بقلم ساره 1

إبتلع غصة في حلقُه عليها، و قال برجاء لأول مرة في حياته يرجوها:
– عشان خاطري .. تعالي في ح*ضني أنا شوية بس!!
جذبها برفق من ذراعها فـ نهضت و قام هو معتدل في وقفته، جذبها لح*ضنه محاوط كتفيها و راسها على صدرُه، بيربت على شعرها و ضهرها بيمسح عليه بحنو مش قادر يواجهها بالحقيقة،
فضلت في ح*ضنه شوية بيحاول يهديها عشان يقدر يقولها .. لحد ما قال بصوت مُتحشرج:
– إنتِ قوية يا نادين و مؤمنة بالله و قدرُه! ربنا إسترد أمانته و إحنا مافيش في إيدينا حاجة!!
في لحظة كانت بتبعدُه، و صرّخت فيه و هي بتضـ,ـرب صدره بعـ,ـنف:
– بس إسكت!! إسكت إنت بتعمل معايا كدا ليه؟ حتى بابا مش عايزني أبقى جنبُه؟
مسكت قميص أبوها و هي بتقول بألم:
– بابي .. قوم شوف بيعمل معايا إيه، و النهاردة مَد إيدُه عليا كمان .. و مامته .. مامته كمان كانت هتضـ,ـربني، قوم يا بابا بنتك إتبهدلت .. متسبنيش أتبهدل أكتر من كدا يا بابا أرجوك متسبنيش، خليك معايا يا بابا أنا ماليش غيرك مينفعش تسيبني و تروح لماما و لـ يازيد و أفضل أنا هنا لوحدي ماليش حد، أرجوك يا بابا .. متعملش فيا كدا!!
كان بيسمعها و هو حاسس بوجع في كل خلية في جسمه، و قلبه نبض بألم لما ذكرت دفعُه ليها، و إتفاجئ بإن أمه كمان كانت هتضـ,ـربها، غلي الدم في عروقه لكن حاول يحافظ على هدوءه عشانها، خدها من ضهرها جاعلًا من ظهرها لاصقًا بصدرُه مُشددًا على أحضانه,,ا، فضلت تص,,رخ بت,,ضرـ,ـب دراعه القوي المثبت على بطنها بتحاول تبعده بصرخات عالية:
– سـيـبــنــي يـــا عـــزيــــز!!!
وصل صياحها للأسفل فـ طلعوا الخدم يشوفوا في إيه و إتص,,دموا من اللي شافوه قدام عينيهم، غطوا وش رفعت بالغطا تحت أنظار نادين المفز,,وعة من اللي عملوه فـ لفّها ليه بيحض,,نها بقوة دافع برأسها في رقبته عشان متشوفش منظر صعب عليها بيهمس في ودنها:
– ششش .. إهدي .. أنا جنبك!!
فضلت تبكي بإنهيار و دموعها لطّخت رقبته، لحد ما إرتخي ج,,سمها فـ إتخض و هو بيحاوط خصرها، بيحملها بين ذراعيه و هو بيحاول يفوّقها بشتّى الطُرق، حط صباعه على نبضها لاقاه ضعيف, فـ ركض بيها لتحت، ركب و حطها على رجله رافضًا تمامًا تركها، و ساق بيها لـ أقرب مستشفى، نزل و هو بالكاد بيجمّع شتاته و دخل بيها المستشفى بيهدر بصوت عالي هزّ المشفى:
– تـرولــلـي هــنــا بـسُـرعـة!!
أتى طاقم ممرضات بـ س,,رير المشفى الصغير فـ حطها عليه و دخلوا بيها فورًا العناية المُركزة، قعد هو على كُرسي المشفى مغمض عينيه حاطط راسه بين إيديه، مش قادر ينسى عياطها و صراخها و تفاصيل اليوم بأكملُه، لسه كلامها بيرن في ودانه، فضل قاعد لحد ما إفتح باب العناية و خرّجوها بالتروللي، أسرع واقفًا ينظر لعيناها المغمضة و جسدها الهامد كالمـ,ـوتى، دخلوا بيها غرفة عادية و هو وراهم، الطبيب قالُه بهدوء:
– واضح إن المدام بتعاني من إنهيار عصبي شديد أدى لفقدانها الوعي، لكن هي سليمة جسديًا!








