التفتت واتجهت خارجة وجدت السيارة تنتظرها بالفعل فى الخارج وبه شخصين السائق وفرد أمن معه
استقلت السيارة وتحركت بها تحت أنظار خالد التى لم يرفعها إلا بعد أن اختفت السيارة بعيدا .
يتبع
رغم أن ۏفاة ابنها كان كالکاړثة بالنسبة إليها إلا أنها بدأت تشعر بالراحة لوجود ابنها فى مكان معين هى تعلمه
رغم حزنها القاټل عليه إلا ان مجرد فقدانها لاحساس القلق على أحواله وصحته يجعلها تحمد الله على أحسن الأسوأين
بدأت حالتها النفسية تتحسن اهتمامها بخالد الصغير فى اذدياد بدأ عقلها يفكر فى الإيجابيات منها أكثر من السلبيات .
لم يكن يزيد تعكير أيامها أكثر إلا الزوج المحترم الذى سلمها من أجل عقد عمل رغم طلبها الطلاق منه وتصميمها عليه إلا أنه رفض تماما واقسم أن يتركها معلقة دون طلاق طوال حياته .
طلب مقابلتها ورغم اعتراض الجميع إلا أنها وافقت
وكانت المقابلة فى منزل والدتها
… أنا مش طايقة اشوف خلقتك ودى فعلا آخر مرة تشرفنى بطلعتك البهية دى عايز ايه
..نعقد طيب عشان نعرف نتكلم …
…من غير قعاد هات من الاخر …
…ماشى نجيب من الاخر ومن غير لف ودوران
انتى عايزة تطلقى صح …
…ياريت …
…وأنا موافق بس تدينى التمن …
…نعم ياخويا تمن ايه …
…تمن طلاقك حريتك ياكدة يااما براحتك المحاكم ادامك وانتى حرة ….
…وايه التمن بقة أن شاءالله. ..
…5 مليون …
…أفندم انت مچنون ولا حاجة انا هجبلك مبلغ زى ده منين …
وضع يده فى جيبه وألقى لها جواب البنك الخاص بحسابها مكتوب فيه أن حسابها تعدى العشرة مليون ببضع آلاف من الجنيهات
كان هذه الأموال هى مستخلصات ما أخذته من والد خالد جمعته ووضعته فى البنك حتى ريعه السنوى يوضع على أصل المبلغ تلقائي بأمر منها وقررت عدم لمسه نهائى إلى أن تعطيه لابنها بيدها عندما تقابله فى يوم من الأيام .
…10 مليون يامدام وتاريخ الإيداع من قبل حتى ما اعرفك منين داانتى مكملتيش سنة فى السعودية …
…ملكش دعوة وبعينك تشم الفلوس دى …
…ده آخر كلام عندك ..
…أه واخبط دماغك فى أجمد حيطة …
…يبقى مش هطلقك ياهدى واللى عندك اعمليه. ..
…لأ هعمل ياعمر هتشوف وكتير اوى كمان واتفضل بقى من هنا ومش عايزة اشوف وشك تانى. ..
تانى يوم انطلقت لعملها كعادتها فهى عادة تهرب فى العمل من الأمور التى تشغلها
وفى وقت الغداء لاحظ كل من هدى ومنى الوجوم والهم على وجه الأخرى
…مالك يامنى …
…مفيش …
…تصدقى باين عليكى ما تنطقى يابت مالك …
…وهو مالى انا لوحدى انتى كمان شكلك مدايق اوى …
…إيه الغريب يعنى ما ده بقى العادى بتاعى انتى الأهم دلوقتى مالك يابت صحيح …
…والله مش عارفة اقولك ايه ياهدى انا قلقانة اوى …
…ليه …
…حسام ..
..ماله ما تنطقى على طول انتى بتقطعى كدة ليه قلقانة عليه ليه …
…والله منا عارفة اذا كنت قلقانة عليه ولا قلقانة منه
….
..يخربيت اهلك على الصبح يابت انطقى على طول جوزك ماله …
… كنت عايزة احكيلك بس انتى مكنتيش بتطييقى سيرة عمر خالص …
…وايه دخل عمر فى الموضوع ما تتكلمى على طول …
… فجأة من أسبوع لقيت حسام مصمم يفض الشركة فى المكتب مع عمر …
…فجأة كدة من غير سبب …
…هتجنن انا عارفة أن الموضوع ده فى دماغه بس مكانش فى
إمكانيات يعمل مكتب هندسى بنفس الشهرة كدة هيضيع اسمه …
…وبعدين ..
…امبارح لقيته بيقولى إنه ساب المكتب من يومين وان كل المهندسين اللى فى مكتب عمر كمان سابوه وجم عنده فى مكتبه …
…وعمل مكتب كمان …
…تخيلى منين وإذاى معرفش. ..
…متساليه…
…مرضيش يقول …
سكتت هدى وسرحت لثوانى
…رحتى فين …
…أصل اللى بتقوليه ده ممكن يكون له علاقة باللى حصلى امبارح …
…اللى هو ايه بقى …
قصت هدى عليها ما كان من عمر معها
…ده طبيعى يابنتى …
…يعنى إيه طبيعى انا كنت عارفة انه ۏسخ بمعناها بس اول مرة اشوفه مركز مع الفلوس كدة …
…محتاج فلوس كتير جدا فى الفترة دى حصة حسام وبقية حساب المهندسين اللى سابوه وفلوسه علشان يعمل تعاقد جديد وكمان مصاريف العقد اللى خده واللى معاه ميكفيش ربع الليلة دى حسام قال كدة. ..
…أنا كدة فهمت …
… وبعدين هتعملى ايه ..
..ولا حاجة سيبيه يغرق اكتر وخلينا نتفرج …
مر أكثر من ثلاثة شهور بعد أحداث المزرعة لم تسمع عنه شئ أو يصلها أى خبر حتى أنها لا تعلم أن كان فى مصر انا عاد لدولته مرة أخرى
لم يسأل عنها وبدا أن ذلك يحزنها فعلا لكنها أم تفكر ابدا فى السؤال عنه وتقاوم رغبتها أن اتتها فى ذلك
لدرجة أن آتاها وقت سألت نفسها
…قررتى تسامحيه شيطانك بيلعب بيكى ليه ياهدى بعد كل اللى حصل …
وتعود لتقول لنفسها. .. دا أنقذك من وهو فى السعودية جوالك فورا بالتأكيد هو مهتم وبعدين انتى متعرفيش بالظبط ظروف مۏت الولد ولا تعرفى مين السبب بالظبط …
يرد الصوت المهاجم داخلها …بأى حال هو المقصر الأول فى حق الولد لأنه هو الشخص الوحيد اللى المفروض يحبه بعيد عن أى مصلحة وبعدين نسيتى خلاص خوفه من اهله وبالذات أبوه وسلبيته فى التعامل مع الحوار ده سلبيته دى اذتك كتير
ايه ياهدى عندك استعداد لأذية جديدة ولا ايه
يرد الصوت المدافع …بس حاول يحمينى من أبوه طول الوقت …
…يحميكى اذاى يااختى بسلبيته ولا باجبارك تنفذى طول الوقت …
… بس شكله المرة دى حاجة تانية شكله واثق اكتر من نفسه اقوى من قبل كدة انتى شفتى أتعامل مع الموضوع أذاى بتيليفون من آخر الدنيا شوفتى مشى ابن عمه أذاى بالهدوم اللى عليه …
…. ما يمكن عمل كدة بس من إحساسه بالتقصير من ناحية ابنك اللى ماټ وبعدين انتى متعرفيش هو ايه دلوقتى وعايش مع مين ما يمكن حب جديد ولا صاحب بعد مراته اللى ذى دول الأمور بالنسبالهم متاحة …
…تفتكرى
…وايه المانع انتى هبلة ولا ايه انتى متخيلة انه هيفضل عايش سبع سنين على ذكراكى ….
واستمرت هكذا لأيام وأيام يتصارع داخلها صوتين أحدهما يدافع عنه والآخر يهاجمه بشراسة وما يعزز موقف المهاجم ويضعف المدافع هو عدم سؤال خالد عنها مرة أخرى حتى الآن
لم ينقذها من دوامتها هذه غير وصول كم غريب من الأخبار عنه تدل على أنه كان متحكما فى كل الأمور حولها طوال الفترة الماضية بعد ما حدث فى المزرعة
أولها ورقة طلاقها التى وصلتها عن طريق محضر من المحكمة فى البداية لم تصدق معقول طلق هكذا بدون ضغط أو مساومة .
وثانيها وأهمها ما اخبرتها به منى عن حسام
…هدى هدى سيبى اللى فى ايدك وتعالى ..
..مش وقته يامنى اصبرى أما اخلص الغدا روحى اقعدى مع العيال شوية …
دخلت وشدتها من يدها متجهة بها للدور العلوى
…أكل ايه بقولك حاجة مهمة …
…براحة طيب خدى بالك من الأكل والنبى ياماما …
…ادخلى …
وأغلقت الباب بالمفتاح من الداخل
…إيه يابت فى ايه ايه الاكشن اللى انتى عاملاه ده
… أنا اللى عاملة اكشن برده ولا حبيب القلب …
…هى هبت عليكى على المسا حبيب قلب مين …
…قلبك
انتى ياوزة خدى بس اقرى الخبر ده …
فتحت تيليفونها واعطتها اياه قرأت هدى العناوين بسرعة لكن اندهاشها أوقفها عن القراءة لتستفسر
… هى مش modern design ده مكتب حسام …
… أيوة ياستى …
…أنا مش فاهمة حاجة أذاى العقد يتلغى مع مكتب مشهور زى مكتب عمر ويدوه لحسام …
…يعنى إيه بقى هو حسام شوية ده هو اللى كان مشغل مكتب عمر ..
…مقصدش يامنى بس مش ناس كتير تعرف كدة والناس ليها بالمظاهر ثم ايه علاقة الموضوع ده كله بخالد…
…عموما اخرجك انا من حريتك دى وافهمك اللى حصل واللى لسة حكيهولى حسام قبل ما اجيلك بس بصراحة متحملتش وجيت جرى احكيلك …
…ما تنطقى يابنتى …
…طيب هو انتى متعرفيش اصلا أن المشروع ده تنفيذ عربى مشترك …
…عارفة طبعا بس المفروض فيصل هو اللى ..
…هو اللى ايه …
…تقصدى أن فيصل كان شريك خالد …
…أنتى عبيطة فيصل ليه 5 بس وخالد 65 يعنى فيصل هو اللى بيشتغل عند خالد …
…بتتكلمى بجد …
…أه والله هبعتلك اللينك وابقى أقرى التفاصيل وحسام اكدلى …
…عايزة تقولى أن خالد هو اللى فسخ العقد مع عمرو ..
…نشر بالظبط هو كلمته مسموعة جدا بس إدارة المشروع مصرية …
…أنتى مستفذة ليه ما تنطقى على طول …
…هقولك عشان تعرفى عمل ايه عشان ينتقملك من الحيوان عمر …
….يووووه يامنى ..
…طيب طيب خلاص بصى ياستى حسام قاللى أن خالد اتصل بيه بعد موضوع المزرعة بأسبوع وطلب انه يقابله بعيد عن المكتب ماشى ..
…ماشى اخلصى ..
..حسام استغرب اوى بس راحله كان نازل فى اوتيل فى القاهرة هنا
ومن كلام خالد كان واضح اوى انه عارف كل حاجة عن التفاصيل اللى بتحصل فى مكتب عمر وعارف قد ايه معاملة عمر لحسام وحشة وعارف اد ايه أن الشغل الهندسى فى المكتب قايم على حسام طلب منه أنه ينفصل عن مكتب عمر وهيساعده بكل الإمكانيات اللى محتاجها عشان يعمل لنفسه مكتب كويس تمام ….
…تمام …
…بصى انا هحكيلك الحوار زى ما حاكاه حسام بالظبط
… أنا برده مش فاهم حضرتك عايز منى ايه بالظبط. ..
….أنا كلامى واضح ومباشر جدا تسيب مكتب عمر وتشغل لوحدك ..
…أنا مش جاهز باللى يساعدنى أنى أعمل مكتب لوحدى …
…هساعدك بكل اللى تحتاجه وكمان هجبلك حد يعلمك إدارة المكتب …
…وحضرتك بتعمل كل ده ليه
…من الاخر عايز اسحب منه العقد وفى نفس الوقت عايزك انت تنفذه وعشان احسم المعادلة فلازم انت تنفصل لوحدك غير أن عندى أسباب تانية أفضل احتفظ بيها …
…فى مشكلة تانية أهم …
…اللى هى ايه …
… لو حتي عملت المكتب محتاج مهندسين شاطرين يقدروا على مشاريع زى العقد بتاعكم الجروب اللى كان معايا عند عمر انا مجمعه فى سنين مش سهل ابدا تلاقى مهندسين شاطرين ….
…مفيش مشكلة خد الجروب بتاعك من عنده …
…هيرضوا يسيبوه عشان خاطر حاجة مجهولة …
..طبعا لما يكون ضعف المرتب وعقد محترم لفترة كويسة وكمان هم عارفين الفرق بين معاملتك ومعاملة عمر ليهم غير أن عقودهم مع عمر مفيهاش شرط جزائى عن فسخ العقد عقد واحد فيهم بس وانا مستعد ادفع الشرط الجزائى …
…إيه ده كله ياخالد بيه انت كدة عايز تدمره ده عنده مشاريع شغالة وبشروط جزائية عالية هيتخرب بيته
وسمعة مكتبه هتدمر …
…وهو ده بالظبط اللى انا عايزه …
..هو فى ايه بالظبط ليه كدة …
…طيب انا هحكيلك وانت أحكم …
…ومش عايزة اقولك بقى أما عرف الموضوع ده كان عامل أذاى وأول ما جه قاللى اللى يبيع مراته وشرفه وكرامته بالطريقة دى سهل اوى انه يبيع شريكه بأرخص تمن …
….هو انتى مكنتيش قولتيله اصلا ..
…لا طبعا انتى اكدتى عليا محكيش لحد …
…ووافق ..
..وافق ايه يابنتى الخبر فى ايدك ..
…وعمر …
…اتخرب بيته يا عسل بصراحة خالد خد حقك تالت ومتلت ..
…وعمر عمل ايه مع حسام ..
…هيعمل ايه يعنى اټهجم عليه مكتبه وفضل يشتم وطلبوا البوليس وعملولو محضر …
وقفت هدى واتجهت للشرفة ووقفت أمامها تشاهد خالد يلعب مع أبناء خالته وسرحت فى خالد الآخر وما فعله من أجلها .
…بتفكرى فى ايه …
…فى اللى بيحصل ..
…تحبى اقولك رأييى وهو رأي محايد فكرى فيه براحتك …
…خير
…
…خالد معملش كل ده غير عشانك اكيد بيحبك اسمعه منه وشوفى أسبابه وبعدين احكمى براحتك …
…أسمى كلامها ياهدى …
كانت هذه جملة الحاجة هدية والدتها التى كانت واقفة أمام الباب ويبدوا أنها سمعت جزء لا بأس به من الحديث .
نظرات هدى لوالدتها كانت تعذبها فابنتها الحبيبة حدث لها ما لا تطيقه امرأة ويكفيها ما كان فهى من اجبرتها على الزواج الأول وايضا الزواج الثانى ومنعتها أن تنفصل عن عمر حين قررت
آن لها الأوان أن تعيش وتختار بقلبها حتى لو أذاها
…ياجماعة انتو بتتكلموا كأنه واقف بيحاول عليا ده من يوم المزرعة محاولش حتى يشوفنى أو يتكلم معايا خلاص الحكاية ماټت مع ابنى اللى ماټ واندفنت معاه …
…مين قال كدة …
…يعنى إيه ياماما …
…جالى انا مرة قبل كدة وحكالى على كل حاجة كل اللى مقولتيهوش هو قاله وطلب منى أنى اساعده عشان تسامحيه …
..يعنى انتى عرفتى كل حاجة …
..كان لازم انتى اللى تحكيلى ياهدى انا أمك …
…خفت تزعلى منى ياماما ….
…وهزعل منك ليه يابنتى هو بمزاجك كل اللى حصل …
ضمتها فى احضانها وهى تربط على ظهرها . ثم فاجأت هدى بقولها
… يلا البسى وانزليله بقى هو قاعد مستنيكى تحت …
يتبع
ضمتها فى احضانها وهى تربط على ظهرها . ثم فاجأت هدى بقولها
… يلا البسى وانزليله بقى هو قاعد مستنيكى تحت …
اعتدلت لتنظر لها باندهاش وتسائل ردت عليها
…أه هو تحت ومستنيكى …
التفتت لمنى مرة أخرى قالت لها
…والله ما أعرف حاجة ده حتى مشفتهوش من أيام عملية أبوه من 8 سنين …
ردت الأم … إيه ياهدى هى ملهاش دعوة انا متابعاكى من فترة وعارفة أن حالتك النفسية اتحسنت شوية بعد ما عرفتى اللى حصل لابنك وأنا اللى حددت الوقت ده يلا بقى البسى وحصلينى …
خرجوا وتركوها هائمة على وجهها غاضبة من اجبارها بهذه الطريقة لا تعلم أن كان عليها الموافقة على الحديث معه مصاحب لكل ذلك أن داخلها لمحة فرح لا تعلم مصدرها .
دخلت هدى من باب الشقة ووقفت بمقابلته فقد كان باب الصالون مواجه لباب الشقة وقفت تتأمله كانت جلسة رجل واثق أكثر منه مغرور مسندا ظهره للكرسى ويضع قدم فوق الأخرى وفى يده تيليفونه يعبث به
لم تكن تعلم لماذا تقف هكذا لتتأمله يجب أن تدخل لتنتهى من هذا الموقف اللعېن أخذت تحدث نفسها بطريقة كوميدية لتهدئ من روع نفسها فلطالما سبب لها هذا الرجل التوتر .
…ما تجمدى كدة يابت ياهدى هتفضلى واقفة كدة انتى عاملة زى بنت البنوت اللى داخلة تقابل عريس اول مرة …
هذه المرة هو من أنهى هذه الوقفة لمها من جلستها فقام ووقف لاستقبالها رغم أنها لم تدخل الغرفة بعد تواجهت العيون تحركت من مكانها باتجاهه فى هدوء دخلت وجلست على الكرسى المقابل دون أى كلام فلطالما عالجت توترها بالصمت
جلس هو الأخر بمقابلتها دون أن يرفع أحدهما عينه من عين الآخر وساد الصمت لفترة لم يعرفا مداها وكأن كل منهما يشكى ما حدث له .
هى من اخفضت عينها أولا وايضا هى من تحدث أولا
…ليه حكيت لما ما اللى حصل
… أنا اتكلمت معاها على أنها عارفة لقيتها متعرفش أى حاجة عن الموضوع واضطريت أنى احكيلها لأنى عارف أنها الشخص الوحيد اللى هيساعدنى معاكى لأن أمك هى مفتاحك ياهدى …
…مفتاحى
…أيوة مفتاحك فكرى كدة هى الشخص الوحيد اللى بيقدر يجبرك انك تعملى اللى هو عايزه ويقدر برده يجبرك انك متعمليش اللى انتى شخصيا عايزاه تبقى مفتاحك ولا لأ …
…عايز تفهمنى انك عارفنى كويس …
…أنتى شايفة ايه …
…شايفة انك حد مختلف عن اللى انا كنت أعرفه …
…منكرش انا اتغيرت كتير اوى بس أتمنى انك تساعدينى أنى ارجع خالد القديم بمميزات الجديد …
…أنا …
…أيوة انتى ومفيش أى حد تانى يقدر عشان كدة انا هنا …
…أه انت قدرت تقنع أمى لقيتها بتقوللى اسمعي اللى جاى يقوله …
..والدتك قدرت توصل للى جوايا …
…وانت عندك كلام ممكن يخلينى حتى أقبل منك كلام …
…يكفينى اوى انك وافقتى تقعدى معايا وتسمعينى …
… كنت فين من يوم المزرعة
…حبيت اسيبك وقت عشان تستوعبى
حزنك عليه …
بدأت عيناها تلمع لمجرد ذكر سيرته
… ليه سيبته ېموت …
اعتدل فى جلسته اقترب منها لمعت عيناه بالدموع هو الأخر وقال
…والله العظيم ما كنت بسببه لحظة كنت بحبه بجد و كنت عارف ان هو الرباط الوحيد اللى هيرجعك ليا فى يوم من الايام وكنت ناوى فعلا اعمل كدة حتى ليان مسمحتلهاش تقربله ابدا كنت خاېف تعمل فيه زى ما كانت بتعمل فيا مرات أبويا
فى يوم جالى سفر فجأة لفرنسا لمدة يومين بس اضطربت اسيبه ولما لقيت الموضوع هيطول هناك بعت اجيبه قاللى أن كدة كدة ليان جاية فرنسا بس هتنزل 24 ساعة بس فى جينيف تمضى أوراق مشروع بيتعمل هناك وأهى تكون معاه وافقت وأما وصل فرنسا بعد يومين من خروجه من المملكة كان عنده التهاب رؤوى فضل فى المستشفى أسبوع عملت كل حاجة عشان اساعده جبتله دكاترة من كل أنحاء العالم بس للاسف كان ضعيف اوى ومتحملش. …
حاولت تمالك نفسها قدر الإمكان كى لا تبكى لكنه هو سبقها ولم يستطع منع دموعه وعندما رأت دموعه تلمع على وجهه انسابت دموعها هى الأخرى دون بكاء . لكنه تمالك نفسه وأكمل كلامه
…مبقتش متخيل ولا متحمل فكرة ضياعه منى فضلت فترة حابس نفسى لحد ما وصلنى خبر دخول بابا المستشفى ولما رجعت عرفت ان الكل استغل مرضه وغيابى وضعف طلال فى الادارة وعملوا بلاوي فى المجموعة وأولهم عمى وابنه فيصل وليان ومرات أبويا كله كان عايز يلحق حتة من التورتة وده كان سبب تعب أبويا
قټلت خالد القديم بضعفه وسلبيته وحولته للشخص اللى قدامك دلوقتى وفى السنين اللى فاتت رجعت كل حاجة اتسرقت ووقفت العيلة تانى لكن بقت كل حاجة فى ايدى وبقيت صاحب أكبر أسهم فى كل المشاريع وكلمتى هى الأولى …
…وليه معرفتتيش بمۏت ابنى …
… نويت اعمل كدة والله بس عرفت انك اتجوزتى
وخلفتى وعايشة كويس تعمدت انى معرفش تفاصيل عن حياتك وفضلت بعيد عايش بذنبى لوحدى محبتش اهدم حياتك زى ما اتهدمت حياتى. …
صمت قليلا ثم قال …سامحينى ياهدى سامحينى عشان اقدر أعيش وأقدر اعوضك عن اللى فات …
…تعوضنى انت متخيل أنى ده ممكن …
اعتدل فى جلسته وهو يقول بثقة
…مش بمزاجك. ..
…أفندم …
…براحة بس متبقيش حمقية كدة محدش هيقدر يعوضك عن كل اللى شوفتيه غيرى وانتى عارفة كدة كويس ولو رفضتى سواء ارتبطتى أو لا هفضل نقطة سودا جواكى ومش هتروح ابدا
وكمان انا عارف ومتأكد أن مفيش حد غيرك هيرجعنى لنفسى تانى ولو ارتبطت بغيرك أو حتى مرتبطتش هتفضلى جوايا ومش هتسيبينى عشان كدة الحل الوحيد أن كل واحد فينا يداوي التانى ومش هتنازل عن كدة …
قبل أن ترد فوجئت بصرخات صادرة من خارج البيت وهى تعلم صاحبة الصرخات
تركته وخرجت تجرى وهو خلفها وجدتهم يساعدون هيام فى النزول على سلالم بيتها فهى جارة والدتها فى السكن
… إيه خلاص …
…أه خلاص ياهدى الحقينى والنبى مبقتش متحملة …
ردت الأم … عمالة اقولها لسة شوية داانتى بكرية مش راضية …
…ياماما حرام عليكى دا من امبارح بتطلق انا هروح أجيب العربية وانتى ياهايدى كلمى جوزها يحصلنا على المستشفى …
بعدما تحركت تذكرت وجود خالد التفتت له كان يقف على باب المنزل يشاهد ما يحدث والغريب أنها وجدت خالد الصغير يمسك بيده
…تعالى ياخالد روح لخالتو هوايدا …
…لأ انا هفضل هنا مع انكل خالد …
تطلعت لخالد الكبير فى تسائل فرد عليها
..أصل احنا أتعرفنا من فترة وعلى فكرة انا طلبت ايدك منه ووافق كمان ومستنيينك تخلصى العدة بس …
تطلعت لابنها وجدته يومئ بالموافقة
التفتت الكبير وقالت … وابوك هيوافق …
رد خالد بتحدى …نفسى ميوافقش …
لم تكمل ابتسامتها فقد انتفضت من صړخة هيام وهى تقول …يلا ياهدى …
…طيب طيب خلاص أهو …
هرولت باتجاه السيارة وابتسامتها تملأ وجهها ابتسامة كانت تكفيه وتكفيها لتكون مجرد بداية لفرحة حقيقية تحياها فتاة ذات قلب أرهقته الحياة
تمت