رواية اليوم الذي كان بقلم ذكيه محمد

غادر ولم يأبه لذلك الشرخ الذي أحدثه في قلبها لم تستطع البقاء في المكان وحدها ولأول مرة تشعر بأنها تود الذهاب بعيدا عن أي شيء يذكرها به غادرت الشقة هي الأخرى في نفس اليوم ومنذ ذلك الحين لم تعود وها هي على قرابة الشهر وفي بيت أبيها وعندما يسألها أحد تخبره بأنها ستبقى حتى يعود سفيان من الخارج ليتركوها على راحتها حتى يعود هو وقد طلت عليهم كذبتها ومنذ ذلك الحين وهي لا ترد على هاتفها عندما يتصل بها ليجن جنون الآخر ويصيبه الخۏف عليها وعندما يعلم بأنها عند أهلها لا يعلم لم ذهبت ولكن هناك أمرا تخفيه لم يشأ أن يوسع الموضوع حتى لا يشك أحد من أن هناك مشكلة مفتعلة وإضطراب في علاقتهما لذا أجل هذه المواجهة حتى العودة . مضى شهر وظل شهران متبقيان وسيرى ما يدور خلفه بنفسه .
عادت من شرودها وهي تمسح عبراتها التي أغرقت وجهها ثم نهضت تخرج من هذه القوقعة التي وضعت ذاتها بداخلها لترى ما ستفعله الآن وما هو القرار الحاسم الذي ستتخذه في مسألة هذا الزواج الذي يحاوطه المخاطر التي غير قادرة على تخطيها بمفردها .
عدلت من الوسادة المهترئة قبل أن تساعد والدها على التمدد عليها بعد أن أعطته جرعة دوائه وهي ترى أنه على قرابة الانتهاء كبحت عبراتها بداخلها كي لا يراها أبيها فيكفي ما هم فيه لا تريد أن تحمله هما جديدا هتفت بابتسامة اصطنعتها بجدارة وإتقان ها يا بابا طمني عليك أنت كويس دلوقتي صح
هز رأسه بخفوت وأجابها بكذب كي لا يخيفها كويس يا بنتي الحمد لله مټخافيش يلا روحي شوفي وراكي إيه .
أردفت بأسى وقفت الواد صالح في الدكانة قولت أقعد معاك شوية .
سألها بضعف وايه الأخبار
قطمت شفتيها پقهر فماذا ستقول له فالدكانة البسيطة التي تعولهم على وشك الإغلاق فلا أحد يبتاع منهم كما أن التجار لهم نقود ويودون الحصول عليها لم تخبره بهذه الكوارث واحتفظت بها لنفسها .
قاطع سحابة أفكارها طرق الباب فذهبت لترى من الطارق وعندما فتحته وجدت جارتهم بالطابق الأعلى نهلة . كادت أن ترسم ملامح الاشمئزاز ولكنها أنقذت نفسها على آخر لحظة لتفوق على صوت نهلة التي تمضغ العلكة جرا إيه يا سبيل مش هتقوليلي اتفضلي .
تحدثت من تحت ضروسها أهلا يا نهلة أتفضلي يا اختي .
دلفتا سويا وجلستا على إحدى الارائك المتهالكة لتنظر نهلة للمكان وهي تقول بغيظ مش لو كنت سمعتي كلامي كان زمانك دلوقتي في حتة غير بدل المرمطة اللي أنت عايشة فيها دي .
نفخت بضيق لتقول مية مرة يا نهلة وأنا بقولك شليني من دماغك لأني عمري ما هعمل اللي في دماغك .
أردفت بإلحاح يا عبيطة افهميأنا عاوزة مصلحتك يعني عاجبك حالك دة وأبوكي اللي أنت مش عارفة تجبيله حق العلاج .
أردفت پخوف خشية أن يسمعها والدها وطي صوتك أبويا
صاحي ومش عاوزاه يسمع كفاية عليه تعبه مش عاوزة أحمله هم كفاية اللي هو فيه .
هتفت بخفوت وهي تتفحصها بتقييم يا بت أنت مش عارفة قيمة نفسك دة أنت توقعي أتخن تخين وما يخدش في إيدك غلوة ودة كله هيبان لما تقلعي هدوم العواجيز دي وتلبسي هدوم من سنك .
جعدت جبينها قائلة باعتراض أنا عاجبة نفسي كدة ما أشتكيتش لحد .
مطت شفتيها بحنق قائلة بشوقك بس بردو مستنية منك الإشارة.
رددت بعتاب حرام عليكي يا نهلة الطريق اللي عاوزاني أمشي فيه دة ميرضيش ربنا دي سكة بتسحب صاحبها للوحل وأنا استحالة أحط راس أبويا اللي عاش علشاني ومجابش ليا مرات أب بهدلتني .
أردفت الأخرى بمحايلة وإصرار يا هبلة ما أنا رسيتك على الحوار بس أنت اللي خاېفة .
اتسعت عيناها پصدمة وهي تقول عاوزاني أروح مع رجالة شقق مفروشة وتقوليلي خاېفة أنت أكيد جرا لعقلك حاجة .
ردت بغل وهي تبتلع الإهانة بداخلها ما أنا قولتلك هتحطي حباية منوم في الخمړة اللي بيشربوها ومټخافيش مش هبعتك لزباين صغيرين هيكونوا عواجيز.
نهضت من مكانها وهي تقول بصرامة لا يا نهلة لا صغيرين ولا كبار روحي شوفي حد غيري واعتقيني لوجه الله ربنا يهديكي.







