بقلم ساره 1

لاحظت نظراته اللي زاغت بحيرة، لحد ما إعتدل في وقفته و أمر باقي الحراس بفتح الباب، إنطلقت بالسيارة و هي تضحك بصوت عالي مُنتصرة هاتفة بإستنكار:
– قال مش هطلع غير بأمر من عزيز بيه قال!!

فتحت نافذة السيارة تستنشق ذلك الهواء الطلق، شافت تليفونها بيرن بإسمه فـ قفلت التليفون بعدم إهتمام، و أسرعت بالسيارة لحد ما وصلت قصر أبيها، ركنت السيارة داخل القصر بعشوائية و ركضت على الباب بتخبط عليه بلهفة، فتحتلها الدادة بتاعتها فـ حضـ,ـنتها بشوق و قالت:
– وحشتيني يا دادة أوي، فين بابي؟

– و إنتِ أكتر يا نادين يا حبيبتي، البيه فوق في جناحه مستنيكِ!!
قالتها بإبتسامة، فـ أسرعت نادين تلقي بشنطتها و كل ما يخصها على الأريكة في بهور القصر، و صعدت له بلهفة مُنقط/عة النظير، دخلت الجناح ف لقته قاعد على السرير ساند ضهره على ضهر السرير، وقفت و الدموع ملت عينيها بتقول بإشتياق فاق الحد:
– بابا!!

فتح لها ذراعيها بحُب لصغيرته التي تربّت على يداه، فـ أسرعت الأخيرة ترتمي بأحضانه و تبكي بكل حُرقة، ربت على خصلاتها بيقول بـ خضة:
– اسم الله عليكِ يا حبيبتي، مالك يا نادين حد عملك حاجة!

كيف تُخبره أن الجميع إشترك في أذيتها، كيف تخبرُه بأن هذا الحنان لم تتلقاه من سواه، كتمت كل ما كان يحزنها في قلبها و قالت وسط بكائها:
– مـ .. مافيش حاجة، بس إنت كُنت واحشني أوي يا بابي!!

تنهد بعدما إطمئن و قال بحنو:
– حبيبت قلبي .. إنتِ اللي وحشتيني أوي يا بنتي!!

فضلت في حُـ,ـضنه مش قادرة تبعد راسها عن مرمى صدرُه، و هو شادد على حضـ,ـنها و كإنه بيحاول يشبع من وجودها، شهقات فقط ما بعد البكاء صادرة منها، هديت مُستمتعة بإحساس إن إيدين أبوها محاوطاها بدفء، لحد ما بدأت إيديه تنزل تدريجيًا، واحدة واحدة حسِت بشدتُه على حـ,ـضنها إرتخت تمامًا، قطبت حاجبيها، و رفعت راسها ليه، لقته مغمض عينيها و راسه مسنودة على ضهر السرير، إبتلعت ريقها و تمتمت بصوت بالكاد يُسمع:
– بابا .. بابا حبيبي إنت نمت؟
يُتبع♥

بابا .. بابا حبيبي إنت نمت؟
رفعت كفها اللي بيرتعش بتمسح على وجنته بتقول بـ صوت كلُه رجفة:
– بابا .. يا بابا نم,,ت وسيبتني! إصحى يا بابا أنا لسة مشبعتش منك!
غصة في حلقها و هي مش شايفة من أبوها أي إستجابة، إرتفع صدر,,ها بـنفَس مبقتش قادرة تاخده، شد,,دت على دراعه بتحاول ته,,زُه و هي بتقول بصد,,مة رهيبة:
– بابا .. مبترُدش عليا ليه؟

إتفتح الباب بعن,,ف شديد، لفِت وشها لقته عزيز اللي كان على ملامحه الغ,ضب الن,,ري، لكن لانت ملامحه و هو شايف قُدامه اللي عمره ما كان يتخيل يشوفه، إنتفضت نادين لوجود عزيز و ج,,ريت عليه بلهفة بتمسك دراعه و هي بتقول بتشاور على أبوها بجنون:
– عزيز .. عزيز تعالي صحي بابا يمكن يصحى معاك!! أنا بحاول أصحيه بس مش راضي جرب كدا إنت .. هو بيحبك و بيسمع كلامك جرب كدا يا عزيز!!

غمّض عينيه و هو حاسس بقلبُه بيتعصر عليها، مشي معاها نِحية أبوها، قعد قُدامه و هي واقفة جنبه كامل جس,,مها بيرتجف و مقلتيها بتوزع نظرات بين عزيز و أبوها، مد عزيز كفه بيشوف نبضُه من رق,,بته لكن مالقاش نبض، إزدرد ريقه و إتنهد مش قادر يواجهها، لحد ما قام وقف قدامها، شمَلها بعينيه و هو بيشوف وشها شديد الإحمرار، عيا,,طها المكتوم و عينيها الزائغة بعدم إدراك للي بيحصل، حاوط وجنتيها و رفع وشها ليه و هو بيقول بـ حذرٍ:
– نادين!!

مقدرش يتكلم .. الحروف وقفت على لسانه، فـ ردت هي بلهفة:
– نعم .. نعم يا عزيز، نايم صح؟ تيجي طيب نطلع و نسيبه يرتاح شوية و شوية كدا و ندخلُه؟

مرَدش، فـ بعدت إيديه عنه بتتر,,مي في ح,,,ضن أبوها بلهفة ساندة راسها على ص,,دره و هي بتقول:
– ولا أقولك!! لاء .. خليني، خليني معاه .. هفضل معاه لحد ما يصحى، سيبني معاه يا عزيز عشان خاطر أغلى حاجة عندك، متمنعنيش أفضل معاه أنا ماليش غيرُه يا عزيز، هو أبويا و أمي و أخويا و حبيبي و كل حاجة .. أنا ماليش غيره، ماما م\اتت و هي بتولد أخويا و أخويا كمان م\ات .. فـ أنا ماليش غير بابا، سيبني يا عزيز في ح*ضنه شوية!

رفع عزيز وجهه لأعلى يدعي خالقه أن يصبرها و يصبرُه على الأل,,م الذي يشعر به في قلبه عليه فما بالك بها!! قعَد على الأرض بمرفقيه نِحيتها، ربت على خصلاتها بحنان و مسح دمعاته,ا ثم همس برفق:
– نادين .. تعالي في ح*ضني أنا شوية طيب!!

بصتلُه بتردُد، لكن ح,,سمت أمرها و هي بتنفي براسها بتقول ببك,,اء:
– لاء .. أنا عايزة حُ,,ضن بابا!!

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى