قصه ليله الډخله

خدى بالك من نفسك سلام …
تركها واتجه للسيارة الأخرى وأخذت كل سيارة طريقها بعد حوالى ثلاث ساعات توقفت السيارة أمام منزلها 
لم تصدق هدى ما ترى لدرجة أنها التفتت حولها لتتأكد انه هو بيتها تم ترميم البيت بشكل رائع وتم بناء ثلاث أدوار عليا فأصبح البيت مكون من 6 طوابق وتم تجهيز الأرضى بكامله كسوبر ماركت كبير لوالدتها 
مستحيل أن يكون الأمير هو خالد خالد من فعل كل ذلك 
دقائق تقف فيها هدى أمام المنزل تتأمل ما ترى دون أن يلاحظها أحد حتى لاحظتها والدتها من بعيد 
ارتمت هدى فى احضانها تبكى وكأنها وجدت طوق نجاتها مرة أخرى 
قضت هدى معهم ليلة رائعة كانت قد افتقدت إحساس الأمان هذا من فترة طويلة 
حضر العريس وأهله وتم قراءة الفاتحة و تلبيس العروس دبل الخطوبة وسط زغاريد الجميع 
نامت هدى بجانب والدتها على سريرها وكأنها تستمد منها القوة لتكمل المشوار الذى بدأته ومن خلال الثرثرة مع والدتها قبل النوم فوجئت بأن هناك شخص جاء وسدد دين والدتها كله واعطاها الشيكات والمخالصات بذلك وأن والدتها نفهم انه من طرف هدى .
نامت الأم وظلت هدى مستيقظة مدت يدها لبطنها تجول عليها بحنان وهى تقول فى نفسها وكأنها تحدث شخص ما
…كل اللى بيندفع ده تمنك انت ياحبيبى وتمن غالى اوى …
أنهت هدى وقتها مع عائلتها وهى فى قمة السعادة لقد احست بالاطمئنان عليهم فعلا ولم تشعر بذلك منذ فترة حتى عندما كانت تعيش معهم فقد تم تسديد دين والدتها كاملا واعتدلت حياتهم وتم تأمينها والسوبر ماركت الذى تم إنشائه أصبح يوفر معظم مصاريفهم الآن تستطيع أن تعود لدائرة آلامها هى فقط دون القلق عليهم هنا 
وصلت بها السيارة لنفس المبنى الذى كانوا

يسكنوه قبل سفر الأمير بعد العملية دخلت من باب الشقة وقابلته بإبتسامتها الساحرة من بعيد كانت تبدوا مختلفة تماما عن قبل يومين 
هرولت إليه قابلها بملئ زراعيه لم تعرف اهتماما للواقفين من الخدم والأمن يخرجون الحقائب ولم يهتم هو الأخر من فرحته برد فعلها الجديد بادلها الاحضان والقبلات بدون اى كلام 
تمعن فى عينيها جيدا بالفعل افتقدها طوال هذا الوقت فقد تركها بدون اى اتصال منه تركها لتستمتع بوقتها مع أهلها بدون اى شوائب تعكر صفو سعادتها 
انحنى قليلا وضع يديه الأخرى تحت ركبتيها ورفعها وضمھا إليه واتجه بها لغرفته لم يعر اهتماما للطائرة المنتظرة أو الخدم الموجود أو السيارات المحملة بالحقائب فقط أراد إرواء عطشه من هذه الأنثى التى ملأت كيانه ووقته وحياته 
وهى أعني بهدوء وبابتسامة راضية تحمل معنى الشوق الممزوج بالسعادة منذ بداية علاقتهما الشرعية . 
قالت وهى طائرة على زراعيه لغرفته
…الطيارة والناس دى …
…الطيارة بتاعتى والناس موظفين عندى وأنا اللى أحدد الوقت مش هم …
…هههههههه ياي انا بقيت جريئة اوى …
…هههههههههههههههه وأنا مش عايز اكتر من كدة
حطت الطيارة على اراضى المملكة فاجأها عندما عادوا بانتهاء أوراق تقدمها لإنهاء الماجستير فى الجامعة هناك ولكن بشكل منزلى لا تذهب للجامعة إلا للضرورة القصوى وخصص لها اثنان متخصصين لمساعدتها فى تجميع البحوث العينات الحية لتكمل ما أرادت بشكل جدى كانت سعيدة بحق لأيام طويلة 
فبعد أسبوعين من وقتها قد تأكد الحمل بالطبع لا توصف سعادته أو سعادة الأمير الذى ارسل لها خادمة خاصة لترتاح أكثر لكن خالد قام بتغيير الخادمة فهو أعلم الناس بأبيه ويعلم أن هدفه الأول من الخادمة هو التلصص على جديد الأخبار وقد كان خالد حريص جدا على خصوصية علاقته بهدى .
مرت الأيام بأسرع وتيرة ممكنة هدى مهتمة بدراستها وقد قطعت فيها شوطا جيدا وبالطبع المال والسلطة يلغى كل العقبات وجنينها كان بصحة جيدة و تم التعرف على جنسه فى الشهر الرابع لها وكان لهم ما أرادوا
لم ېهدد استقرار نفسيتها إلا ارتباطها بجنينها الذى يزداد كلما زاد حجمه أو شعرت بحركته لم تعد قادرة على التفكير فى موضوع تنازلها عن طفلها فهو الآن ابنها جزء لا يتجزأ منها ولا تعلم ماذا تفعل الآن لتكون مع طفلها ولا تتركه 
قررت فتح الموضوع مع خالد وإيجاد طريقة لاستمرار وجودها مع طفلها انتظرت عودته فى نفس الليلة فلم تعد قادرة على الانتظار أكثر عاد من الخارج واتجه لمكتبه لينهي بعض الملفات 
قامت متوجهة لمكتبه طرقت الباب ودخلت بمجرد رؤيتها قام لها مبتسما أمسك بيدها واجلسها وعاد هو لكرسى مكتبه مرة أخرى 
كان يبدوا على وجهها الضيق وقد لاحظه بمجرد دخولها .
وقبل حتى أن تتحدث بدأت عينيها تلمع من امتلائها بالدموع فتوقع خالد ما هى بصدده فبالنسبة له كانت مسألة وقت لا أكثر وتفتح الحوار فيه
…فى موضوع كنت عايزة اكلمك فيه بس خاېفة تدايق منى بس لازم نتكلم فيه …
المقدمة كانت دليل كافى على ما كان يفكر فيه صحيح فقد أتاحت له الفترة الماضية أن يعلم بشخصيتها جيدا فهى ليست من النساء اللاتى يتنازلن عن أطفالهم بسهولة .
…عارف ياهدى عايزة ايه …
…عايزة أفضل معاه …
…ولو قلتلك انه مينفعش. ..
…شوف طريقة أتصرف …
…أذاى تفتكرى هيسمحولك ويسمحولى. ..
…أنت أبوه وأنا أمه إحنا بس …
لم يدعها تكمل كلمتها
…احنا ايه مفيش احنا عند فياض البدرى فى هو بس وده حفيده ومش هيتنازل عنه …
…أنا مقولتش يتنازل عنه …
…هو مش عايزه منك ياهدى الكل عارف ان ليان حامل وهتولد فى نفس ميعادك والطفل ده هيكون ابنها وده اللى هما عايزينه ومش هيغيروه …
…وانت عايز ايه 
…أنا مش هقدر احميكى منهم انا مجرد موظف فى شركاتهم سلطتى وفلوسى معتمدة عليهم لو حبوا يعملوا فيكى حاجة مش هقدر امنعهم انا خاېف عليكى انتى …
هنا بدأت تفقد اعصابها تماما لم تعد قادرة على التحكم فى نفسها قامت من مكانها وهى تصرخ
…خاېف عليكى خاېف عليكى كل أما تتكلم تقول خاېف عليكى انا مش عايزاك تخاف عليا انا عايزاك تتصرف وتخلينى مع ابنى حتى ولو خدامة ده ابنى ابنى انا …
بدأت ټنهار وتفقد قواها حاول الاقتراب منها فلم تسمح له وابتعدت عنه خطوتين جلست على الأرض تبكى وهى تقول
…أنا عايزاه عايزاه مش هقدر اسيبه ….
…ارجوكى ياهدى اهدى لو سمحتى انتى كدة هتتعبى انتى فى السابع خلاص قربتى تولدى وبعدها نشوف هنعمل ايه …
…لا انت بتكدب عليا انت ضعيف ياخالد ضعيف ومش هتقدر تعمل حاجة هتسيبهم يخدوه حتى مش هتقدر تحميه تحمى ابنك بلاش انا هتسيبهم يخدوه عشان انت ضعيف وأنا بكره الضعيف قدام اهله بكره الضعيف فاهم بكرهك بكرهك ياخالد بكرهك ….
وهنا اڼهارت تماما ولم تعد قادرة حتى على حمل نفسها أغمضت عينيها ولم تعد تشعر بشئ 
صړخ خالد

على الخدم وهو يحاول افاقتها حملها واتجه بها لباب الشقة ومنها للاسانسير ثم سيارته واتجه بها للمستشفى 
بعدما أخبره الطبيب أن حالتها غير مستقرة وضغط ډمها منخفض جدا وايضا ضربات قلب الجنين مرتفعة وانقباضات الرحم فى اذدياد وهى عرضة الآن للولادة فى اى لحظة 
اتصل خالد بوالده ليخبره بما حدث 
وما هى الا دقائق معدودة حتى وصلت

سيارة أسعاف خاصة بمستشفى اخرى تم نقل هدى اليها حتى تتسنى لهم الولادة دون تسجيلها
افاقت هدى بعد خمسة أيام وجدت نفسها فى العناية المركزة بالمستشفى لم تعى الكثير غير أنها وحدها ولا يوجد مخلوق معها غير الممرضة 
وضعت يدها على بطنها فأيقنت انه غير موجود تمت الولادة لكن أين هو 
سألت الممرضة عن الطفل وعن حاله فلم تفهم الممرضة عن أى طفل تتحدث 
استدعت الطبيب الذى بدا عليه إدراك ما يحدث وطلب من الممرضة إعطائها حقنة معينة وبعدها دخلت هدى فى ثبات عميق 
استيقظت بعدها بمدة معينة لم تعلمها لكن هذه المرة وجدت خالد بجانبها علمت بعد ذلك أنه أخبرهم فور استيقاذها يتم الاتصال به 
سألته هدى وهى فى قمة الاعياء
…. أخباره ايه هو فين …
…كويس الحمد لله هو فى الحضانة …
…ليه مش بتقول كويس …
…أيوة كويس بس مولود فى السابع محتاج شوية اهتمام …
حاولت تعتدل وهى تقول 
…عايزة اشوفه ودينى ليه …
… هو مين . … كان هذا الصوت صادر من عند الباب كان الأمير فياض بنفسه .
وجه خالد له الكلام بعتاب … اتركها ياأبى إيش تريد دالحين بعدها ضعيفة ماراح تتحمل. ..
…أخرج لو سمحت ياخالد أبى أتكلم معها …
… لو سمحت ياأبى …
…قلت أخرج ياخالد ..
تطلع خالد لهدى بضعف وقلة حيلة ثم تركها وخرج كل هذا وهى تتطلع بعينيها بينهم لعلها تفهم شئ عن ابنها لم تفهم شئ ولكن انقبض قلبها فقط .
اقترب منها الأمير ووقف أمامها فى قمة التكبر والغطرسة
…عايزة اشوف ابنى هو فين 
…اتكلمنا فى هاالموضوع ياهدى هاى الطفل ما سار ابنك هاد ابن ليان وهو عندها واتكتب باسمها …
اعتدلت هدى بضعف وهى تقول
…يعنى إيه عندها يعنى هو مش هنا …
..لأ المفروض اتكلمنا واتفقنا من وقتها إيش تريدى انتهى الموضوع …
…مش عايزة حاجة ابنى وبس …
…قلتلك ما سار ابنك اعتبريه ماكان ما تضطرينى اعمل معك شئ ما راح تحبيه …
…أعمل اللى انت عايزه مبقتش تفرق …
…لأ تفرق ياهدى لما يكون المقصود والدتك راح تفرق …
…مالها أمى مالك ومالها …
…مثل ما هسجنك بقضيتك القديمة راح اسجنها بمديونيتها اللى ابتعتها من أصحابها وراح اضيعلك خواتم البنات واحدة واحدة ما راح أغلب فيهم إيش رأيك فى هاد …
…الشيكات اللى على أمى اتقطعت …
..الشيكات معى اللى اتقطع ماهو حقيقى مزور …
بدأت دموعها ټنهار شلالات على خدودها وهى تقول
…أنتى مش بنى ادم …
…احرصى لسانك وإلا راح اقصهولك الاختيار ليكى أما تعودى بلدك معززة مكرمة ومعك مصارى تكملى بيها بقية حياتك أما تموتى هنا فى سجنك وتبعتك بقية اهلك …
وتركها مڼهارة وخرج من الغرفة دخل خالد بعده فوجدها على هذه الحالة 
بمجرد أن حاول الاقتراب منها رفعت يدها له وهى تقول
….مكانك كفاية كدة مش عايزة اشوفك تانى روح لحالك …
…هدى …
…قولتلك روح لحالك وعلى رأى ابوك الموضوع خلاص انتهى …
خرج خالد ودموعه تلمع فى عينيه فوجئ بأبوه يقف أمام باب الغرفة رفع عينيه له وهو يقول
..هيك ارتحت …
… وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها بتفهم هاد …
يومان فى المستشفى وثلاثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع خالد قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر لكن حزنها على وليدها كان حائلا دون ذلك فحقيقى لا تشعر الأنثى بأمومتها الحقيقية إلا فى وجوده وهو ينمو فى احشائها ترتبط به يوم بعد يوم حتى وإن لم تراه كما الحال مع هدى .
لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه الأيام القليلة فقد تركت وحيدة تماما حتى دون خالد فلم يسأل عنها ولو مرة واحدة بعدما حصلوا على ما أرادوا منها . هى الآن هنا لاشئ لا قيمة فقط مجرد أنثى منتهكة ومجردة من كل شئ آدميتها كرامتها انوثتها مشاعرها والأهم ولدها الرضيع الذى ولد قبل أوانه بشهرين ولم يشفع ذلك لهم ليتركوه لأمه حتى يكتمل .
لم تسأل عن الأموال التى وعدوها بها أو حتى شيكات أمها لم تفكر فى اى شئ فقط عقلها متجمد تعيش فى حالة تجهم غريبة ترفض كل شئ ترفض الحياة نفسها 
أصبحت هدى مجرد أنثى تعيش لتتمنى المۏت 
بعد ثلاثة أيام من خروجه من المستشفى التى تم تسجيلها فيها على أنها حالة استئصال مرارة وليس الحقيقة ولادة 
اتاها شخص من طرف الأمير بجميع الأوراق الخاصة برجوعها مع ورقة إخلاء طرف من العقد

المنصوص عليه بينهم وجميع مستحقاتها المادية الخاصة بهذا العقد وبالطبع الشيكات الحقيقية الخاصة بوالدتها بالإضافة لاوراق معتمدة من أحد البنوك الدولية بإيداع مبلغ يتعدى الخمسة ملايين ريال سعودي 
وبالطبع لم يغفل الرسول عن أن يبلغها ببعض من تهديدات الأمير وتنبيهاته بخصوص عدم الرجوع عن القرار الذى اتخذته وإلا لن تجد غير ابواب الچحيم تفتح عليها وعلى عائلتها.
وفى النهاية أعطاها أوراق حجز وتذكرة طائرة لليوم التالى 
ودعت هدى المملكة السعودية ومعها ودعت هدى القديمة ودعت نفسها ودعت طفلها الذى لم تراه 
ودعتهم بدموع قلب ودعاء وتضرع لخالقها بالجمع بينها وبين طفلها فى يوم من الأيام .
عادت لمصر بشخصية جديدة تماما هدى جديدة شخصية أكل الحزن والذل قلبها وكرامتها أصبحت أنثى حاقدة على الحياة وكارهة لها 
فياترى هل سيتم ترميم قلبها مع الزمن هل ستعود للحياة هل ستعود هدى القديمة أو حتى أنثى جديدة تنسى الماضى وتتصالح مع المستقبل .
بعد مرور 7 سنوات …………
….. خالد خالد تعالى هنا إحنا مبقاش ورانا غير اللعب مش فى home wark المفروض هتخلصه لو مخلصش مش هتيجى معايا عند تيته ….
… بكرة وبعده كمان إجازة يامامى وهنروح فرح خالتو هدير بكرة هبقى أكتبه أما يخلص الفرح …
…أنا قلت كلمة واحدة ياخالد لو مخلصتوش دلوقتى مش هتيجى معايا خليك مع بابى بقى …
…لا لا لا هكتبه انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان يحبسنى فى الاوضة ويسيبنى ويمشي …
…هو راجل محترم وكبير زييك كدة فى kg2 ېخاف من القاعدة لوحده. ..
…مليش دعوة مش عايز اقعد مع بابى عايزة اروح معاكى عند تيته والنبى يامامى عشان خاطرى …
… طيب يلا يالمض هات شنطتك عشان نشوف اخدت ايه انهارضة …
…حاضر. ..
وقفت هدى بعدما ظهرت علامات الڠضب على وجهها فقد أصبحت الحياة مع هذا الرجل لا تطاق فاقد للمسؤولية تجاه ابنه والحب والاحترام مع زوجته رجل لم ينسى له ابنه حپسه له لمدة أربع ساعات كاملة وحده فى غرفته لمجرد أنه أراد أن يذهب لموعد مفاجئ ولم ينساها الطفل رغم مرور أكثر من عام عليها 
…مامى مامى عمال بنادى عليكى ومش بتردى …
…معلش ياحبيبى كنت سرحانة ..
…أنتى بتبقى سرحانة كتير اصلا …
…بس ياد انت وهات الشنطة اللى فى ايدك دى …
…اتفضلى ياستى …
أصبحت هدى سيدة من سيدات المجتمع الراقى بعدما تزوجت من المهندس عمر عبد الفتاح صاحب أكبر مكتب هندسى فى القاهرة أو على الأقل هو الآن هكذا ولم يكن كذلك عندما تزوج من هدى لكنه استطاع فى

فترة وجيزة تنمية اسمه واسم مكتبه لهذه الدرجة وليس بفضل مهاراته كمهندس أو إدارى ناجح إنما بطرق أخرى لا تمت للأخلاق بصلة فهو انسان انتهازى وصولى ومنافق ليس لديه أى مانع لأى شئ ليصل لما يريد حتى وإن كان التقرب من نساء ستكون مفتاحه لما يريد زوجة فلان أخت فلان ابنة فلان حتى وإن كانت أم فلان 
أما فضل النجاح الهندسى فهو لشريكه حسام رفعت وهو زوج منى صاحبة هدى وكان هذا هو سبب التعارف فقد رأاها فى حفل زواج منى من حسام ولم يبتعد عنها وقتها حتى تزوجها .
حسام مهندس معمارى ناجح جدا شريك لعمر بنسبة 30 فقط مهمته هى إدارة المكتب الهندسية والفنية هو وجروب المهندسين العاملين معه أما طريقة الحصول على العمل نفسه فهى مهمة عمر .
وأخلاق عمر هى نقطة الخلاف الأساسية مع هدى فهى لم ولن تقبله عل حاله هذا لكنها لم تكتشف ذلك الا بعد سنين من اتمام الزواج . ولم تعد تتحمل ذلك إهمال كامل لها ولابنه ليس فى حياته إلا العمل وكيفية الحصول على عقد جديد لمكتبه وكل نقاش أو بمعنى أصح شجار بينهم ليس لديه غير اسطوانة واحدة تتكرر كل مرة 
…أنتى عايزة ايه دلوقتى احسن لبس وأحسن أكل واللى بتطلبيه بيجيلك ومصاريف زى ما انتى عايزة وابنك فى احسن مدارس حتى رافضة انك تخلفى مرة تانية ومش عارف ليه خلاص سيبينى بقى اشوف مستقبلى وحياتى ولا اقعد جمبك ….
…واخلف تانى ليه بطريقتك دى أشك أن احنا هنكمل مع بعض اصلا ..
…والله عايزة تطلقى وهتقولى بوالدتك ايه أن شاء الله …
هذه نقطة ضعف هدى والدتها ودائما ما يستخدم ذلك لاسكاتها 
فقد أصبحت امرأة ستينية مريضة لم تعد تتحمل الصدمات ويكفيها حال هايدى المطلقة منذ سنة لن تتحمل صدمة طلاق هدى هى الأخرى خاصة أن لها سابقة طلاق أولى وبالطبع لا يعلم أحد عن زواجها وطلاقها الثانى غير صديقتها منى 
توقفت السيارة أمام منزل والدتها وارتجلت منها هى وابنها اتجه خالد لأولاد خالته الذين وجدهم يلعبون فى الحديقة 
اتجهت هدى لداخل المنزل قابلتها هدير مسرعة
…ايه التأخير ده كله ياهدى انا مستنياكى من بدرى …
..ايه يابنتى اتهدى شوية …
…الفستان تعالى شوفى آخر بروفة للفستان. ..
…احنا موارناش غير

الفستان ياهدير … كان هذا صوت والدتها من اتجاه المطبخ.
..إيه ياماما مش انا العروسة …
…عرسة تقرض ودانك أمشى يابت على فوق ناميلك شوية عشان تبقى فايقة بليل …
..يووووه هو انا مفيش ورايا غير النوم …
قالت هدى …هدير انا مش هشوف الفستان بس لو طلع فيه أى حاجة عريانة والله ما هخليكى تلبسيه أصل انا عارفاكى فاهمة …
…فاهمة ياستى هو ده اللى انا باخده منكم. ..
ثم اتجهت صاعدة السلم استدارت لها والدتها وهى تقول وهى متجهة للمطبخ
…تعالى بقى شوفى الحاجات اللى هنعملها. .
…حاجات ايه …
..الأكل يابنتى آمال هنأكل الناس ايه 
…ناس مين اللى هنأكلهم ياماما الحنة مفيهاش أكل والفرح هيبقى فى قاعة كبيرة …
…يعنى إيه مش هنطبخ. ..
… هنطبخ لمين اتفاق الحجز بالعشا لكل المعزومين هتطبخى وترميه بعد كدة …
…أنا قلتلها كدة مصدقتنيش قلت انتى هتعرفى تقنعيها. ..
كانت هذه هايدى 
…والأكل اللى جهزتله والحاجات اللى انا اشتريتها دى …
…اركنيها أو خزنيها ياماما مش قضية …
…والله انتوا عيال تسد النفس جتكوا القرف ..
واتجهت الحاجة هدية للمطبخ أما هدى وهدير وقفوا يتسامروا
..أمال جوزك فين مش هييجى ولا ايه 
…وهو من امتى جه قال يااختى فى صفقة جديدة بيشتغل عليها بيقول أنها هتنقله نقلة تانية…
…ههههههههه كل مرة بيقول كدة ..
…فعلا بس المرة دى فى حاجة مختلفة شوية طول الوقت برة وأن جه بيبقى متنرفز ومتعصب …
..ربنا معاه …
…ههههههههه تفتكرى باللى هو بيعمله ده ..
..على رأيك المهم أمه بعيد عنك انتى قلتى طول ماهو مشغول انتى مرتاحة …
..على رأيك سيبينا من الموضوع ده تعالى نرخم على البت هدير …
…يلا …
مرت ليلة الحنة بسلام والفرحة تغمر الجميع 
تانى يوم يوم الزفاف اتصلت بعمر لتأكد عليه الحضور 
…صعب ياهدى مش هقدر اسيب الحفلة هنا …
…يعنى إيه مش هتقدر ده فرح اختى ياعمر ..
…ماشى ياستى مش معترض احضرى براحتك وأنا هبقى اعتزر لحماتى وهبقى أزور هدير فى بيتها وهجبلها هدية حلوة المهم فى طلب مهم جدا …
…ملكش طلبات عندى انت مبتعملش اللى انا عايزاه يبقى مش هعملك اللى انت عايزه …
…لا ياماما الموضوع ده مفيهوش مناقشة ولا عشان بكلمك بأدب اسمعى كلام نهائى هفوت عليكى الساعة 12 كدة وانتى بفستانك زى ما انتى هتيجى معايا تسلمى على الناس فى الحفلة هنا وتتعرفى بيهم …
…حفلة ايه انت بتستهبل اسيب اختى فى فرحها واروح معاك حفلة …
…أيوة هتيجى وبعدين يعنى هى من غيرك مش هتدخل ريحى دماغك وبعدين بقولك الساعة 12 يعنى الفرح هيكون قرب يخلص الحفلة هنا هتبدأ 11 يلا سلام الساعة 12 بالظبط تكونى واقفة قدام القاعة عشان مش عايز ادخل وعايز فستان حلو ورقيق كدة …
مضت ساعت الفرح ببطئ من قلقها من حفلته هذه فهى تكره طريقته فى التعامل مع الأمور وبالتأكيد كل من حوله يعلمون بشخصيته يعنى مجرد الظهور بصفتها زوجته إهانة علنية لنفسها 
خرجت متأففة فى موعده كما طلب حضر هو الأخر وأبدى إعجابه بما ترتدى كان فستان كريمى بطبقتين أحدهما ضيقة والأخرى شيفون تكسوه كان يحدد جمال جسدها ولياقته بوضوح وطرحة بيج شيفون قصيرة بتلبيسة بلون الفستان .
وفى السيارة قال لها
…مش عايز انبهك ياهدى الحفلة دى مهمة جدا بالنسبالى …
…ومن امتى بتاخدنى حفلات معاك اصلا مش كنت دايما بتقول أنى مش وش الحفلات دى …
…من الحفلة اللى فاتت وهم بيسألوا عليكى …
…وهم يعرفونى ….
…لا بس كفاية انك مراتى وكل واحد فى الحفلة مع مراته. ..
…أه سد خانة وخلاص يعنى …
…بالظبط بس حاولى تتصرفى برقى شوية …
…ده على أساس أنى فالجر يعنى …
…مقولتش كدة بس أوقات بتبقى صراحتك بوقاحة شوية وأنا مش عايز كدة …
…والله وحفلتك دى ليه أبسط الأمور اعرف سبب الحفلة …
…دى ياستى المسمى العام بتاعها حفلة تعارف بس الحقيقة المطبخ الخاص لكل الصفقات اللى بتتم وكمان الحفلة دى هيكون فيها أكبر مؤسسى المعمار فى البلد وهيحضرها كل المشاركين العرب فى المشاريع دى …
… وانت عايز يكون ليك نصيب من الصفقات دى ..
…وحياتك ما هيهدالى بال إلا لما أخد أهم وأكبر صفقة فيهم لازم تكون ليا ولمكتبى بأى شكل …
…أه فهمت …
وصلا للحفلة بدأ بالسلام على كل من يعرفهم وتقديم زوجته لهم كانت متحفظة تماما فى السلام والكلام مع الناس لكن لمجرد أنها وجه جديد فقد لفتت أنظار معظم رجال الحفلة لها والسيدات أيضا وأهم الأسباب أنها قليلة الكلام بل تكاد تكون لا تتحدث أكثر من السلام فقط فهذه ليست بيئتها ولا تريدها.
الملاحظ انه يوجد فئة معينة من الحاضرين عدد لا بأس به منهم لا يقترب منهم الكثير يحوطهم البودى جارد من كل مكان حتى زوجها كانت عينيه

عليهم يريد الاقتراب بأى شكل لكن لابد من وجود سبب
..هم مين دول 
… دول الهدف دول اللى الصفقة اللى انا ھموت عليها بتتم بينهم دلوقتى

الجروب ده كله يبقوا أكبر وأهم مؤسسى المعمار فى مصر والدول العربية عارفة ياهدى لو اسم مكتبى دخل فى صفقة واحدة معاهم هبقى ركبت الريح ورجلى مش هتتحط على الأرض تانى ..
…طب فوق بقى لتقع بجد …
…أنتى على طول قافلة كدة ..
…ملكش دعوة بيا وشوف اللى بتشاورلك هناك دى …
…أه دى رقية الصواف طبعا تسمعى عنها ثانية هسلم عليها وارجعلك …
وتركها وذهب تمتمت هدر بقولها 
…الهى ما يرجعك ټموت انت وهى فى لحظة واحدة …
انسحبت هدى بهدوء حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل وقفت أمامه تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها 
…هدى …
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها .
التفتت هدى واتسعت عينيها من المفاجأة .
…..معقول ….
انسحبت هدى بهدوء حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل وقفت أمامه تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها 
…هدى …
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها .
التفتت هدى واتسعت عينيها من المفاجأة .
…..معقول ….
…ليش لأ …
… أنت بتعمل هنا ايه …
…أنا ايش انتى بتعملى هنا هذى اول مرة اشوفك لكن بصراحة مفاجأة جميلة …
…لا جميلة ولا وحشة كأنك مشوفتنيش …
…إيش تقولى وكيف اقدر وانا ما صدقت …
… بعد اذنك … وهمت بالحركة لولا انها فوجأت بزوجها أمامها كيف ظهر هكذا فجأة ولم تره اتيا من بعيد .
…هدى ايه فى حاجة 
عندما رفع عينيه للواقف أمامه بعدما استدار له 
…مش ممكن الامير فيصل أهلا وسهلا يافندم …
…أهلا …
…تشرفنا حضرتك حصل حاجة هدى دايقت حضرتك فى حاجة …
صدمت هدى من كم الخضوع والتحايل التى عليها زوجها مما أصابها بالحرج الجارف من الموقف خاصة أمام هذا الشخص المستفذ بالذات .
…لا ابدا هى مدام هدى تبقى …
…المدام يافندم المدام بتاعتى وأنا المهندس عمر عبد الفتاح صاحب مكتب Light الهندسى …
…أه أهلا وسهلا …
لاحظ عمر كم نظرات فيصل لهدى التى بدأت تتضايق منها 
..هو حضرتك تعرف هدى من قبل كدة …
رفعت هدى رأسها فجأة لفيصل بحركة رفض ايمائية ففهم ما تريد 
…لا هذى اول مرة نتعرف رأيتها واقفة لوحدها كلمتها. ..
ارتدت روحها اليها بعد تصريحه هذا لتفاجئ برد زوجها الصاډم
…ده شرف لينا يافندم اتفضل حضرتك أشرب حاجة معانا …
تدخلت هى فى الحوار …أنا تعبانة وعايزة أمشى …
…هدى … قالها زوجها باستنكار
…حصل خير واضح عليكى مدام هدى واكيد راح نتقابل مرة تانية ..
رد زوجها …اكيد أن شاء الله سيادتك. ..
ثم تركهم فيصل وذهب وتبعه فردى الأمن الواقفين بالقرب منه 
…إيه ده انتى اتجننتى فرصة من السما وجت لحدنا تقومى تتصرفى بالشكل ده …
…فرصة ايه ده بنى ادم ساڤل ده كان بيغازلنى …
..واحنا مالنا بأخلاقه المهم العقد وبعدين هنا كله بيجامل كله هتلاقيكى انتى اللى فهمتيها أنها غزل بس مشكلة واضح انه معجب بيكى اكيد هحاول مرة تانية يكلمك …
…عمر ايه اللى بتقوله ده …
…إيه بقول هيحاول يكلمك قلت حاجة غلط بس تصدقى مكنتش اعرف ان سرك باتع كدة أول مرة تحضرى حفلة وأول ما توقعى الامير فيصل بنفسه أكبر راس فى التعاقد كله …
…أنت اټجننت مش مكسوف وانت بتقول كدة …
..ليه هو انا بقولك نامى معاه بس اديله ريق حلو لو جه يكلمك تانى بدل الوش الخشب اللى انتى مركباه ده …
…انت فعلا انسان مش ممكن وأنا مش قادرة اسمع اكتر من كدة انا ماشية …
فوجئت بيده تقبض على ذراعها بقوة آلمتها
…استنى عندك ماشية راحة فين إحنا هنفضل لحد ما الحفلة تخلص وانتى بالذات …
…عارف لو مسبتش ايدى هصوت واڤضحك فى وسط الحفلة اللى انت فرحان بيها دى …
وبنظرة تحدى منها تهاوى هجومه فهو يعرفها جيدا ستفعلها أن صمم أمامها أطلق صراح يدها 
عدلت من هندامها وهى تقول
…عارف الحق مش عليك انا اللى استاهل لأنى وافقت اجى معاك هنا وأنا عارفة قد ايه انت أخلاقك واطية واطية ايه انت معندكش أخلاق من الأساس …
أنهت جملتها وتركته وذهبت بدأ يتلفت حوله ليتأكد أن كان قد سمعهم أحد أم لا وبنظرة واعدة وصوت اقرب للهمس قال
…أنتى عديتى حدودك اوى ياهدى وكفاية عليكى كدة بس الأول أوصل للى انا عايزه …
استقلت تاكسى لتعود لبيتها كانت تتمنى أن تتجه لمنزل والدتها لكن الوقت لن يسعفها لذلك فالساعة تعدت الواحدة صباحا ولا تستطيع العودة لمحافظة أخرى وحدها فى هذا الوقت والساڤل زوجها تركها ولم يخرج معها حتى لاعادتها للمنزل 
وهى فى الطريق رن هاتفها كانت هوايدا أختها 
… أيوة ياهوايدا انا كويسة الحمد لله مش ماما قالتلك لأ الحفلة خلصت وخلاص

مروحة انتوا وصلتوا البيت كويس خالد ياهوايدا خدى بالك منه لحد ما اجى بكرة هايدى صممت تاخده طيب ماشى بس أبقى بصى عليه برده ماشى سلام يادودو …
فتحت باب الشقة ودخلت اغلقت الباب ولم تسعفها قدمها للدخول جلست مكانها خلف الباب لا تصدق ما تفوه به زوجها للتو لقد وصل به الانحطاط ليستخدمها كمقود يتاجر بنسائه ليصل لما يريد 
وهى الآن السلعة المستخدمة قالت بتنهيده
… واضح ان ملكيش أى نصيب فى الفرحة والأمان ياهدى وهتفضلى طول عمرك كدة ومفيش تغيير …
كانت على عتبة الدخول فى البكاء ولكن رنة هاتفها انقذتها من الدخول فيه مسحت وجهها سريعا لتستعيد تركيزها عندما رأت اسم المتصل
…يابنت المچنونة بتكلمينى ليه دلوقتى …
…مش انتى اللى قولتيلى ..
…إيه ده لحقتوا ده الواد جامد بقى ..
…الله وأكبر سم الله كدة ياهدى …
..هههههههههههههههه والله أه ياجذمة بس المهم انتى عاملة ايه دلوقتى ..
…الحمد لله كويسة …
…بجد كويسة كويسة يعنى ولا كويسة كويسة من الناحية التانية …
…لا والله كويسة الحمد لله …
…باين على صوتك ياحبيبتى عملتى كل اللى قولتلك عليه …
..عملته كله وهو ساعدنى كمان …
…كويس ده طلع واد حنين أما انتى طلعتى سهنة أى واحدة فى الوقت ده بتبقى تعبانة ومستموتة فيها انتى ماشاء الله صوتك زى الجرز أهو …
…مش بقولك سم الله ياهدى وامسكى الخشب …
…هههههههههههههههه بسم الله الرحمن الرحيم ياختى والغضمفر فين …
…فى الحمام …
… حمام الهنا اتعشيتوا ولا لسة …
…لسة أما يخرج من الحمام …
..بالهنا والشفا مبروك ياهدير الف مبروك ياحبيبتى فرحتينى ياقلبي …
…ربنا يخليكى ليا ياهدى يارب …
…يلا روحى لجوزك بقى لا إله إلا الله …
…محمد رسول الله. ..
كانت هذه المكالمة قد اخرجتها بالفعل من الحالة التى كانت عليها تمتمت باسمة 
…والله ونصفك ربنا فى بناتك ياحاجة هدية …
لم يعود عمر ليلتها للمنزل خرجت هدى مبكرة لكى لا تراه اتجهت لمنزل والدتها قضت اليوم هناك دون حتى اتصال واحد منه ليطمئن عليها حتى

أن والدتها لاحظت تجهمها طوال الوقت وسألتها لكن خدى انكرت وجود شئ يدايقها
بعد الساعة الثالثة اتجهت هدى بسيارتها ومعها والدتها واختاها هوايدا وهدير وتركوا الأطفال فى رعاية هيام التى كانت حامل فى الشهر السادس ولن تتحمل المشوار سلموا على العريسين واعطوا الهدايا لهم ولم يمكثوا كثيرا عادت بهم للمنزل وأخذت خالد وبدأت رحلة العودة لمنزلها 
وصلت لشقتها فى حدود الساعة الثامنة مساء وجدت عمر ينتظرها فى المنزل قابل خالد بالاحضان ويبدوا انه أحضر له لعبة تركتهم هدى ودخلت غرفتها تحممت وغيرت ملابسها اتجهت للمطبخ وصنعت كوبا من الشاى وجلست فى الشرفة لتشربها خرج عمر من غرفة خالد واتجه لها فى الشرفة 
…خالد فين 
…نام …
…من غير ما يغير هدومه ..
…أنا غيرتله هدومه …
اندهشت من كلامه … نعم …
…غيرتله والله ونيمته هو كان فاصل اصلا خد سوبر مان فى حضنه ونام …
صمت وصمتت استطرد قائلا
…وانتى مش هتنامى .. قالها وهو يقترب منها
…خليك عندك لا مش هنام قاعدة شوية …
… ماشى نسهر ثوانى انا عندى حاجة ليكى …
دخل وعاد بعد ثوانى بعلبة فتحها ووضعها أمامها.
…إيه ده ..
…كوليه الماظ أول ما شوفته قلت ليكى …
رفعه ليلبسها اياه مدت يدها وردت يده وهى تقول 
…شكرا مش عايزة حاجة …
..ميبقاش قلبك اسود بقى ياهدى اعتبرينى مقولتش حاجة انا اسف …
…انتهينا ياعمر معنديش كلام اقولهولك. .
وقفت ورفعت كوبها وتركته وذهبت وهى تقول
…أنا هنام فى اوضة الضيوف من هنا وجاى …
تمتم وهو يضع الكوليه فى علبته
…الصبر ياهدى يومك جاى …
مر أربعة أيام على هذا الحال دون تغيير فى عملها طوال اليوم تعود لتأخذ ابنها من الحضانة وتعود للمنزل تمكث معه طوال اليوم حتى ينام ثم تدخل لغرفة الضيوف ولا تخرج منها إلا تانى يوم صباحا.
فى أحد الليالى عاد قبل أن تدخل غرفتها وكان متعمدا ذلك كانت فى المطبخ تعد شيئا لتأكله قبل أن تدخل صومعتها اليومية 
..مساء الخير ياهدى …
لم ترد واكتفت بايماءة
…عاملة ايه انهارضة …
…الحمد لله هات من الاخر …
… بطمن عليكى ولا مش ناوية ترضى عنى …
… مليش مزاج أتكلم ياعمر تصبح على خير …
حملت طبق طعامها و متجهة للغرفة 
استوقفها قائلا …استنى بس عايزة اتكلم معاكى فى حاجة ضرورى …
استدارت له وهى تقول …منا قولت هات من الاخر. ..
اتجهت لأقرب كرسى وجلست …اتفضل خير …
… طلب وارجوكى تقبلى واوعدك مش هطلب منك حاجة تانية ابدا …
…من غير مقدمات قول اللى عندك …
… أصحاب المشروع عازمين كل اللى متقدمين للتعاقد مع الشركة يوم الجمعة …
…لأ من غير ما تكمل …
…افهمى بس الأول ..
…من غير ما أفهم لأ …
… ده مجرد open day هنقضى طول النهار هناك وهنرجع فى أول الليل …
رفعت هدى طبقها وتحركت من أمامه وهى تقول 
…أنا قلت لأ مش هروح يعنى مش هروح …
وبعد أن تحركت خطوة

عادت ووضعت الطبق على الطاولة پعنف وهى تقول …نفسى اتسدت. ..
دخلت الغرفة وأغلقت الباب من الداخل جلست على حافة السرير وهى تفكر وداخلها اثنان يتصارعان 
..وايه المشكلة ماتوافقى …
…أوافق أذاى ايه الجنان ده …
… إيه الجنان فى كدة مش يمكن تقابلى فيصل هناك …
…كاك خيبة ما هو ده السبب الأساسى اللى يخلينى مروحش …
…بالعكس ده السبب الأساسى اللى يخليكى تروحى مش يمكن تعرفى منه حاجة عن ابنك ..
…ابنى معقول حلمي هيتحقق وتفتكرى فيصل ميعرفش اللى حصل ..
…وحتى لو ميعرفش ممكن يكلمك عنه على أنه ابن خالد وليان اهى أى معلومة والسلام …
…خلاص أقوم اقوله أنى موافقة … وهمت بالوقوف ثم عادت وجلست مرة أخرى وهى تقول لنفسها
…استنى مش على طول كدة هو لسة بيقول انه يوم الجمعة يعنى قدامك وقت أبقى قوليله بكرة …
تانى يوم بعدما جهزت كل شئ للخروج كالعادة استيقظ وهى على وشك الخروج فأخبرته بكلمتين وبعدها خرجت 
…عمر انا موافقة أحضر معاك ال open day..
ومن وقتها حتى يوم الجمعة لم يختلف الطريقة التى اختارتها فى التعامل معه فقد قررت مسبقا الفراق لكن الموضوع مسألة وقت لا أكثر ….
يوم الجمعة جهزت كل شئ شنطة بها ملابس تكفيهما ليوم واحد وخالد قد ذهب مسبقا لجدته يوم الخميس ليلا ليقضي الجمعة كله عندها 
خرجت من الغرفة وجدته مستيقظا وينتظرها وبالفعل تحركت السيارة الساعة السابعة صباحا فى اتجاه الفيوم لم تتحمل هدى الجلوس طوال هذه المسافة فظهرها يؤلمها منذ الولادة الاولى فتحت الكرسى أكثر ومالت عليه وغلبها النوم رغما عنها ولم تستيقظ إلا عند دخولهم من باب المزرعة 
كانت المزرعة بالفعل ضخمة استمرت السيارة فى السير لمدة 20 دقيقة من باب المزرعة حتى وصلت لباب المنزل الداخلى ترجلا من السيارة أمام المنزل الضخم 
…هو فين الناس اللى هنا انا مش شايفة غير الأمن من ساعة ما دخلنا …
..يمكن جوا. ..
…ومال الأمن كتير كدة ليه هم هيحاربوا. ..
…ياستى ناس واصلة وخايفين على نفسهم …
فوجأت بخروج فيصل ليقابلهم عند الباب لم ترتاح هدى لنظراته المتكررة لكنها تجاهلته تماما وتركته يتحدث مع عمر 
دخلا الفيلا حمل الخادم الحقيبة واتجه لأعلى قال لها عمر
… اطلعى ياهدى ارتاحى لحد ما اخلص شوية شغل مع الأمير فى المكتب هنا وهحصلك 
لم ترتاح للموقف منذ بدايته لكنها اذعنت لطلبه وبدأت فى صعود السلم لكنه اوقفها مرة أخرى
…معلش ياهدى تيليفونك بس محتاجه فى مكالمة مش معايا رصيد …
…رصيد ايه انت على باقة وكبيرة كمان …
…خلصت والله ايه يابنتى مش مستغنية عن دقيقتين من رصيدك ولا ايه …
فتحت حقيبتها والڠضب على وجهها واعطته الهاتف وعادت للصعود 
أعطى الهاتف للأمير فيصل وكل منهما على وجهه ابتسامة ذات معنى معين ثم قال
..انا كدة نفذت دور حضرتك بقى …
.. مثل ما قلت توصل مكتبك تجد العقود فى انتظارك ومدير مكتبى راح يسوى كل شئ …
…وهدى …
… ايش بيها انا على وعدى السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى مع السلامة ياعمر ….
يتبع
قلب أرهقته الحياة. …..الفصل السابع والعشرون
…وهدى … كان هذا سؤال عمر
… ايش بيها انا على وعدى السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى 24 ساعة مثل ما قلت مع السلامة ياعمر ….
تردد عمر فى الخروج
…إيش بيك ندمان ولا بدك ترجع فى اتفاقنا وتتنازل عن العقد …
…لا ابدا بعد اذنك …
خرج من الباب واتجه لسيارته واستقلها وهو يقول لنفسه …معلش بقى ياهدى كدة كدة كنا هنسيب بعض كان لازم الحق نفسى واستفيد برده …
كانت هدى تقف فى الشباك عندما رأته يتحرك بالسيارة لم تفهم ما يحدث إلى أين يذهب ويتركها هنا اتجهت لحقيبتها لتأتي بتيليفونها فتذكرت انه أخذه منها 
استدارت لتخرج وجدته يقف عند الباب ويده فى جيوب بنطلون 
… أنت هنا ليه وعمر راح فين …
…طار …
…أفندم طار يعنى ايه 
..يعنى أنهى المطلوب منه وطار وماراح يرجع …
…مطلوب منه هو ايه انا مش فاهمة حاجة …
أخرج يده من جيبه واتجه لداخل الغرفة وأغلق الباب خلفه وهو يقول
… انتى انتى ياهدى هو المطلوب منه زوجك المحترم وافق انه يسلمنى اياكى لمدة 24 ساعة

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى