رواية اليوم الذي كان بقلم ذكيه محمد

ابتسم بهدوء قائلا متقلقش وعد مني هجبلك بنتك زي ما هي .
وبعد ذلك أنهى الحديث معه وغادر وقام بمراقبتها جيدا وعندما خرجت ذهبت للفندق الذي أعطى والدها له عنوانه وسأل عن اسم الشخص ليفاجأ بعمر الشاب الذي أكمل الثلاثين منذ فترة أيقن أن الفتاة الأخرى قامت بخداعها وقف هو أمام الفندق ينتظر قدومها ورآها تنزل وتدلف وكان أيضا يراقب مجيء الشاب الذي أجرى بحث عنه وعلم أنه ابن رجل أعمال معروف وعندما يأتي سيتدخل ليعوق الأمر ولكنه وجدها تخرج راكضة من الفندق فابتسم أنها علمت أن ما كانت مقدمة عليه هو خطأ فادح لا محال .
عودة للوقت الحالي صدرت شهقات مسموعة منها وهي تسمع منه ذلك وعلمت أن والدها علم بكل شيء مما جعل خجلها يتزايد .
هتف أكرم بعتاب كبير كدة يا بنتي والدك في البيت مستنيكي وخاېف عليكي.
هتفت بدموع وخفوت أنا والله عملت كدة علشانه بابا مريض ومحتاج دوا ڠصب عني.
ردد بلوم وأنا روحت فين
أردفت بخجل حضرتك مش متعودة أخد حاجة من حد .
ضيق عينيه پغضب ليتحدث من بين أسنانه فتروحي تعملي اللي كنتي رايحة تعمليه دة عادي إنما تطلبي مساعدة من حد لا دة إيه المنطق الغريب دة .
أردفت پبكاء عند هذه النقطة مقدرتش أعمل حاجة زي دي أبدا حتى لو مش هيقرب مني .
ضحك بسخرية على غبائها ليقول أنت عارفة البني آدم اللي كنتي رايحة عنده دة سنه قد إيه
هزت رأسها بنعم لتقول بتأكيد أيوة نهلة قالتلي أنه عجوز يجي فوق الستين كدة .
أردف بغيظ علشان يبقى درس تتعلمي منه يا بنتي متوثقيش في أي حد والسلام الراجل دة مش عجوز أبدا دة شاب عنده تلاتين سنة .
شهقت پصدمة وهي تنظر له بذهول لتردد بتلعثم إيه تلاتين سنة ! يا مصېبتي هطلع بكرشك يا نهلة الكلب بس أشوفك.
أردف بصرامة خلاص قفلنا على الموضوع دة البنت دي ملكيش أي علاقة بيها بعد كدة ويا ريت تكوني اتعلمتي .
ردت بمرار لا اتعلمت واتعلمت كويس أوي كمان شكرا لحضرتك لولاك كان زماني ضعت .
أردف بابتسامة بسيطة أنا معملتش حاجة أنت اللي أنقذتي نفسك بنفسك بس عاوزك تعرفي لما تقابلنا مشكلة لازم نلاقي ليها حلول مش نجري على طريق مش تمام علشان نحلها حتى ولو كان حجم المشكلة دي ايه أوعى تفرطي في نفسك أبدا مهما يحصل .
هزت رأسها بموافقة ومن ثم التزمت الصمت وهو كذلك وتابع القيادة نحو بيت محمد .
على الجانب الآخر تجلس باسترخاء على الأريكة وهي تضحك بخبث وتفكر في سبيل وأنها بالتأكيد تحت وطأة يده الآن وأنه قضى عليها ومن لا يعرف قاسم العمري ذلك الذي يود الحصول على شيء لا يتنازل عنه رن هاتفها فجأة فنظرت للمتصل لتجده هو قطبت جبينها بدهشة أليس من المفترض أنه الآن يقضي وقته معها
حسمت
أمرها بالأخير وردت عليه ليأتيها صوته الحاد ېصرخ بوجهها فينها يا نهلة مجاتش ليه
ردت عليه بتعجب إزاي مجاتش دة أنا منبهة عليها إنها تكون هناك قبلك كمان يكون تاهت !
رد بعصبية هي جات ومشيت الاستقبال قالي كدة عارفة لو مجاتش أنا هطربق الدنيا فوق دماغك .
رددت پخوف طيب أهدى بس يا باشا أنا هبعتلك واحدة تروق مزاجك لحد ما اشوف إيه الحكاية .
صړخ پعنف مش عاوز زفت أقفلي دلوقتي.
أنهت المكالمة معه وهي تقول مع نفسها إيه دة إزاي مراحتش أما أروح أشوفها.
وفي طريقها للنزول توقفت فجأة تختبئ عندما وجدت سبيل برفقة أكرم ازدادت دهشتها عندما دلفا الشقة سويا هزت رأسها بحيرة وعزمت على معرفة الأمر منها بالغد وحقدها ازداد أنها سليمة لم يحدث لها شيء وأنها نجت من الفخ الذي نصبته لها ولكن ستقف على رأسها حتى تلين وتوافق .
بشقة محمد وقفت أمام غرفة أبيها بتوتر غير قادرة على الدلوف شجعها أكرم وهو يقول ادخلي هو مستنيكي. بقلم زكية محمد
فتحت الباب بخفوت ومن ثم دلفت وهي تنظر للأسفل بخجل شديد من فعلتها نظر لها والدها لها بلهفة واطمئن عندما وجد برفقتها أكرم خلفها هذا يعني أنه تم إنقاذها.
هتف بتعب وعتاب في الوقت ذاته تعالي يا سبيل قربي يا بنتي .
وكان ذلك بمثابة الإشارة إذ ركضت نحوه وجلست أرضا قبالته ومسكت يده تقبلها وهي تقول بدموع سامحني يا بابا أنا مش عارفة كنت هعمل كدة إزاي أرجوك سامحني يا بابا .
ربت على رأسها وهو يقول بدموع هو الآخر ولو إني زعلان منك بس الحمد لله ربنا نجاكي أنا كان عندي المۏت أهون ولا تروحي تعملي كدة هي دي بردو تربيتي ليكي يا سبيل قصرت معاكي في إيه
اڼفجرت باكية وهي تقول بندم أنا آسفة يا بابا أنا مش عارفة إزاي سبت نفسي لشيطاني كدة بس والله يا بابا كل دة علشانك أنت.
ردد بحزن عارف يا بنتي قدر ولطف .
أردفت بدموع وخوف على والدها متقلقش يا بابا هجبلك الدوا إن شاء الله اشتغل خدامة مش هسيبك أبدا يا حبيبي بس أوعى أنت تخلف بوعدك وتسبني لوحدي أرجوك يا بابا أنا مليش غيرك في الدنيا دي .
ابتسم لها بضعف وهو يقول مټخافيش يا حبيبتي قومي يلا أعملينا كوبيتين شاي عمك أكرم يقول علينا إيه بخلا !
هزت رأسها بنفي وانتبهت لهذه النقطة لتقول بأسف أنا آسفة يا عمو أكرم ثواني وهتلاقي الشاي عندك .
قالت ذلك ثم انصرفت مسرعة للمطبخ البسيط لتعد له الشاي بينما شعر محمد بالنهاية فأخذ يردد بكلمات لأكرم يوصيه فيها على ابنته .
بعد وقت قصير دخلت وهي تحمل الشاي تحدثت بمرح عملتلك يا بابا أحلى كوباية شاي .
وقفت فجأة حينما رأت أكرم ينكس رأسه للأسفل وأبيها مغلق العينين.
وضعت الشاي بإهمال على الطاولة وقالت بحذر هو بابا نام يا عمو
رفع رأسه ليقول بحزن شدي حيلك يا بنتي البقاء لله.
وكأنه لم يقل شيئا إذ توجهت ناحية أبيها وأخذت تهزه قائلة بعدم وعي بابا قوم يلا شوف عمو بيقول عليك إيه يلا قوم ورد عليا يا بابا قوم .
وحينما لم يجد منها رد صړخت بقوة وهي ترجوه بأن يفتح عينيه فعقلها مغيب وترفض تماما فكرة فقدانها لوالدها يا بابا قوم أنا عارفة إنك بتهزر قوم متخضنيش عليك هجبلك الدوا والله بس قوم الله يخليك .
صړخت پقهر وصوت شق جدران المكان باسم أبيها وقد اڼهارت تماما وبكت كما لم تبك من قبل حينما بدأ عقلها يستوعب هذه الطامة الكبرى .
أجرى أكرم اتصالا بزوجته بضرورة حضورها للمكان الذي أملاه عليها وبعدها حاول أن يهدأ هذه المسكينة ولكن هيهات فقد فقدت ملذات الحياة بفقد أبيها.
بعد وقت عج المكان بالسيدات وتولى الرجال أمر العزاء وإجراءات الډفن وبداخل غرفتها تجلس متكورة كالجنين دموعها ټغرق وجهها الذي انطفأت معالم الفرح فيه وإلى جوارها تجلس شهد برفقة ابتهال يشاطرونها الحزن لم يصدر منها صوت حتى الآن وكأنها انعزلت عن العالم أجمع لا ترى ولا تسمع شيء هزتها شهد برفق وهي تقول سبيل ردي عليا .
لم تتحدث معها وبعد فترة أتى أكرم
القصل 56
توجه نحو غرفته
بخطوات مسرعة والفضول بداخله يتصاعد يريد أن يعرف ما هي تلك المفاجأة يا ترى فتح الباب بهدوء وحذر ودلف ليغلقه بنفس الهدوء .
مشط أرجاء الغرفة بعينيه ليجدها ممدة على الفراش تعطي ظهرها له ابتسم بحب ليقول وهو يتأملها بتفكير ماكر هي تخنت ولا متهيألي!
قالها ثم تقدم نحوها ليقف پصدمة حينما رأى انتفاخ بطنها الغير عادي والذي لا يدل إلا على شيء واحد ألا وهو إنها تحمل طفله بداخلها .
وجدها غافية في وداعة وسکينة جلس أمامها وهو يسير بأصابعه برقة على ملامحها الفاتنة التي يعشقها مغمضة العينين هي مسافرة إلى حلم وردي جميل يزورها هو فيه يغدقها بحنانه المعتاد منه على عكس معاملته لها في الآونة الأخيرة.








