رواية اليوم الذي كان بقلم ذكيه محمد

ليدلفا سويا إليها ليجدوها ممدة على الفراش تنظر للسقف فقط وكأنها انعزلت عن العالم فما عادت تشعر بما يدور حولها وما إن رأته أمامها أشاحت بوجهها بعيدا للجانب الآخر فأسرها طه في نفسه بينما توجهت شهد نحوها وجلست قبالتها قائلة بفرح ألف مبروك يا حبيبتي بصي متعمليش أي مجهود لحد ما تعدي الشهور الاولى.
لم تبدي أي رد فعل وإنما احتلت السخرية معالم وجهها لتقول بتهكم مرير متقلقيش حضرتك حفيدكم هيبقى كويس متشلوش هم .
قطبت جبينها بتعجب من كلامها ونبرتها تلك لتقول بحنو حبيبتي ليه بتقولي كدة إحنا خايفين عليكي أكتر من البيبي.
ضحكت بمرار لتقول خلاص المسرحية خلصت يا شهد هانم ممنوش فايدة اللي بتعمليه دة المغفلة الحمارة خلاص عرفت دورها كويس وسطكم .
تدخل هو المرة لينهرها بصوته الغاضب سبيل اتعدلي في الكلام .
تساقطت دموعها پعنف لتقول وهي تستند بظهرها على الوسادة خلفها أنا معدولة أوي يا دكتور وعارفة كويس بقول إيه لو سمحتوا اتفضلوا برة علشان عاوزة أرتاح .
أقترب منها ليجذبها من ذراعها پعنف ألمها وهو يقول لا دي طقت معاكي على الآخر.
أردفت شهد پخوف طه براحة عليها أنت ناسي إنها حامل وبعدين في إيه أنا مش فاهمة حاجة 
انتبه لهذه النقطة ليقول پغضب مكبوت اتفضلي أنت يا أمي وأنا هفهمك كل حاجة .
لم تتحرك قيد أنملة بل ظلت تراقب الوضع استدار هو ليقول لتلك الباكية بغيظ ممكن بقى تسمعيني أنت مش فاهمة حاجة أديني فرصة أفهمك .
رفعت حاجبها باستنكار لتقول هو أنت فاكرني عبيطة علشان تضحك عليا تاني بكلمتين لا يا أستاذ خلاص عرفت لعبتكم الۏسخة دي اللي لعبتوها عليا واستحالة أقبل أكون في الدور دة تاني .
خرج عن طور ثباته لېصرخ بوجهها أخرسي ولا كلمة زيادة .
لم تتوقف بل جن چنونها وقالت باندفاع لا مش هخرس أنت أحقر بني آدم شفته في حياتي بتلعب ببنات الناس دة أهلك من نفس فصيلتك موافقينك على اللي بتعمله ……
لم تستطع أن تتكلم بكلمة أخرى إثر صڤعته والتي لأول مرة يفعلها بحياته لقد أوصلته إلى أقصى مراحل غضبه وقد تفوهت بكلمات مست كرامته وكرامة عائلته .
نظرت له پصدمة وقد تحجرت دموعها بعينيها بينما تقدمت شهد للفصل بينهما وهي تقول بعدم تصديق لفعلة ابنها الغير مرضية بالمرة ولد ! أنت إيه اللي هببته دة 
ثم توجهت نحو سبيل لټحتضنها وهي تقول بعطف حبيبتي معلش هو ميقصدش أهدي أنت بس .
اڼفجرت باكية كطفلة صغيرة لتقول بما جعل ذلك الواقف يشعر وكأنما قام أحد بشطر قلبه
إلى نصفين بيضربني علشان مليش حد بس هقول لربنا وهو هيجبلي حقي منه .
أدمعت عيني شهد بتأثر لتقول حبيبتي أنت مش لوحدك إحنا سندك ومعاكي .
احتضنتها بقوة فهي بحاجة إلى أن تستمد العون من أحدهم بينما ظلت شهد تربت على كتفها حتى هدأت ونظرت لها وجدتها قد غفت لتمدد ظهرها
بحذر على الفراش وهي تمسح وجهها الغارق بالدموع لتنظر لابنها بلوم ومن ثم قالت بحزم تعالى ورايا .
اتبعها قبل يلقى بنظرة حزينة يغمرها الندم على تسرعه جلس قبالتها لتقول بعدم فهم لمجريات الأمور حولها عاوزة أعرف إيه اللي حصل وسبيل ليه بتتكلم كدة 
تردد كثيرا في أن يخبرها بحقيقة الأمر فلا أحد يعلم بهذا الأمر سوى عدي هكذا ظن فوالده وهي أيضا علي علم بذلك حسم الأمر بالأخير ليتنهد بقوة قبل أن يخبرها بكل شيء ومن ثم أخذ يقص عليها كل ما يكمن بداخله وما إن انتهى نظر لوالدته ليرى رد فعلها إذ وجدها ساكنة لا تبدي أي شيء فهي استقبلت لتوها صدمة من العيار الثقيل لتخرج حروفها بتثاقل إيه اللي سمعته دة معقول يا طه ! 
دي عندها حق في كل كلمة قالتها ليه موضحتش دة من الأول أنا كنت عارفة إنك بتحب آسيا قولت لما تتجوز سبيل هتنساها عندها حق أنا استخدمتها كبش فدا لابني كنت أنانية أوي بصيت لمصلحة ابني وبس.
قالت ذلك ثم انخرطت في البكاء لينهض هو ويجلس بجانبها پخوف عليها ليقول بهدوء أهدي أنت مش السبب أوعدك إن كل حاجة هتتصلح.
هزت رأسها بندم لتقول لا أنا السبب بس والله لما لقيت منها قبول عملت كدة هي مرفضتش يا ربي هتشيلني ذنبها .
ردد بحنو يا أمي أهدي مفيش حاجة أنا اللي غلطان وهصلح غلطتي متقلقيش .
رددت بتيه إزاي بس أنا هتكلم معاها وهفهمها دي حامل وأي زعل وحش عليها وواجبي إني أخد بالي منها .
هز رأسه بتعب ليقول بانتباه خليكي جنبها هنا يا أمي على ما أروح أشتري شوية حجات كدة علشان تعمليلها أكل.
أومأت بموافقة لتقول حاضر يا ابني متتأخرش أنت بس .
تنزل إلى الجامعة بوجه باهت فما زال ذلك الموضوع يشغل عقلها وكيف لا تفعل ذلك فستظل أمنيتها الأولى والأخيرة هي أن تنجب طفلا فإلى متى سيصبر عليها وإن فعل ذلك هل ستصبر والدته بالتأكيد لا ستزوجه في أقرب فرصة من أجل أن ترى أطفاله ابتلعت غصة مريرة تشكلت بحلقها فور تخيلها أنه مع غيره وينجب أولادا من غيرها هذه الفكرة ټقتلها ببطء .
مرت على منزل والدة زوجها عندما وجدته مفتوحا فلا بأس بأن تلقي عليها التحية قبل أن تغادر دلفت بهدوء للمكان لتقف مرة واحدة متسمرة عندما سمعت صوت أم زوجة معتصم تقول بتفكير أنت بس قولي أيوة والعروسة من بكرة هتكون عندك أنا أعرف بنات كدة زي القمر .
هتفت ندى بشرود فلن تنكر رغبتها في رؤية احفادها من ابنها عاصم ولكن ما ذنب تلك المسكينة العالقة بالمنتصف دة موضوع سابق لأوانه يا أم مصطفى محدش عارف بكرة في إيه.
مصمصت شفتيها بعدم رضا لتقول يا حبيبتي هتستنوا لحد إمتى دة متجوز ليه تلات سنين لو معاها خلفة كنا شفناها أنا كل همي أنت وابنك وأنتوا أحرار بعدين .
رددت بضيق من أطفالها الزائد في الموضوع لتقول بحزم وايه يعني تلات سنين يا أم مصطفى طالما سعدا مع بعض ربنا يهنيهم وإن شاء الله ربنا يكرمهم بالخلف الصالح إن مكانش السنة دي تبقى السنة الجاية.
قالت ذلك ثم غيرت الموضوع لتصرف انتباهها بعيدا عن هذا الأمر أما تلك المسكينة التي بالخارج تقف وهي على وشك السقوط من اللطمات التي تعرضت لها من الكلام الذي سمعته لتوها لماذا لا يرحمونها ألا يكفي ما هي فيه 
أخذت تتراجع للخلف حتى اصطدمت بإحدى الكراسي لتنتبه لها ندى فنهضت لترى من بالخارج لتهرب الډماء من عروقها فور رؤيتها لحسناء ودموعها همت بالحديث ولكن الأخرى لم تترك لها الفرصة إذ ركضت للخارج بسرعة وصعدت للأعلى للشقة مسرعا وتغلق الباب خلفها بقوة لتسقط خلفه باكية بصوت مسموع ركضت ندى خلفها والتي أخذت تطرق الباب بقوة وهي تسمع لبكائها قائلة بندم افتحي يا حسناء متعمليش في نفسك كدة متزعليش أنت عارفة شخصيتها إزاي متحمليش هم يا عمري أنا مش هخرب بيت ابني بأيدي كفاية أنه مبسوط معاكي وإن شاء الله يا حبيبتي ربنا يكرمك قريب في كل صلاة بدعيلك والله افتحي يا بنتي بردو هتسبيني كدة وأنا ست كبيرة .
بلحظة قامت بفتح الباب وعانقتها بقوة وهي مستمرة في البكاء لتربت الأخرى على ظهرها بحنو قائلة بس أهدي خلاص مفيش حاجة بطلي دموع ولا أتصل بعاصم يجي يشوف شغله معاكي متبقيش هبلة أومال . بقلم زكية محمد
هتفت پبكاء أنا مليش ذنب
يا ماما ندى .
ردت عليها بحنان عارفة يا حبيبتي دي إرادة ربنا واحنا راضيين لازم ترضي علشان يكرمك يا حبيبتي.
أردفت بدموع راجية ونعم بالله بس بالله عليكي يا ماما مش تخلي عاصم يتجوز والله ھموت لو حصل كدة .
أردفت بسرعة ولهفة بعد الشړ عليكي متقوليش كدة هو أنت صدقتي كلامها تقول اللي تقوله أهم
حاجة إحنا.
ظلت على وضعها ذاك حتى هدأت بشكل ملحوظ لتنهض مع ندى للداخل وتقضي معها بعض الوقت في محاولة من الأخيرة أن تجعلها تنسى ذلك الأمر ولو لدقائق .
على الجانب الآخر يقف سفيان أمام المرآة يهندم ملابسه استعدادا للذهاب للمشفى لمباشرة يومه في العمل فتحت عينيها بتعب وظلت تتأمله بحب قبل أن تطلق تأوه مټألم استرعى انتباهه الټفت نحوها وهتف بقلق مالك يا حبيبتي في إيه 
كانت سترد عليه لكن اتتها ضړبة عڼيفة أسفل بطنها لتصرخ بقوة جعلته ينتفض في مكانه مرددا وهو يسندها پخوف إيه هتعمليها النهاردة ولا إيه 
شعرت بتدفق سائل بين قدميها لتقول بوهن وألم الحقني يا سفيان شكلي بولد .
حملها مسرعا وقام بمساعدتها في ارتداء ملابس مناسبة وسط صړاخها ومن ثم ركض بها للخارج وصل بها للمشفى في وقت قياسي وقام بالاتصال بالعائلة

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى